jo24_banner
jo24_banner

الحكم على الظالم بأثر رجعي . . !

فريق ركن متقاعد موسى العدوان
جو 24 :

 
في أواسط القرن السابع عشر، قاد " الفرد كروموبل " أول ثورة في أوروبا ضد الملكية البريطانية. وهوى رأس الملك " تشارلز الأول " بعد إعدامه أمام دار الضيافة في " الوايت هول " بلندن عام 1649.

وحين دارت العجلة ومات كرومويل، وعادت الملكية إلى إنجلترا بعد انتكاسة الثورة، أصرّ الملك العائد إلى العرش " تشارلز الثاني "، على تنفيذ حكم الإعدام بكرومويل، ولكن الأخير كان قد مات. وبأمر من الملك الجديد تم حفر قبر كرومويل، وإخراج هيكله العظمي ليعُلّق في حبل المشنقة، جزاء ما ارتكبه ضد الملكية.

واليوم شاهد العالم من خلال شاشات التلفزيون، جرائم بشار الأسد، في زج المعارضين وبعض المواطنين، في المعتقلات والسجون المقامة فوق الأرض وتحتها لمدى الحياة. حيث يفقد السجين حينها اسمه ويكتسب رقما بدلا منه، لتجنب التعرف عليه من قبل أهله. ثم تمارس عليه أساليب التعذيب الوحشية بمختلف أنواعها، يتبعها تنفيذ الإعدامات الجماعية، التي يطبقها جلادوه، بصورة تخالف كل مفاهيم الإنسانية.

وهذا ليس بجديد على عائلة الأسد، التي حكمت سوريا بالحديد والنار، منذ سبعينات القرن الماضي، وتوارثها الأبن عن الأب كابرا عن كابر، بأسلوب ملكي يخالف النظام الجمهوري، القائم على الانتخابات الشعبية. وقد سبقه الأب في تأسيس هذا النظام الظالم، والذي ارتكب مجزرة حماه وحاصر ها عام ،1982 وقطع عنها الماء والكهرباء، واقتحمتها قوات سرايا الدفاع، بقيادة شقيقه رفعت الأسد خلال 27 يوما، كانت حصيلتها قتل أكثر من 40 ألف شخص، وأكثر من 17 ألف مفقود، عدا عمن قتلوا في السنوات السابقة خلال حكمه.

وتبعه خليفته بشار الأسد، الذي قصف شعبه بالبراميل المتفجرة وبالغازات الكيماوية، في العقد الأول من هذا العام، وحول سوريا بريفها ومدنها وموانئها، مشاعا للمليشيات الإيرانية والقوات الروسية، وهجّر الملايين من شعبه إلى مختلف دول العالم، وحطم القدرة الاقتصادية لسوريا وأفقر شعبه، إضافة للسماح بإرسال المخدرات والأسلحة والمتفجرات إلى الأردن خلال السنوات الماضية.

بعد كل هذه الخطايا التي ارتكبها الأب حافظ الأسد، وأورثها بصورة أكثر إجراما لابنه بشار، ألا يحق للشعب السوري أو من يمثله، أن يفعل ما فعله الملك البريطاني تشارلز الثاني، وأن يحفر قبر حافظ الأسد، ليجمع هيكله العظمي إلى جانب هيكل من سار على دربه ( بعد حكم لاحق )، ويعلّقهما على ( المشنقة الحمراء )، بسجن صيدنايا العسكري، الذي أصبح أكثر شهرة من سجن غوانتانامو الأمريكي ؟

ختاما أذكر الظالمين بقوله تعالى في محكم كتابه : { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تتَّقُونَ } الآية:179

 

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير