jo24_banner
jo24_banner

الحراك الشعبي الأردني وتفرده!؟

رجا طلب
جو 24 : يبدو ان حركة الشارع السياسية او ما يطلق عليه بالحراك الشعبي الذي انطلق منذ اكثر من عام على وقع التطورات الدراماتيكية لما يسمى « بالربيع العربي» أخذت تتنظم شيئا فشيئا وحددت لنفسها اطرا وهياكل تنظيمية تأخذه بعيدا عن الفوضى والعبث، فقد اصبح لهذا الحراك لجنة تنسيق تقوم بتنظيم حركته وتحدد شعاراته وتصدر البيانات السياسية باسمه، وفي تقديري ان تنظيم هذا الجسم الكبير الذي يتحرك في اكثر من عشر محافظات ويضم الالاف من المشاركين في نشاطاته وفعالياته كل اسبوع هي خطوة الى الامام وفي الاتجاه الصحيح من اجل المحافظة اولا وقبل كل شئ على امن واستقرار الوطن لانه هو الهدف وهو الغاية.
في البداية كانت المخاوف كبيرة ومشروعة في ذات الوقت من ان اللجوء او الاحتكام للشارع سيدخل الوطن في ازمة، فالشوارع في العادة يصعب ضبطها او تحديد حركتها او القدرة على تلمس ايقاعها وفي احيان كثيرة يختطفها المزايدون والسياسيون المراهقون او المغامرون او اصحاب الاجندات الخاصة او الاجندات غير المعلنة وهي في الاغلب غير وطنية وتصعيدية، وهؤلاء المختطفون ليس في واردهم اي شيء له علاقة بالحفاظ على المصلحة الوطنية العليا وبمعني اخر ليس هناك ما يردعهم من استثمار قهر البعض او فقره او حاجته، او للاسف جهله بالسياسة وتفاصيلها، لأخذه نحو نقطة الصدام مع الدولة وتحويلها في نظره على انها العدو او « ام المآسي « التي اصابت وتصيب حياته، ولا ننكر انه في تجربة الحراك الممتدة منذ اكثر من عام وجدنا بعض النماذج لمثل هذا الصدام، ونجح المغامرون في تحويل انظار الابرياء والطيبين من ابناء الوطن عن مطالبهم المشروعة في الحياة الكريمة الى مطالب سياسية ذات طابع اقل ما يقال فيها انها « انقلابية « وتكسر حدود وقواعد ومحددات الاصلاح المطلوب الذي سقفه الدستور والقواسم الوطنية العامة وتحديدا مبدأ المحافظة على مشروع الدولة وتعزيز هيبة القانون وعدم الانتقاص منهما.
اما الان وبعد هذا التطوير الهيكلي في جسم الحراك الشعبي فقد اصبح من الضروري الانتقال به الى مزيد من مأسسته في اتجاه تنظيمي اكثر فاعلية يغلق الطريق تماما على محاولي اختطافه، ويعزز من توجهاته الوطنية الخالصة وتحديدا مطالب الناس العاديين في الحياة الكريمة وتوفير سبل العيش والمطالب السياسية المشروعة والواقعية في موضوع الاصلاح السياسي والاقتصادي، واعتقد ان تحويل هذا الجسم المترامي الاطراف على مساحة الجغرافيا الوطنية الى حزب او الى حركة سياسية وطنية بمسمى يعكس اهداف الحراك ومطالبه اصبح ضرورة، لان مثل هذه الخطوة ستساهم مساهمة كبيرة في زيادة القواسم المشتركة بين الاردنيين في تحديد ملامح الاصلاح المطلوب واخراج مصطلح الاصلاح من حالته « الشعاراتية» وادخاله مرحلته «العملية والفنية».
...الحراك الشعبي الاردني السلمي هو ميزة تفرد بها الاردن بمكوناته جميعها الدولة والنظام والشعب بالتزامن مع حالات الفوضى والمواجهات الدموية التى تجري في محيطنا العربي ولذا فهو ضرورة وطنية في هذه المرحلة عليه ان يحافظ على تطوير ادواته وعلى الدولة ان تعمل على دعم مثل هذا التطوير للابقاء على سلمية ووطنية الحراك.
rajatalab@hotmail.com
الرأي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير