حرب.. وعرس بدون معازيم
في ظلّ اجواء الحرب التي تخيّم على المنطقة، والذعر الذي أفضى إلى تهافت "الاسرائيليين" على التزوّد بالأقنعة الواقية من الغازات الكيميائيّة، والتهديدات العسكريّة التي تلوّح بها أطراف الصراع، والموقف التركي المؤيّد لإشعال الحرب، يتحدّث الساسة في الأردن عن "العرس الديمقراطي"، مفاخرين بإجراء انتخابات بلديّة ونيابيّة في عام واحد !!
الرسميّون الذين قرّروا إقحام الأردن في معركة لا مصلحة له فيها بأي شكل من الأشكال، في مغامرة ستكون نتائجها كارثيّة على حاضر ومستقبل الأردن، فضّلوا عدم التطرّق إلى "استعداداتهم" لهذه الحرب التي ورطوا بها البلد، وكلّ ما يشغلهم اليوم هو "التطبيل" عبر منابر الإعلام الرسمي لهذا "العرس" الباهت !!
الانتخابات النيابية التي تتحدث عنها الحكومة هي فشل ذريع لتجربة الديمقراطية التي يحاول البعض إقناعنا بنجاحها، فالمقاطعة السياسية الواسعة لهذه الانتخابات التي استندت إلى مبدأ الصوت المجزوء أفرغها من مضمونها وجرّدها من غايتها.
أمّا الانتخابات البلدية فقد عكست فقدان الأردنيين لثقتهم بجدوى الانتخاب، فنسبة الاقتراع في هذه الانتخابات الفاشلة، اقتصرت على رقم باهت، ومع هذا تصرّ الحكومة على الاحتفال بـ "العرس الديمقراطي"، الذي هيمنت أحداث الشغب على أجوائه نتيجة عدم استعداد وزارة البلديات أساسا لإجراء مثل هذه الانتخابات، ناهيك عن القانون المتخلّف الذي استندت إليه.
الأجدر بالحكومة أن تبدأ استعداداتها وتعمل جديّا على تقليل الخسائر ما أمكن في حال نشوب الحرب التي ورّطنا بها مطبخ التبعيّة لواشنطن والسعودية، عوضا عن الحديث المثير للسخرية حول "عرس" بلا معازيم !!