المواطن واسعار السلع

 

مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، يزداد إقبال المواطنين على شراء ما يحتاجونه من سلع لشهر رمضان الكريم. وقد تختلف الأسعار بشكل طفيف من متجر لآخر ومن مول لآخر، والفرق البسيط يهتم له المواطن لان لديه راتب معين لا يستطيع ان يتعداه فالتزاماته كثيرة ، وينتهز الفرص المناسبة لشراء السلع التي يكون عليها عروض اي بسعر اقل من اماكن اخرى، لكنه يقع في حيرة من أمره في ارتفاع اسعار بعض السلع منها ما هو ضروري جدا كاللحوم بشتى أنواعها والزيوت المعدة للطهي والأجبان والألبان وبعض الخضار والفواكه ،والسبب لا يعرفه المواطن الذي يريد فقط تأمين حاجات عائلته في رمضان.

اعداد متزايدة تعتمد على المساعدات والمعونات المقدمة من جهات حكومية واُخرى خاصة كالجمعيات الخيرية وفاعلي الخير من الافراد، وازدياد اعداد المحتاجين وطالبي المساعدات مؤشر على أهمية ايلاء موضوعهم الاهتمام الكافي.

 

العديد من الموظفين والعاملين قد فقدوا اعمالهم ووظائفهم بسبب ازمة كورونا، وصار من الصعوبة بمكان ان يأمنوا حاجات اسرهم اليومية، فانبرت المؤسسات والهيئات الخيرية لتقديم المساعدة لهم من طرود غذائية تؤمن لهم ولو جزءا من حاجاتهم الغذائية او مساعدات نقدية. حالة الركود الاقتصادي ازدادت مع تعمق جائحة كورونا فأقفلت العديد من الشركات ابوابها بسبب تراكم الديون والنفقات عليها، ولتخفيف العبء عن كاهلها استغنت عن موظفيها وعمالها، والحال ايضا امتد الى المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تعنى بتقديم المعونات للمحتاجين والفقراء، حيث تراجعت المنح والهبات سواء النقدية او العينية، وانعكس بشكل سلبي على طالبي المساعدة الذين انخفضت كمية الدعم المقدم لهم بشكل ملحوظ، وبالتوافق مع ذلك اصبح هناك ارتفاع في اعداد طالبي المساعدات ممن فقدوا وظائفهم كنتيجة للهزة الاقتصادية التي لحقت بالاقتصاد.

الركود الاقتصادي ليست مشكلة محلية بل مشكلة عالمية تحتاج الى وضع الحلول المناسبة والعاجلة للتغلب عليها قبل استفحالها وازدياد اعداد الفقراء في العالم. وارتفاع الأسعار ونحن على اعتاب شهر رمضان المبارك ، يحتاج الى ضبطه والتحكم به حتى لا يتطور الامر الى غلاء كبير يعجز المواطن عن تأمين حاجاته ، وليستطيع على الاقل شراء السلع الرمضانية من دون قلق وتفكير في كيفية تدبير نفقات ومصاريف الشهر الفضيل.

نداؤنا الى المعنيين بموضوع الأسعار وبخاصة الى حماية المستهلك، القيام بخطوات عاجلة وسريعة لتحديد الأسعار وتنظيمها وفق الدخل المعيشي للمواطن، لتلافي ارتفاعها وبالتالي حرمان المواطن من شراء لوازم وحاجيات رمضان، فالاردن سيبقى على الدوام بلد خير وعطاء بهمة اهله الكرام.