مهرجان الجونة أم المجون؟
عروبة الحباشنة
جو 24 :
على السجاده الحمراء red carpet يجتمع الانحلال العربي بكافة أشكاله وتقف الانثروبولوجيا الاجتماعية عاجزة عن وصف السلوك المرضي الاستعراضي الفج ، مظهرا وفكرا.
"مهرجان الجونة " منذ حوالي عدة ايام وأنا أعاني من تلوث بصري وسمعي بفضل الجنون العربي الذي عكسه كل من شارك في هذا المهرجان الرخيص سيء الصيت والهيكل والمظهر والتنظيم.
مصر يا أم الدنيا، حزينة على ماقدمه ابنك البار الأديب نجيب محفوظ من جنون عقلاني خصب، لقد وجدت ابطال اللص والكلاب يسخرون على أرباب الفن الهابط، تذكرت إنصياع رؤساء الدول الى الساعة التي ستغني بها كوكب الشرق ام كلثوم وأن القائد العربي جمال عبدالناصر كان يؤجل اجتماعاته المفصلية لحضور حفلة لأم كلثوم ، "الفن الجامع" بعقيدته الفلسفية كان يجمع كافة الأضداد، اليساري المنصرم واليميني المتطرف الذي كان يستمع خلسة لغناءها وصوتها الأخاذ وفنها ذو الرسالة الخالدة، أن الحب " أمل حياتي " وأن الفراق " هجرتك " وأن الشوق
"أغدا ألقاك "!
السجادة يجب أن تنزع من تحت الأقدام الملوثة، من يمتلك هذا العهر أمام مآتم أهالي الشهداء في خريطة الدم العربي؟
من؟
إلاكم فوق سجادتكم السوداء، حتى رسالة في المسرح ولو كانت صامتة لم نعد نشاهدها، أفلام رخيصة ومسلسلات رديئة والأبطال يكرمهم أبطال الشوفينية والهزائم والمرتزقة.
لا يغيب عن مفكرتي نشيد الطفولة" وطني حبيبي الوطن الأكبر يوم ورا يوم أمجادة بتكبر "
انتكاساته تتفاقم يا "أحمد شفيق كامل" وهو مؤلف هذا النشيد العربي الذي كبر معنا روحا ونبضا وهوى، لحنه بفرح محمد عبدالوهاب، الذي لم يدرك أن اليوم لحننا أسود ونجومنا حالكي الطلة باهتي المظهر ببرجوازية مقيتة وترف مصطنع وحوار "شوارع " حتما انه مهرجان المجون.