التوجيهات الملكية
لا نعرف سر لجوء الوزراء في غالبيتهم العظمى لذات الكلاشيهات دائما ، فكلما اعلن احدهم عن مشروع او خطة او برنامج فانه يربطها بالتوجيهات الملكية ، وكلما اعتلى احدهم منبرا او زار مؤسسة او بيت عزاء فانه يتحدث عن توجيهات الملك وكأنها "لازمة " في كل الحالات وفي كل زمان ومكان . والسؤال المهم والحالة هذه :ماذا لو فشلت خطط وبرامج ورؤى هذا الوزير او ذاك وتبين انه "فحط" وتسبب باضرار كبيرة ، وهذا عادة ما يحدث ! هل سنحمل الوزير كامل المسؤولية القانونية والادبية والاخلاقية ام ان هناك مسؤولية تقع على الجهة التي اصدرت التوجيهات ؟! هذه هي الدلالة المباشرة لهذا الربط الدائم بين الخطط والمشاريع والقرارات الحكومية وتوجيهات الملك .
فكروا بالامر قليلا ، الوزراء وهم ينسبون كل ما يفعلونه ويقولونه لتوجيهات ملكية فانهم يضربون عصفورين بحجر واحد، فهم يختبئون وراء الملك من جهة ويتنصلون من المسؤولية الاخلاقية والادبية المباشرة عن القرارات ويربطونها بمصدرها الحقيقي من جهة ثانية !
الوزراء مرتاحون لتحميل الملك مسؤولية ما يقترفون من اخطاء . فهم لا يمايزون ابدا بين ما يريده الملك فعلا وما يريدونه هم.وللاسف هذا النهج تكرس عندما قاد الصغار اعلام الديوان ومديرياته الاخرى وحاولوا ان يسحبوا كل الملفات المهمة للديوان وسعوا لتجيير كل منجز، وسحب كل صلاحية . وهؤلاء بطبيعة الحال لا يدركون ان نجاح الحكومة هو نجاح حقيقي للملك، وسيسجل باسمه لانه تحقق في حقبته وفي فترته ، فلا فرق بالنتيجة ولكن المشكلة بمنهجية التفكير والية العمل التي تحبط كل منجز قبل ان يرى الشمس.
وزير المياه والري حازم الناصر اعلن مؤخرا المباشرة في تنفيذ مشروع ناقل البحرين وقال ان تنفيذه يأتي بتوجيهات ملكية ! ماذا لو فشل المشروع ، من الذي سيتحمل المسؤولية اذن؟ ولا ننسى الكثير من الخطط والمشارع التي نسبت للملك ولم تلق النجاح ، وهنا نتذكر مشروع الباص السريع والقطار الخفيف والميناء وموارد .....