سعادة نتنياهو ومواصفات النصر والهزيمة
طاهر العدوان
جو 24 : لم يظهر نتنياهو بهذه السعادة كما ظهر يوم الأحد في المؤتمر الصحفي الى جانب وزير الخارجية الاميركية كيري الذي وصل الى اسرائيل من جنيف لاطلاعه على الاتفاق الروسي الأميركي لنزع وتدمير السلاح الكيماوي السوري.
كثير من الأخبار السارة تنهال على تل أبيب في الأسابيع والأشهر الأخيرة وهي ترى كيف يتم استنزاف كامل قوة الجيش السوري وحزب الله في حرب كان من المفترض ان تكون هي الطرف الآخر فيها، لكنها حرب وجهت الى غوطة دمشق وليست الى ضواحي تل أبيب والى حلب وليس طبريا التي يتمتع المستوطنون فيها بالشاطئ السوري لبحيرتها منذ عام ٦٧.
والأخبار السارة لنتنياهو لا تقتصر على ما يقع خلف حدود الكيان الصهيوني الشمالية فمن الجنوب تكاد ان تشتعل حرب بين حركة حماس والجيش المصري الذي يواصل عملياته غير المسبوقة في تنظيف بيوت رفح المصرية من الإنفاق التي اعتبرت عصب الحياة للقطاع المحاصر، في ظل ملف يكبر من الاتهامات بان حكومة غزة المقالة تدرب وتسلح جماعات متطرفة في سيناء تقوم منذ عدة اشهر بعمليات اعتداءات يومية على الجيش المصري، وهذا الوضع بالتأكيد يعمل ضد المفاوض الفلسطيني الذي لا يعرف بعد ماذا يواجه في مفاوضاته غير المعلنة مع حكومة نتنياهو الخبيرة باعتصارالفلسطينيين حتى آخر رمق.
اما اذا اردنا ان نبحث عن أسباب سعادة نتنياهو من الاتفاق الروسي الأميركي سنجده أولا في المقولة الشهيرة بان اهم الانتصارات هي ان تكسب حربا بدون ان تخوضها. لقد جاءه تدمير أسلحة الأسد الكيماوي على طبق من ذهب مثلما جاءه تدمير معظم مخزون دمشق من الصواريخ والدبابات والطائرات والقذائف على ألف طبق لانها استخدمت ضد الشعب السوري وليس ضد الإسرائيليين.
وفي الوقت الذي كان فيه كيري يحمل الأخبار السارة الى نتنياهو كان رئيسه اوباما يكشف في لقاء مع محطة سي بي سي نيوز الاميركية انه تبادل الرسائل مع الرئيس الايراني روحاني وانه حذره بالقول « بان سوريا ليست ايران وان على الإيرانيين ان لا يستخلصوا درسا بان أميركا لن تهاجم ايران، لان التهديد الذي تواجهه اسرائيل من ايران نووية اكبر بكثير بالنسبة لأميركا من مسالة الكيماوي «. وماذا يريد نتنياهو أكثر من هذا الحصاد المربح في مواجهة لم يخضها بينما يتجمع محصولها بين يديه، فاوباما يلمح لاول مرة لروحاني بان أميركا ستحشد قوة عسكرية اكبر اذا تعلق الأمر بإيران نووية.
بالمقابل يعلن النظام السوري ( انتصاره ) بما يفاقم من حالة الفهم والحيرة العربية عند التفريق بين مواصفات النصر والهزيمة اذ يظل العجب من قدرة بعض الأنظمة على تدمير ما بناه شعبها خلال عقود طويلة من قوة عسكرية وعمران واقتصاد على رؤوس شعوبها بأشهر وسنوات معدودة من اجل لاشئ سوى ان يظل ( الحاكم حاكما الى الابد ) وهو ما ينطبق عليه المثل ( دجاجه حفرت وعلى رأسها عفرت ). والواقع ان اهم الدروس التي تولدها أحداث المنطقة العربية ان الديكتاتورية ليست مجرد شكل من اشكال الأنظمة انما هي وصفة لتدمير الشعوب ووثيقة تأمين غير فاعلة لمستقبل الشعب الذي يبتلى بها.
(الرأي)
كثير من الأخبار السارة تنهال على تل أبيب في الأسابيع والأشهر الأخيرة وهي ترى كيف يتم استنزاف كامل قوة الجيش السوري وحزب الله في حرب كان من المفترض ان تكون هي الطرف الآخر فيها، لكنها حرب وجهت الى غوطة دمشق وليست الى ضواحي تل أبيب والى حلب وليس طبريا التي يتمتع المستوطنون فيها بالشاطئ السوري لبحيرتها منذ عام ٦٧.
والأخبار السارة لنتنياهو لا تقتصر على ما يقع خلف حدود الكيان الصهيوني الشمالية فمن الجنوب تكاد ان تشتعل حرب بين حركة حماس والجيش المصري الذي يواصل عملياته غير المسبوقة في تنظيف بيوت رفح المصرية من الإنفاق التي اعتبرت عصب الحياة للقطاع المحاصر، في ظل ملف يكبر من الاتهامات بان حكومة غزة المقالة تدرب وتسلح جماعات متطرفة في سيناء تقوم منذ عدة اشهر بعمليات اعتداءات يومية على الجيش المصري، وهذا الوضع بالتأكيد يعمل ضد المفاوض الفلسطيني الذي لا يعرف بعد ماذا يواجه في مفاوضاته غير المعلنة مع حكومة نتنياهو الخبيرة باعتصارالفلسطينيين حتى آخر رمق.
اما اذا اردنا ان نبحث عن أسباب سعادة نتنياهو من الاتفاق الروسي الأميركي سنجده أولا في المقولة الشهيرة بان اهم الانتصارات هي ان تكسب حربا بدون ان تخوضها. لقد جاءه تدمير أسلحة الأسد الكيماوي على طبق من ذهب مثلما جاءه تدمير معظم مخزون دمشق من الصواريخ والدبابات والطائرات والقذائف على ألف طبق لانها استخدمت ضد الشعب السوري وليس ضد الإسرائيليين.
وفي الوقت الذي كان فيه كيري يحمل الأخبار السارة الى نتنياهو كان رئيسه اوباما يكشف في لقاء مع محطة سي بي سي نيوز الاميركية انه تبادل الرسائل مع الرئيس الايراني روحاني وانه حذره بالقول « بان سوريا ليست ايران وان على الإيرانيين ان لا يستخلصوا درسا بان أميركا لن تهاجم ايران، لان التهديد الذي تواجهه اسرائيل من ايران نووية اكبر بكثير بالنسبة لأميركا من مسالة الكيماوي «. وماذا يريد نتنياهو أكثر من هذا الحصاد المربح في مواجهة لم يخضها بينما يتجمع محصولها بين يديه، فاوباما يلمح لاول مرة لروحاني بان أميركا ستحشد قوة عسكرية اكبر اذا تعلق الأمر بإيران نووية.
بالمقابل يعلن النظام السوري ( انتصاره ) بما يفاقم من حالة الفهم والحيرة العربية عند التفريق بين مواصفات النصر والهزيمة اذ يظل العجب من قدرة بعض الأنظمة على تدمير ما بناه شعبها خلال عقود طويلة من قوة عسكرية وعمران واقتصاد على رؤوس شعوبها بأشهر وسنوات معدودة من اجل لاشئ سوى ان يظل ( الحاكم حاكما الى الابد ) وهو ما ينطبق عليه المثل ( دجاجه حفرت وعلى رأسها عفرت ). والواقع ان اهم الدروس التي تولدها أحداث المنطقة العربية ان الديكتاتورية ليست مجرد شكل من اشكال الأنظمة انما هي وصفة لتدمير الشعوب ووثيقة تأمين غير فاعلة لمستقبل الشعب الذي يبتلى بها.
(الرأي)