إسرائيل وإيران في سيناريو الضربة العسكرية
تجلس المنطقة على صفيح ساخن والتهديدات بحرب إقليمية لم تعلو أصواتها بمثل ما هي عليه الآن. وزير الدفاع الأميركي اعلن جاهزية قواته لأي عمل عسكري ضد النظام السوري يقرره اوباما وذلك رداً على الهجوم الكيماوي في الغوطة. وفي موازاة ذلك يعقد اجتماعين الأول في عمان لرؤساء أركان عشر دول أساسية تتابع الملف السوري والثاني في القاهرة للجامعة العربية لبحث موضوع الرد على « السلاح الكيماوي « وقد قيل فيه انه غطاء سياسي اذا ما وقعت الضربة الاميركية.
بالمقابل حذرت روسيا من خطر كبير على امن الشرق الأوسط اذا ضرب حليفها في دمشق، اما وزير الإعلام السوري فقد تحدث عن رد سوري يشعل المنطقة بأسرها، وبنفس المعنى صدر تهديد من ايران.
اسرائيل ليست موجودة في وسط هذه التحركات حول سوريا، هذا من الناحية الإعلامية، لكن من الخطأ تجاهل ما ستقدم عليه، لقد تحدثت صحيفة يديعوت احرونوت عن مخاطر حرب إقليمية وشيكة تطال اسرائيل، وكالعادة عندما يكون هناك خطر نشوب حرب تصبح الأخبار في تل أبيب تحت الرقابة العسكرية لكن وفي هذه الحالة القائمة اليوم فان الأغبياء فقط من يعتقدون بان اسرائيل ليست في وسط حسابات الفعل وردود الفعل ان حدثت الضربة الاميركية لسوريا.
اذا ما أقدمت أميركا وحلفاؤها على عمل عسكري ضد النظام السوري فان خطر إشعال الشرق الأوسط يأتي من طرفين، اسرائيل وإيران لان تل ابيب تملك خططا جاهزة لاستغلال أي انفجار إقليمي لتوجيه ضربة عسكرية لمفاعلات ايران النووية فيما سترد طهران من خلال صواريخ حزب الله وربما صواريخ الأسد وهذا ما سيشعل المنطقة.
تعقد الخيارات وتشعب الاخطار من أي عمل عسكري ضد سوريا قد يغير السيناريوهات في واشنطن وعواصم القرار الدولي والإقليمي وقد يكون العمل العسكري الذي يجري الحديث عنه هو مجرد عملية جراحية محدودة لتحذير النظام من استخدام الأسلحة الكيماوية، او الذهاب بعيدا في عمليات الحشد العسكري بالمتوسط لزيادة الضغوط على الأسد من اجل دفعه الى الشروع بتنفيذ الخطة الانتقالية كما وضعها مؤتمر جنيف ١.
في كل الأحوال استمرار الصراع في سوريا بدون حل يمثل تهديدا قائما ومستمرا لأمن واستقرار دول الجوار السوري، واذا ما تم تلافي الانفجار الآن فهذا لا يعني ان الاخطار على هذه الدول ستتلاشى، استمرار الوضع على ما هو عليه يعني توقع حدوث انفجارات خطيرة تطال المنطقة.
أخيرا ومهما رست عليها التحركات السياسية والعسكرية الحالية من نتائج فان من الخطورة استمرار تجاهل مأساة الشعب السوري والنظر الى خسائره اليومية بالأرواح والممتلكات وكأنها مجرد إحصائية للموتى. هناك مسؤولية سياسية واخلاقية كبيرة تقع على اعضاء مجلس الامن الدائمين ( بعد مجزرة الغوطة ) وفي مقدمتهم روسيا والصين من اجل تحقيق اتفاق دولي يفتح الطريق امام حل سياسي يقوم مجلس الامن من خلاله بفرض مرحلة انتقالية يقرر فيها الشعب السوري مصيره ومن يحكمه.
(الرأي)