نقض غزل الصحفيين !
لمصلحة من تنكسر شوكة الاعلام وينقض غزله من بعد قوة انكاثا ؟ من المستفيد من تحطيم صورة الاعلام وحضوره وثقة الناس به ؟ ما قيمة هيمنة الاجهزة الامنية على وسائل الاعلام المختلفة بعد خراب مالطا- اي بعد انعدام الثقة بهذه الوسائل وانتفاء صفة الاستقلالية والمهنية عنها من قبل الجميع- ؟ كيف سيُخاطب الاردنيون ، وكيف سيصل اليهم الخطاب الرسمي وغير الرسمي ؟ لا بد - والحالة هذه - من اللجوء الى محطات ووسائل اعلام عربية وعالمية وازنة احترمت عقل الناس وحقهم في الحصول على المعلومة ومعرفة الحقائق ؟ تخيلوا رئىس وزراء الاردن يخاطب الاردنيين عبر قناة الجزيرة مثلا !
على كل حال لم تكن الاجهزة الامنية فقط وراء اضعاف الاعلام والاعلاميين ولكن للاسف كنا نحن ايضا سببا مباشرا في حالة الضعف التي نعيش . وعليه ستحملنا الاجيال القادمة المسؤولية كاملة ، وسيذكر الباحثون والدارسون في مؤلفاتهم كيف فرطنا - نحن معشر الصحفيين- بمهنيتنا وكيف بعنا مواقفنا واقلامنا واوراقنا ودفاترنا وكل شئ .
هناك مسؤولية كبيرة تقع على المجتمع - الحاضنة- الذي لم يساهم في حماية الاعلام المستقل والصحفيين المستقلين وتركوا وحدهم ليواجهوا الطوفان.واستمتعوا في متابعة مشاهد الغرق والانكسار ورفع الرايات !
الزملاء في العرب اليوم عاشوا حالة الوهن بكل تفاصيلها ، تركناهم جميعا نهبا لناشر نافذ واصل لديه معارف وعلاقات وركّايات سخرت كل الدنيا لخدمة مصالحه ومستقبل اعماله ، وذلك بصرف النظر عن اثر ذلك على الزملاء وعائلاتهم وحقوقهم وحاضرهم ومستقبلهم .
لم يفت الوقت بعد هناك فرصة ،دعونا نثبت اننا قادرون على البقاء فقط ..