تأثير الفلوس في النفوس..!
فريق ركن متقاعد موسى العدوان
جو 24 :
من القصص التي وردت في كتب التاريخ القصتان التاليتان :
يقول ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في أواسط القرن الماضي ما يلي:
في أحد الأيام ركبت سيارة الأجرة قاصدا مكاتب ال لإجراء مقابلة إذاعية
(BBC)، وعندما وصلت هناك طلبت من السائق أن ينتظرني أربعين دقيقة حتى أعود، ولكنه اعتذر مني قائلا : " أعذرني سيدي لا استطيع . . عليّ الذهاب إلى البيت كي أستمع لحديث رئيس الوزراء تشرشل على الراديو
فرحت جدا لشوق هذا الرجل للاستماع إلى حديثي على الراديو وهو لا يعرفني شخصيا، فأخرجت من جيبي مبلغ عشر جنيهات وأعطيتها له. فقال لي بفرح غامر : ليذهب تشرشل وال ( B B C) إلى الجحيم، سأنتظرك هنا إلى أن تعود يا سيدي . . !
هذا عند الأجانب، أما عند العرب، فيحكى أن رجلا كان عنده كلب عزيز على قلبه. وبعد عمر طويل مات الكلب، فقام صاحبه بدفنه في مقبرة المسلمين، فشكاه الناس إلى القاضي، الذي أمر بجلبه إليه على جناح السرعة. ولما صار بين يديه قال له : أمجنون أنت أيها الرجل حتى تدفن كلبك في مقبرة المسلمين ؟
أجاب الرجل : كانت هذه وصية الكلب يا سيدي القاضي. فقال القاضي : ويحك . . تجمع بين ذنبين عظيمين، دفن كلب نجس في مقبرة المسلمين، وتستهزئ بالقاضي، أيوجد كلب يترك وصية يا أبله ؟ قال الرجل : أجل يا سيدي، إن كلبي هذا عليه الرحمة فقيه متعلم، وحتى أنه قد أوصى بألف دينار لمعاليكم لما سمعه من حسن قضائكم. عندها قال القاضي : رحم الله الله الكلب الفقيه . . !
وعندما تعجب الناس من حكم القاضي، قال لهم : لا تتعجبوا . . لقد تأملت في سيرة الكلب ونسله، فوجدته من نسل أصحاب الكهف.
* * *
التعليق :
من يتأمل في هاتين القصتين يجد لهما الكثير من الأمثلة في حياتنا العملية الرسمية والخاصة هذه الأيام. فما أن يظهر المال، إلا وتتغير النفوس وتنقلب المواقف إلى عكسها، بعيدا عن المبادئ والأخلاق وتحكيم الضمائر، والتنكر للخطبابات الرنانة، التي توحي بأن أصاحبها يحمل الفضائل السامية والمواقف المشرّفة، فيتحولون إلى منافقين وصوليين يسبحون بحمد أسيادهم.
تابعو الأردن 24 على 
