الكنوز الأثرية والدينية في خطر
طاهر العدوان
جو 24 : انتقال القتال بين النظام السوري والجيش الحر الى بلدة معلولة شمالي دمشق آثار ضجة إعلامية استثنائية في الأيام الأخيرة، والذين يعرفون البلدة وزاروها يضعون ايديهم على قلوبهم خوفا من ان يلحق الدمار والحرق والتخريب ما بها من كنوز أثرية ورموز دينية تنتمي للمسيحية الأولى والتي تؤكد بان موطن المسيحية الأول هو هذه البلاد المسماة بلاد الشام.
قبل معلولة دمر مسجد خالد بن الوليد في حمص، الذي يضم ضريحه، أثناء اجتياح قوات النظام لحي الخالدية وكان الدمار قد لحق بمعظم أحياء حلب التاريخية وأسواقها التي تحكي بطولات أزمان غابرة عن صمود سيف الدولة بمواجهة الروم والى جانبه المتنبي سيد الشعر العربي.
كنائس أحرقت في القتال واضعاف منها مساجد دمرت، الكثير منها بني منذ عدة قرون. اما ضريح أبي العلاء المعري، رهين المحبسين وفيلسوف الشعر، فقد تعرض للاعتداءات حتى قطع رأس تمثاله ومن العجب ان يحدث هذا من قبل ثوار مزعومين يطالبون بالحرية !!.. لان أبا العلاء احد رموز الحرية والثورة في التاريخ العربي وهو القائل :
ما قيل في عظم ( السلطان ) وعزه
فالله أعظم في القياس واكبر.
نخشى على ما تبقى من كنوز دينية أثرية في معلولة وعلى المسجد الأموي بدمشق وعلى غيره في مدن الشام، خاصة وان المجتمع الدولي أدار ظهره لهذه المجزرة الوحشية الدائرة في سوريا التي لا ترحم الحجر فكيف بالبشر، والملام هنا بالدرجة الأولى هي منظمات الامم المتحدة وبمقدمتها اليونيسكو التي لم تتحرك من اجل دفع المتحاربين، وفي مقدمتهم النظام والجيش الحر من اجل الاتفاق على تجنب عمليات تدمير الكنوز الدينية والأثرية.
لقد حافظت أوروبا وهي وسط الحرب العالمية الثانية على ما فيها من كنوز ونقلت ما في متاحفها من لوحات وفنون الى أماكن آمنة، حتى هتلر أخفى كنوز ألمانيا الأثرية لحمايتها من الدمار، وكان من اكبر دوافع استسلام باريس وبراغ الى الجيش الألماني الزاحف هو حماية ما في المدينتين من آثار ومسارح وتحف فنية تجسد تاريخ الشعبين.
كفى هذه المنطقة ما حل بها من فقر في المعالم والصروح الدينية والثقافية خلال القرون الستة الأخيرة نتيجة زحف المغول وحكم العثمانيين في وقت كانت فيه أوروبا تشهد بناء الجامعات والكنائس والمتاحف والجسور والقصور التي تمثل اليوم مصدر دخل لبلدانها من السياحة تقدر بمئات المليارات. وليس هناك أتعس من المنطق الذي تروج له بعض الجماعات بان ( الآثار حرام ) وهو ما يدل على الجهل لان كل ما تبقى من كنوز بابل وتدمر ومن ثقافات مسيحية وسريانية ظل وبقى بالحرز والصون في زمن الاسلاف من خلفاء الحكم العربي الإسلامي في كل العصور وعلى مر العهود.
القلق على كنوز معلولة يجب ان يكون منطلقا لعمل دولي من اجل إجبار المتحاربين على تجنيب دور العبادة الاسلامية والمسيحية القتال والقصف وتحييد كل موقع يضم آثاراً ومعالم ثقافية تراثية خلدت هوية الأمة وثقافة شعوبها على مر التاريخ وهي لا تعوض ولا تقدر بثمن او قيمة لانها كنوز إنسانية تهم الحضارة البشرية كلها.
(الرأي)
قبل معلولة دمر مسجد خالد بن الوليد في حمص، الذي يضم ضريحه، أثناء اجتياح قوات النظام لحي الخالدية وكان الدمار قد لحق بمعظم أحياء حلب التاريخية وأسواقها التي تحكي بطولات أزمان غابرة عن صمود سيف الدولة بمواجهة الروم والى جانبه المتنبي سيد الشعر العربي.
كنائس أحرقت في القتال واضعاف منها مساجد دمرت، الكثير منها بني منذ عدة قرون. اما ضريح أبي العلاء المعري، رهين المحبسين وفيلسوف الشعر، فقد تعرض للاعتداءات حتى قطع رأس تمثاله ومن العجب ان يحدث هذا من قبل ثوار مزعومين يطالبون بالحرية !!.. لان أبا العلاء احد رموز الحرية والثورة في التاريخ العربي وهو القائل :
ما قيل في عظم ( السلطان ) وعزه
فالله أعظم في القياس واكبر.
نخشى على ما تبقى من كنوز دينية أثرية في معلولة وعلى المسجد الأموي بدمشق وعلى غيره في مدن الشام، خاصة وان المجتمع الدولي أدار ظهره لهذه المجزرة الوحشية الدائرة في سوريا التي لا ترحم الحجر فكيف بالبشر، والملام هنا بالدرجة الأولى هي منظمات الامم المتحدة وبمقدمتها اليونيسكو التي لم تتحرك من اجل دفع المتحاربين، وفي مقدمتهم النظام والجيش الحر من اجل الاتفاق على تجنب عمليات تدمير الكنوز الدينية والأثرية.
لقد حافظت أوروبا وهي وسط الحرب العالمية الثانية على ما فيها من كنوز ونقلت ما في متاحفها من لوحات وفنون الى أماكن آمنة، حتى هتلر أخفى كنوز ألمانيا الأثرية لحمايتها من الدمار، وكان من اكبر دوافع استسلام باريس وبراغ الى الجيش الألماني الزاحف هو حماية ما في المدينتين من آثار ومسارح وتحف فنية تجسد تاريخ الشعبين.
كفى هذه المنطقة ما حل بها من فقر في المعالم والصروح الدينية والثقافية خلال القرون الستة الأخيرة نتيجة زحف المغول وحكم العثمانيين في وقت كانت فيه أوروبا تشهد بناء الجامعات والكنائس والمتاحف والجسور والقصور التي تمثل اليوم مصدر دخل لبلدانها من السياحة تقدر بمئات المليارات. وليس هناك أتعس من المنطق الذي تروج له بعض الجماعات بان ( الآثار حرام ) وهو ما يدل على الجهل لان كل ما تبقى من كنوز بابل وتدمر ومن ثقافات مسيحية وسريانية ظل وبقى بالحرز والصون في زمن الاسلاف من خلفاء الحكم العربي الإسلامي في كل العصور وعلى مر العهود.
القلق على كنوز معلولة يجب ان يكون منطلقا لعمل دولي من اجل إجبار المتحاربين على تجنيب دور العبادة الاسلامية والمسيحية القتال والقصف وتحييد كل موقع يضم آثاراً ومعالم ثقافية تراثية خلدت هوية الأمة وثقافة شعوبها على مر التاريخ وهي لا تعوض ولا تقدر بثمن او قيمة لانها كنوز إنسانية تهم الحضارة البشرية كلها.
(الرأي)