"كيمياء" الأزمة السوريّة
جو 24 : كالعادة، تقف واشنطن بكامل قبحها لتجسّد طبيعتها الصهيونيّة عند كلّ منعطف دولي، حيث كشفت التطورات الأخيرة حول الأزمة السورية -مجدّدا- حقيقة النوايا والأولويّات الاميركية، فتباكي الرئيس الاميركي باراك أوباما على دماء أطفال سورية لم يكن سوى كذبة سمجة، تخفي حقيقة الوجه الاميركي الصهيوني، الذي لا يكترث إلا بمسألة واحدة، هي "أمن اسرائيل".
المسألة لم تكن بحاجة إلى أيّ برهان، فحقيقة اليانكيز تقف عارية أمام كلّ سكّان هذا الكوكب الرازح تحت وطأة الجبروت الاميركي، ولكن استمرار أوباما بكذبة التباكي رغم قبح هذا العري يدفع إلى الاشمئزاز، ولا بد من وضع النقاط على الحروف مرّة أخرى.
الشعب السوري لا مكان له في اعتبارات واشنطن أو موسكو كما يتوهّم البعض، و"التسوية" التي يتحدّث عنها العابثون بالمصير الدولي لا تخرج عن دائرة اللعبة "الكوزموبوليتيكيّة" القذرة، فسوريّة لا تعني بالنسبة لموسكو سوى الغاز والجغرافيا، أمّا بالنسبة لواشنطن فهي مجرّد مساحة تمتدّ عبر حدود القاعدة العسكريّة، التي اتفق على تسميتها بـ "اسرائيل".
"الكيماوي السوري" يعكس جوهر اهتمامات تجّار الموت في الكونغرس والبيت الأبيض، لذا كان من الطبيعي أن ينحسر الهيجان الاميركي الغاضب من دمشق فور قيام الروس بالضغط على الأسد للترحيب بالوصاية الدوليّة على الترسانة الكيميائية السورية، فمصير الرئة "الاسرائيلية" -وليس الدم السوري- هو ما دفع أوباما إلى التنطّح عبر تصريحات التهديد والوعيد، وهو ما يدركه الأسد جيّدا، فسفر السياسة الاميركية ينصّ على أنّ من حفظ أمن "اسرائيل" فهو آمن !!
الغريب أن هناك من لايزال يعتبر الأسد "القائد العروبي الملهم" المناهض لـ "الامبريالية"، متناسيا مسألتين أساسيتين، أولا: إن الأسد هو المسؤول الأوّل عن دوّامة الموت في مهد الحضارات وعن مصير سوريّة، التي باتت مجرّد حلبة للصراع أو بالأحرى الجرائم الدولية المنظّمة.. وثانيا أن القلق الاميركي لا يتعلّق بمخاوف من إقدام الأسد على قصف "اسرائيل" بالكيماوي بقدر ما يتصل بفوبيا وصول السلاح الكيميائي إلى من لا يمكن السيطرة عليه.
الدولة، أيّة دولة ممثّلة في الأمم المتحدة، لا تستوجب قلق الامبراطوريّة الاميركيّة، فالكيانات السياسيّة المنظّمة تسهل الهيمنة على قرارها بمنطق القوّة، غير أن لهذا المنطق نتائجه العكسيّة في حال كان الخصم ميليشيا مسلّحة لا ممثّل لها، فامتلاك أيّ طرف -"لا كبير له" بالمعنى الشعبي للكلمة- لسلاح كيميائي، هو أساس المخاوف الاميركيّة، التي تهون أمامها أيّة مخاوف ترتبط باحتمال "تمرّد" الأسد وإقدامه على استخدام ترسانته ضد "اسرائيل".
ويبقى الشعب وحده هو ضحيّة لعبة الموت الذي يقترفه النظام الدولي على الأرض السوريّة، أمّا دول الأطراف المكوّنة من الأنظمة العربيّة، فلا مكان لها من الإعراب خارج دائرة الاهتمامات الاميركيّة، فقد حفظت وصيّتها جيّدا، وأدركت أن من حفظ "أمن اسرائيل" نجا !!
المسألة لم تكن بحاجة إلى أيّ برهان، فحقيقة اليانكيز تقف عارية أمام كلّ سكّان هذا الكوكب الرازح تحت وطأة الجبروت الاميركي، ولكن استمرار أوباما بكذبة التباكي رغم قبح هذا العري يدفع إلى الاشمئزاز، ولا بد من وضع النقاط على الحروف مرّة أخرى.
الشعب السوري لا مكان له في اعتبارات واشنطن أو موسكو كما يتوهّم البعض، و"التسوية" التي يتحدّث عنها العابثون بالمصير الدولي لا تخرج عن دائرة اللعبة "الكوزموبوليتيكيّة" القذرة، فسوريّة لا تعني بالنسبة لموسكو سوى الغاز والجغرافيا، أمّا بالنسبة لواشنطن فهي مجرّد مساحة تمتدّ عبر حدود القاعدة العسكريّة، التي اتفق على تسميتها بـ "اسرائيل".
"الكيماوي السوري" يعكس جوهر اهتمامات تجّار الموت في الكونغرس والبيت الأبيض، لذا كان من الطبيعي أن ينحسر الهيجان الاميركي الغاضب من دمشق فور قيام الروس بالضغط على الأسد للترحيب بالوصاية الدوليّة على الترسانة الكيميائية السورية، فمصير الرئة "الاسرائيلية" -وليس الدم السوري- هو ما دفع أوباما إلى التنطّح عبر تصريحات التهديد والوعيد، وهو ما يدركه الأسد جيّدا، فسفر السياسة الاميركية ينصّ على أنّ من حفظ أمن "اسرائيل" فهو آمن !!
الغريب أن هناك من لايزال يعتبر الأسد "القائد العروبي الملهم" المناهض لـ "الامبريالية"، متناسيا مسألتين أساسيتين، أولا: إن الأسد هو المسؤول الأوّل عن دوّامة الموت في مهد الحضارات وعن مصير سوريّة، التي باتت مجرّد حلبة للصراع أو بالأحرى الجرائم الدولية المنظّمة.. وثانيا أن القلق الاميركي لا يتعلّق بمخاوف من إقدام الأسد على قصف "اسرائيل" بالكيماوي بقدر ما يتصل بفوبيا وصول السلاح الكيميائي إلى من لا يمكن السيطرة عليه.
الدولة، أيّة دولة ممثّلة في الأمم المتحدة، لا تستوجب قلق الامبراطوريّة الاميركيّة، فالكيانات السياسيّة المنظّمة تسهل الهيمنة على قرارها بمنطق القوّة، غير أن لهذا المنطق نتائجه العكسيّة في حال كان الخصم ميليشيا مسلّحة لا ممثّل لها، فامتلاك أيّ طرف -"لا كبير له" بالمعنى الشعبي للكلمة- لسلاح كيميائي، هو أساس المخاوف الاميركيّة، التي تهون أمامها أيّة مخاوف ترتبط باحتمال "تمرّد" الأسد وإقدامه على استخدام ترسانته ضد "اسرائيل".
ويبقى الشعب وحده هو ضحيّة لعبة الموت الذي يقترفه النظام الدولي على الأرض السوريّة، أمّا دول الأطراف المكوّنة من الأنظمة العربيّة، فلا مكان لها من الإعراب خارج دائرة الاهتمامات الاميركيّة، فقد حفظت وصيّتها جيّدا، وأدركت أن من حفظ "أمن اسرائيل" نجا !!