الإنسان أغلى ما نملك أم أرخص مانملك ؟
فريق ركن متقاعد موسى العدوان
جو 24 :
في كارثة العقبة التي وقعت قبل ايام، توفي فيها 13 شخصا بريئا، منهم 8 أشخاص اردنيين، رحمة الله عليهم جميعا، وذلك نتيجة إهمال وتقصير المسؤولين في منطقة العقبة.
وعلى عظم هذه الكارثة، فلم أسمع أن أحد المسؤولين من ذوي مواكب سيارات الدفع الرباعي، قام بزيارة أهالي المتوفين وتعزيتهم بمصابهم.
ولكني أذكر أنه قبل حوالي شهرين، اغتيلت الصحفية شيرين ابو عاقله علي يد الإسرائيليين. وكان قد اغتيل العديد من الصحفيين والصحفيات العرب، في مختلف الساحات العربية، عليهم رحمة الله.
ما جرى أن الصحفيين والصحفيات العرب، تناقلت الصحافة أخبارهم لبضعة أيام، ثم أسدل الستار عليهم، دون المزيد من ذكرهم.
ولكن الصحفية شيرين أبو عاقلة، ما زالت قصة اغتيالها والتحقيقات في قضيتها، متداولة في الأخبار المحلية والعالمية وخاصة الأمريكية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا يجري الاهتمام في اغتيال شيرين ابو عاقلة، بينما لم يجرِ الاهتمام بمقتل الصحفيين العرب، ومقتل المواطنين الاردنيين في حادثة العقبة ؟
والجواب على هذا السؤال : هو أن شيرين ابو عاقلة، تحمل الجنسية الأمريكية والتي تحرص أمريكا على سلامة مواطنيها أينما كانوا، بينما البقية لا يحملون هذه الجنسية ( المقدسة ) ولا يحظون باهتمامها.
وهذا ما يفسر زيف الشعار الذي ترفعه حكوماتنا، بأن " الإنسان أغلى ما نملك "، بل هو في الحقيقة " أرخص مانملك هذه الأيام "، إذ لا توليه الحكومة الاهتمام الكافي الذي يستحقه، والتجارب العملية تشهد على ذلك . . !