jo24_banner
jo24_banner

"مبارك".. مبروك

سالم الفلاحات
جو 24 : أهكذا أردتموها حركة لتحرير الشعب المصري؟
أهكذا تكون الثورة للوراء؟ وهكذا يكون الوفاء لدماء الشهداء في 25 يناير؟
لتكون النهاية الاحتفاء بعودة الدكتاتورية وحكم العسكر الذين قتلوا رفاقكم من شتى الاتجاهات بعد توقف لم يكمل ثلاث سنين.

أهكذا من أجل أن يسيل الدم المصري الطاهر محروقا ظلما ولا يتاح له حتى ان يسفك ورديا كما هو؟

وهكذا تمزق الأجساد الطاهرة أطفالا وشبابا رجالا ونساء بسيوف التتار ورماح الصليبيين الأوائل والأواخر وآلات التعذيب الأندلسية التفتيشية وسموم بني قريظة وحقد السبئية القديم الجديد, وغفلة العرب العاربة المسبحة بحمد (الأروام) كما كانت في مؤتة, وأموالها وبقضها وقضيضها؟.

يا أيها الثوار أهكذا خططتم لتبقى بيوت المصريين تنتظر الهجوم البوليسي في أي لحظة؟

أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضبيكما قال موسى عليه السلام, ولقد قرر الله تعالى (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى).

تراكم تتشوقون إلى عهد القهر والعبودية ويصعب عليكم فراقه طويلا أكثر من ثلاث سنين ما أصبركم أيها الثوار؟

يذبح المواطنون المتظاهرون السلميون وتحرق جثثهم ويحرق بعضهم أحياء ويجهز على جرحاهم في المستشفيات والمساجد والطرقات ويخنق السجناء ويطلق عليهم الرصاص في سيارات الترحيل وفي داخل السجون بالغازات والرصاص خلافا لكل أعراف البشر؟

تداهم المساجد وتحرق المصاحف وحاملوها الخائفون عليها من التمزيق والتدنيس بأيدي مخلوقات لا تدري أهم من البشر؟ أم من أي المخلوقات والعوالم والأزمنة.

أهكذا هي الثورات يا انقاذ ويا تمرد ويا صناع جريمة العصر جميعا هل بطل السحر أم لازلتم مضبوعين؟ نهاركم أسود هل تستطيعون الظهور وكشف القناع عن وجوهكم الكالحة وستكتشفون أنكم بعتم دينكم وضميركم بدنيا غيركم واقرأوا المشهد إن كانت عيونكم مفتوحة ولو جزئيا.

لاحرمة ولا ذمة لشيخ عجوز ولا لامرأة عزلاء ولا لمسجد ولا لكنيسة ولا لإعلاميين ولا لقانون ولا لقيم ولا لأسير ولا لجريح ولا لطفل!!! أهذه هي ثورتكم؟ أهذه قيمكم التي بشرتم بها؟

ملكنا فكان العفو منا سجية *** فلما ملكتم سال بالدم أبطح

نعم لقد أمن المجرمون العقاب وهكذا ظنوا، وأخذوا العهود والمواثيق على من كلفهم بالانقلاب لحمايتهم، وأخذوا التطمينات الكافية عربية وصهونية وأمريكية وأوروبية.

​وصدق من قال: من أمن العقوبة بالغ في الجريمة وولغ في الدم وقتل بسادية.

وا غوثاه! حتى الجمادات لو سمعت أصواتها لصرخت ولأنّت جدران المساجد وصرخت, وكذلك أرصفة الشوارع وتراب الميادين ولكن قلوب (الآدميين) المنزوعة انسانيتهم لم تتأثر. وحتى شريككم البرادعي لم يحتمل ان تكون المذابح بهذا الحجم وهذه الكيفية وأنتم بصدد محاكمته بتهمة الخيانة العظمى.

أنجزت ثورتكم في الثلاثين من يونيو 2013 وتفويضكم المشرف بالقتل لشعبكم وبعض شركائكم وخرج رئيس جمهوريتكم المخلوع الذي خلعتموه، أليس كذلك؟

فقد كفيتم ووفيتم لشهداء الثورة وضحاياها وهل بعد هذا الوفاء من وفاء؟ واليوم عيدكم الأكبر ومبارك على صدوركم وأعناقكم وجباهكم فإن لم يكن هو ويصعب توريث ابنه جمال أو أحد عماله وأعوانه فصديقكم السيسي لن يخيب ظنكم ليكون العسكري الرابع وتكتمل قواعد الديمقراطية الأربع, وأعدوا التعويضات المجزية له ولعز ولشفيق فقد خسروا كثيرا وإن كان البعض سيدفع المبالغ مهما عظمت، نيابة عنكم والعرب لن يعودوا عن كلمتهم واطمئنوا...

عاد رئيسكم المحبوب، وخرج من السجن راقصا على دماء بضعة الاف المصريين تزيد قليلا.. أطفالاً ونساءً ورجالاً.. وعشرات آلاف الجرحى، وعجز حتى ذووهم عن إحصائهم.

وربما سيعتب عليكم مبارك لأنكم لم تعدوا له الاحتفالات الكبيرة التي تليق به ولم تخرجوا بملايينكم الثلاثة والثلاثين!!! في ميدان التحرير كما قلتم في الشوارع بما يليق بمقامه السامي فهو محرركم او محّمركم.

كنت أظنكم لبساطتي انكم ستقدمون طلب استرحام لرئيسكم -الذي كنا نراه مسجى لايقوى على نطق كلمة هو والسرير سواء لاستدرار عطف المحققين والشعب باسلوب ثعلبي محكم- ليبقى في منتجعه أسبوعاً واحداً على الأقل لئلا تسود وجوهكم أكثر مما هي مسودة، وكنت أظنه سيجاملكم فخاب ظني وثبتت سفاهتكم, ويأبى الله تعالى إلا أن يفتضح أمركم وأمر من أمركم أو استغفلكم لمعظم ما كان يظن بكم خيرا لمصر و شعبها، ولكن أوامر من وظفوكم واستغفلوكم -إن كنتم مستغفلين حقاً- كانت هي الحاسمة والصادمة لكم أولاً ثم للحرية والكرامة والعقل والقلب والوعي.

تستحقون من هذا الجيل أنتم ومن وراءكم ومن تستر بكم تحية وتبجيلا وأن تصنع لكم التماثيل في الميادين التي سفكتم بها دماء آلاف المصريين في النهضة ورابعة العدوية وغيرها، أنتم جبهة الإنقاذ والسادس من إبريل وتمرد وأبو المغاليق والخرباوي والكلباوي والسيءالمتنفع وعكاشة و غير الأديب وحرمه المهون (وعذراً للأخطاء المطبعية في لأسماء), وللبتروليين ولمضارب مسيلمة وسجاح ومن في ركبهم من التوابع الذيلية الغافلة! ويكون التمثال الأكبر لمن تولى كبر المؤامرة سيسيكم وسواسه في الغرب.

لن تنساهم الأجيال وستؤرخ لحقبتهم بحروف من ذهب مشتعلة ولن ينساكم الله من عدله وقوله الفصل حتى إن أمهلكم لبعض الوقت فعينه لا تنام.

وأخيراً إن سمحت ديمقراطيتكم وليبراليتكم لي بهذا السؤال أمن أجل أخطاء الرئيس المنتخب حسب ديمقراطيتكم وباشرافكم وشهاداتكم د. محمد مرسي حرق البيدر كله؟ وتحرق مصر بهذه العبثية؟ أم أن الحقيقة هي عداوة الإسلام والأمة العربية وأن هذا هو مربط الفرس حقاً وتفسير هذا اللغز من تحالف عالمي قل نظيره؟

ولكننا تعلمنا أن سنة الله جارية؛ فمن حارب الله قصمه وتعلمنا من دروس التاريخ أنه قد تحطم التتار والصليبيون بحملاتهم المتكررة والحشاشون وأمثالهم على صخرة الإسلام العظيمة وبقي لكم ما يسوؤكم اليوم أيضا ، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وانتظروا إنّا منتظـــــــــــــــــــــــــــــــرون
تابعو الأردن 24 على google news