jo24_banner
jo24_banner

كتّاب يدعون الى دمج ومشاركة المثقف بقضايا مجتمعه

كتّاب يدعون الى دمج ومشاركة المثقف بقضايا مجتمعه
جو 24 : دعا كتاب الى دمج ومشاركة المثقف بقضايا مجتمعه ، والنهوض ببيئته الانسانية على نحو فاعل من خلال القيام بمبادرات تعلي من شأن الابداع وتثري المشهد الثقافي .

يقول الدكتور يوسف ربابعة استاذ النقد الحديث في جامعة فيلادلفيا ان مفهوم الثقافة لدينا ينحصر في الغالب في الفنون الأدبية والكتابية ، والمثقف هو الكاتب والشاعر والأديب وكل من يمارس عمل الكتابة بأشكاله المختلفة ، ولذا فإن المتوقع من هؤلاء المثقفين , هو الاهتمام بهذه الفنون والإبداع فيها وممارستها بشكل دائم ومستمر .

ويضيف لوكالة الانباء الاردنية (بترا) أما العمل الإنساني والمبادرات الإنسانية فقد ارتبطت بمفهوم اجتماعي يمارسه كل من له علاقة به، وفي مجتمعاتنا عادة ليس هناك اهتمام كبير بمثل هذه الأعمال والمبادرات، على مستوى المجتمع وليس على مستوى المثقفين فقط .

ويقول الدكتور ربابعة ان من بين اسباب غياب المبادرات الإنسانية عن الفعل الثقافي الارتباط بالمفهوم، أي مفهوم الثقافة والمثقف، وعلاقته بالمجتمع والناس،" فالمثقف يفضل أن يعيش عالما أقرب إلى المثالية، ولذا فإن هموم المجتمع تتمثل فقط في نصوصه الخاصة التي يسطرها برومانسية أحيانا، وهذا سبب بعده عن تقديم مبادرات إنسانية أو الاهتمام بها على الأقل " .

ويقول الشاعر والكاتب غازي الذيبة: هناك نسيان ان المثقف هو كائن بشري يعيش في مجتمع يحتاج منه لان يقترب منه، ويلامس آلامه واحزانه مضيفا ان صمت مثقفين تجاه ناسهم بنسيانهم والقعود على المقاهي او في سجالات باهتة، لا تساوي الوقوف في ميتم وقراءة قصة لأطفال لم يروا كاتبا في حياتهم.

ويؤكد الذيبة : ما نحتاجه فعلا هو التقاء على المبادرة وتقديمها حتى في ظل عدم امكانياتنا , فالتقصير واضح في هذا الجانب، مشيرا الى وعي العديد من المثقفين القاصر لمفهوم المبادرة الانسانية ، وانهم غير مهيئين للتقدم الى الناس ومشاركتهم حياتهم ، " والأبراج العاجية التي نسكنها حتى في كتاباتنا مشغولة بلغة بعيدة عن الناس وآلامهم، على الرغم من انها تريد ان تتحدث عنهم, نحن لا نلامس الواقع، ربما، نعيش نصفه فقط " كما يقول .

من جانبه يقول القاص خالد سامح المجالي لا زالت الثقافة غائبة ( أو لنقل مغيبة) تماما عن برامج مؤسساتنا الوطنية الرسمية منها والخاصة، حيث لا يجد الفعل الثقافي الابداعي والتنويري موطىء قدم على سلم أولويات تلك المؤسسات بتصنيفاتها وحقول عملها المختلفة ، سواء المؤسسات المالية منها أو الأحزاب السياسية او الجامعات او مراكز دراسات حقوق الانسان او المؤسسة التشريعية .

ويضيف " ان أزمة الثقافة تلك تكمن أساسا بالنظر اليها كترف لا طائل منه، فهي لا تجد سبل الدعم بحجة أن متطلبات الحياة اليومية والبحث عن (لقمة العيش) أهم منها ومن كل ما ينتج عنها من فكر ودراسات وشعر وموسيقى ومسرح وسينما ونقد وغيرها ".

ويقول المجالي اننا في الأردن وكما في معظم الدول العربية لا زلنا نعاني من محدودية الجهات التي تعنى بالحراك الثقافي وما زالت وزارة الثقافة تقوم بدور الأب المسؤول عن الشأن الثقافي بما يفوق كثيرا قدرتها دون مشاركة جادة وفعالة وأكثر سخاء من القطاع الخاص .

ويقول الناقد سليم النجار ان المثقفين ليسوا عاجزين عن التنبيه أو عن اكتشاف دورهم، لكن عليهم ايقاظ هذا الشعور في نفوس مواطنيهم، وأن يبتكروا الوسائل والسبل التي تؤول إلى إيقاظ هذا الشعور، وترجمته ترجمة عملية .

ويستطرد النجار بقوله : لا يكفي أن يفهم المثقف واقعنا الاجتماعي وظروفه وطبيعة العلاقات الناتجة عنه، بل عليه أن يعمل على ابتكار الوسائل والسبل التي تترجم هذه العلاقات ترجمة عملية، أي لجعلها في طبيعة وظروف الواقع الاجتماعي، لأنه مع هذا التطور بات على المثقف أن يفهم المعنى الأصح لحقيقة نفسيته في ضوء فهمه لمعنى وجوده في مجتمعه.


(بترا)
تابعو الأردن 24 على google news