بانوراما الحراك الشعبي الأردني.. إزدياد الحنق وتحذيرات من مغبة رفع الأسعار

معاذ ابو الهيجاء - انطلق الحراك الشبابي الشعبي الاردني امس الجمعة في مختلف مناطق المملكة، تحركت عمان وسط البلد وحي الطفايلة ,اربد،جرش،عجلون،الكرك معان والشوبك.

حراك الجمعة حوى مضامين أو رسائل كثيرة للنظام، وسقف مطالبه وخطابه اصبح يرتفع جمعة بعد جمعة خاصة في الشمال الذي خرج نشطاءه بقوة هذه المرة.

فكان لسياسة رفع اسعار الكهرباء ومختلف السلع الاساسية التي تنوي حكومةالطراونة أن تقرها ، حظ كبير في خطاب الحراكات الشعبية فصبوا جام غضبهم على هذه السياسية ورفضوا أن تكون جيب المواطن طريقا لعلاج الازمات الاقتصادية التي تمر بها البلد.

اختار الحراك الشبابي والشعبي في الاردني شعار " الوطن بنباع" في اشاره منه إلى قضية رفع الاسعار في ظل بيع الشركات والمقدرات الاستراتيجية، وضحها الحراك الشبابي الاردني الشعبي في بيانه حيث قال ان "سياسات بيع مختلف قطاعات الانتاج بالدولة الاردنية والتي هي عصب الحياة في دولة شحيحة الموارد الى جانبعمليات النهب والسرقة المكشوفة ، ساهمت في تعميق الازمة التي يعيشها الوطن حاليا والتيمن المفترض ان يتحمل كل مسؤول مارس سلطة تنفيذية نصيبه من المحاسبة والمساءلة".

وسط البلد عمان: غاب الحلفاء فاستقوت الموالاة

ناشطون تحركوا في وسط البلد، مسيرة سلمية لنصف ساعة، لتصل ساحة النخيل، حتى لا يحصل اي صدام مع مسيرة الولاء والانتماء هكذا قرر الناشطون أن تكون والهدف شجب سياسة رفع الأسعار التي تنتهجها حكومة د. فايز الطراونة إلا أن بعض الناشطين في مسيرة الولاء والانتماء لم يرق له هذا الامر فعادوا بسيارتهم من ساحة النخيل إلى أمام المسجد الحسيني.والهدف هو الاعتداء على الناشطين السلميين، وسرعان ما حصل تشابك بالايدي بعد نزول احد افراد مسيرة "الموالاة" وقام بالاعتداء على معتصمي الحسيني ، ما استدعى تدخل قوات الامن والتفريق بين الطرفين.

المشاركون في الحراك "حملوا" الأمن العام مسؤوليةاستدعاء سيارة 'الموالاة' من أجل ما اعتبروه 'تخريب' الاعتصام، وهو الأمر الذي نفاه ضباط الامن العام في جدال مع المعتصمين وأكدوا ان مسؤوليتهم حماية الطرفين!!.

اذن هي حالة "استقواء" وفرض العضلات في غياب الاسلاميين واليساريين و القوى الضخمة، فكان لابد من التحرش بهم بعد أن رأوا أن تلك القوى غائبة عن الساحة فالمجال مفتوح للتشبيح عليهم.

اربد: خطوات تصعيدية لا تخطر على بال النظام

تحركت عروس الشمول بقوة في هذه الجمعة، تحركها كان عنيفا لدرجة أن التلفزيون الرسمي الاردني، والذي يخشى دائما الحديث عن اي حراك شبابي وشعبي أو مجردالاشارة إلى الحراكات الشعبية الاردنية اضطر أن يغطي حراك اربد اعلاميا ولو بطريقة خجولة.

الحراك في اربد ضم الجبهة الوطنية للإصلاح والإسلاميين، وحراك الشمال،الجميع شن هجوما لاذعا على حكومة فايز الطراونة وكانت قضية الاسعار حجر الزاوية في معظم هتافات وخطاب الحراك.

ومن جهة ثانية هدد الحراك بخطوات تصعيدية سلمية لم يشهدها النظام من قبل إن أقدمت الحكومة على رفع الاسعار، لم يكشف الحراك عن تلك الخطوات ولكن هذا الأمر يدل على أن هناك حراكا قويا في الشمال قادر على التصعيد و التحرك وقت ما شاء، خصوصا في ظلوجود قوى حزبية تفهم وتدرك معنى التنظيم، وحراك خرجا أثبت نفسه على أرض الواقع منخلال العديد من الفعاليات التي يقوم بها من مثل التحرك في مسألة الأسرى و الخروج قبل اسبوعين في مسيرة في وسط البلد في اربد.

اذن هكذا كان الحال في الشمال تحرك قوي وفعال وتهديد بالتصعيد، وهجوم قاس على الحكومة، وغياب لحراك خرجا لأسباب ما زلت مجهولة!.

جرش: مستمرون في الحراك

يستمر حراك جرش جمعة بعد جمعة هذه المرة قرر الحراك أن ينطلق لوحده، وهوالحليف القوي لحراك عجلون ويخرج معه في العديد من الجمع.

تحرك العشرات في جرش وحذر من رفع الاسعار، وفي ثنايا خطابه نبرة تهديد للحكومة بأن الحراك لن يقف مكتوف الايدي في حال رفع الاسعار.

وعطف الحراك على الصحافة الاردنية وما ينال الصحفيين من اعتقالات و تضييق على الحريات الاعلامية.

حراك عجلون: يجب أن نعرف أن عجلون تتشكل من عدة حراكات، فليست هي حراك واحد فهناك حراك تجمع جبل عجلون،وحراك كفرنجة، وحركات أخرى في طريق النمو والتكاثر.

التكتيك الحراكي العجلوني يسير في خطوات ثابتة، لا يقوم بها غيره من الحركات في مختلف محافظات المملكة، فهو يقوم بالتحرك في مختلف مناطق عجلون فتارة في عنجرة ومرة في كفرنجة، وفي عين جنا، وفي قلب المحافظة عجلون،وسيكون له حراك في منطقة الهاشمية كما اخبرنا.

الهدف من التحرك في كل مكان هو توسيع قاعدة الحراك وزيادة قوته وعدده وكسب العقول والقلوب.

الحراك للمرة الثانية يركز على مسألة العشائر الاردنية ويقول في كلمته نحن رفض أن يكون اللجوء للعشائر الاردنية من أجل حماية الفساد، ويجب أن تكون العشائر الاردنية رافعات سياسية للدفاع عن الوطنوالمواطن في مواجهة الفساد.

تحرك هذه المرة في منطقة "عين جنا" وشاركهم الاسلاميون لأن عين جنا من أكثر المناطق في محافظة عجلون تواجدا لهم.

الحراك هاجم الحكومة وسياستها الجديدة في ما يتعلق بسد عجز الموازنة من جيوب المواطنين، وأيضا بقي الحراك يرفع ذات الشعارات،الاصلاح، محاربة الفاسد، قانون انتخاب عصري، محاكمة الفاسدين.

السلط والبلقاء: حديث دائم عن الاقتصاد

سبق وأشرنا في أكثر من تغطية لحراك السلط أن هذا الحراكي ركز بشكل مستمر على قضايا الاقتصاد ورفع الاسعار، ما قبل حكومة الطراونة ومابعدها.

حراك السلط مازال مستمرا في الحديث عن قضايا الاقتصادالاردني، وما حدث من بيع شركاته العملاقة والتي تمثل أقوى دوافع عجلة الاقتصادالاردني.

الحراك كان اصدر الاربعاء الماضي بيانا خاصا به تحدث بإسهاب عن قضية رفع الاسعار واعتبر أن رفع الاسعار بمثابة صب الزيت على النار، أي أن هذاالامر سيؤدي إلى اشتعال الشارع الاردني أكثر وأكثر وسوف يزيد من قوة الحراك ويعززمن مصداقيته عند المواطنين.

تحرك شباب السلط وحذروا الحكومة الحالية من رفع الاسعار اوالاقتراب من لقمة الخبز لانه سوف يؤدي الى زيادة الاحتقان ورفع وتيرة التوتر ومن ثم سيؤدي الى دفاع الناس عن حقهم بالحياة. كما انتقدوا بيع مملكات الوطن على ايدي بعض السماسره وطالبوا بمحاكمتهم محاكمة عادلة تشفي غليل جميع المواطنيين.

هكذا كان حراك السلط هجوم على السياسات الاقتصادية كما هو الحال في كل جمعه، حري بنا الآن أن نسميه "حراك السلط الاقتصادي".


حي الطفايلة: "غلو الكهربا و المية .. سرقونا الحرامية"

أما الحي السياسي " الطفايلة" فخرج بعد صلاةالجمعة، وهو المعروف عنه قدرته على التحرك في الليل والنهار.

خرج الحراك تحتنفس العنوان الذي خرجت تحته كافة الحراكات وهو جمعة " الوطن بنباع " وكغيره من الحراكات هتف ضد سياسية رفع الاسعار ونادوا بالتراجع عنها.

حراك حي"الطفايلة" مستمر في عمله وتنسيقه مع مختلف الحراكات وقد يشكل خطرا وقوى مستقبلية إن استطاع كسب معظم أبناء الحي وربما ذلك ليس بتلك الصعوبة لوجود رابطة القرابة و العمومة.

حراك الكرك:

انطلق حراك الكرك " القومي" والمعروف بقدرته على الحشد الواسع والكبير، حيث يستطيع الحراك ومختلف القوى الحزبية و النقابية في الكرك أن تحرك أكثر من 1500 مواطن.

الحراك ركز كعادته على قضية فلسطين، وقضية قانون الانتخاب، والتي تمثل أرقكبير لهذا الحراك والذي ينادي دائما بقانون انتخاب عصري تكون " القوائم النسبية" على مستوى المحافظات، كذلك هاجم الحكومة في سياسة رفع الاسعار.


حراك معان والشوبك: "جيوبنا ليست آبار نفط" ولا اصلاح بدون "صحافة حرة"

تميز حراك معان هذه المرة برفع سقف شعاراته إلى حد كبير جدا ولم تكن كلمات المشاركين أقل سخونة عن شعاراته.

هاجموا رأس النظام الاردني في هتافاتهم، واعتبروا أن "الاصلاحات مشوهة والبرلمان مزور ولن يكون هناك اي اصلاح دون صحافة حرة، وأن الحكومة تبيعنا لأي شريك عابر او عارض والشعب لا يجد ما يأكله".

ووجهوا انتقادات لاذعة لمن يقومون بتنظيم مسيرات الولاء بأمر من جهات رسمية.."الى كل من يدعي بأنه وطني ويتشدق بالولاء والانتماء وينادون ويصيحون بأعلى اصواتهم بأن الاردن اولا ..اين انتم اين الرجال ألا من عمل تقومون به تردون به كرامتكم؟".

واعتبروا أن رفع الاسعار بمثابة انتقام الحكومة من المواطنين بتجويعهم لأنهم طالبوا بأبسط حقوقهم.

هكذا كان حراك معان ساخن جدا، هجوم قاس النظام وحكومته، والشيء الرائع والجميل في الحراك طرحه قضية "الحريات الصحافية" معتبرين أنه لا اصلاح حقيقي دون صحافة حرة.

أما حراك الشوبك فلم يقل سخونة عن جارته معان المتحدثون خلال كلماتهم دعوا أبناء الوطن بأن ينهضوا ويحرسوا وطنهم من "أعداءه" الداخليين الذين نهبوا خيراته وباعوا مقدراته .."سيحاسبنا التاريخ على تقصيرنا ونحن نرى الوطن يضيع ونخبئ رؤوسنا كالنعامة لا نحرك ساكناً".

إذن هكذا كان المشهد السياسي في شارع الحراك السياسي الاردني تحرك في كل مكان وهتافات ساختة ورسائل تحذير إلى الحكومة، مثلت قضية رفع الاسعار، ومجلس النواب، ومهاجمة حكومةالطراونة، والحريات الصحافية أبرز ملامح صورة حراك جمعة " الوطن بنابع" أو جمعة رفع الاسعار!.