" تذكر يا هذا "

 

الباشا سلمان المعايطة " ابو ظفار " رحمه الله ، رجل من رجالات الكرك ، أعتبره سفيرا مشرفا لهذه المدينة العظيمة إرثا وتاريخا ، ناضل حتى الرمق الأخير لتكريس فكرة تأسيس " ديوان ابناء الكرك " رغم العراقيل والتحديات وتمتسرس البعض لاغتيال هذه الفكرة وشجبها عن ارض الواقع .

صمد المعايطة وانجز البنية التحتية للديوان بهمة عالية ووفاء غزير وانتماء حقيقي ومشرف ، لكنه زمن المخالب والتقمص والتمترس خلف انجازات الآخرين ، والتسيد فجأة والانغماس بما لا يليق ، كأن ترتدي ثوب ضيق لا يناسب مقاسك فيفتق من جميع الزوايا وتتعرى واقفا ، الوقوف بعري مخجل امام الموقف المزيف ايضا والذي سرقته في وضح النهار وركضت مهرولا امام الكاميرات لالتقاط صورة جميلة تظهر عريك الفاضح .

بالحقيقة لا يمثلني من يتنطع بإسم " كير حارسة " و " كرك نوح " عبر قناديل العاصمة الأم عمان ، ولا يمثل كل كركي وكركية من يتناول هذه المدينة العريقة على محمل " العرط " وبهرجة الحوار والأنزواء بتراثنا الاصيل والذي شوهه البعض بداية في الجميد وحالات " المهاهاة " للمنسف الكركي " وانتهاءا بمشاهد " المدرقة " و" ثوب العب " والمنافسات غير الشريفة والنواح هنا وهناك .

لا يمثلنا من يخرج سيف الكرك من غمده ليصدأ في مرتع شوارع عاصمتنا المقتولة بالنسيج الغريب والغربة المقيتة ، ولا يمثلنا من يتحدث حول تاريخ مدينتنا ولا يعلم انه يستنزف عمقها سيما انها تهجرت بفضل من غدرها وتركها زاحفا نحو مصالحه ، فمن دافع عنها ابان دخول الدواعش قلعتها هم ابنائها لا انتم يا أنتم !

من انتم ؟ مجموعة " رحالة "يعشقون التلحف حول ماتبقى من اصالة وتفرد ، صغروا انفسهم ويصغرون تاريخ مدينة صلاح الدين الايوبي والظاهر بيبرس ومسلة ميشع وجيوش وفوارس وخيول تصهل في مرتع القلعة المهيبة ، كركيتي اتخندق لها رغما عن انوفكم ، اختال بتاريخ جداتي الحرات والشيخات عليا الضمور ومشخص وبندر ، هؤلاء سيدات زمانهن ومكانهن وتاريخهن ، هن من صانن تاريخ الكرك في اثواب العزة والجموح لا السخافة والبلادة والنزوح .

تذكر يا هذا ويكفينا صبرا على مسرحية بلا خشبة وممثلين بلا أدوار وسيناريو بلا كاتب ، تذكر يا هذا .