jo24_banner
jo24_banner

نحن وأميركا.. هل هناك من خلل؟!

رجا طلب
جو 24 : عندما تتناولنا الصحافة الإسرائيلية اليمينية بالتحليل غير الموضوعي وتصف وضعنا الداخلي « بالصعب « وتحاول تصوير الحراك الشعبي على انه اقرب « للثورة « وتشبهه بما جري في مصر وتونس وتصفنا « بالجار المزعج « فعلينا ان ننتبه ونلاحق كل شاردة وواردة فيما ينشر لان اليمين الإسرائيلي بات على قناعة من ان الأردن الرسمي والشعبي ليس مؤهلا للاستمرار في السلام او حتى ذلك السلام الأقرب الى الهدنة او تلك الحالة السابقة في العلاقة وهي حالة «اللا سلم واللا حرب».
في السياسة يجب الاستحضار الدائم « لنظرية المؤامرة «، فهي المجال الطبيعي لها، وانزعج جدا من اي سياسي مسؤول او محترف وليس هاويا او منظرا انكار هذه النظرية او الاستخفاف بها، ولذلك ووفق هذه النظرية فان كلام الاعلام الاسرائيلي اليميني سوف يكون مقدمة او كان « وخلص « لمواقف اميركية ضاغطة على الاردن، او لمواقف اميركية ليست ايجابية تجاه الاردن وتحديدا في ظرفنا الاقتصادي الصعب هذا.
رغم التغيير الذي حدث على النظام السياسي في مصر وسيطرة «الاخوان المسلمون» الذين كانوا دائما وفي مصر تحديدا على تناقض مع الادارات الاميركية المتعاقبة والذين مهما «بالغوا» في خدمة واشنطن فانهم لم يخدموها مثل «الحذاء القديم وجودته» اي مبارك ونظامه وفق التعبير الذي استخدمته هيلاري كلينتون مع صحيفة « الايكونومست» في ابريل الماضي، رغم كل ذلك وجدنا ان الادارة الاميركية لم تتراجع عن حجم مساعداتها الى مصر بل هي الان بصدد زيادتها لتصل الى رقم قريب من ذلك الرقم الذي تحظى به « المحظية اسرائيل « اي 3 مليارات واكثر قليلا، وهذا الامر يدفعنا الى سؤال مشروع وضروري، لماذا نحن كأردن لم يزداد حجم المساعدات الاقتصادية الاميركية المباشرة الى الخزينة، رغم العلاقة التاريخية المستقرة مع واشنطن منذ خمسينات القرن الماضي والى الان؟؟
هل تغيرت اولويات السياسة الخارجية الاميركية ام ماذا؟
اعتقد انها لم تتغير الا فيما يتعلق بعنصرين هما الارهاب وايران وهما لصالحنا وليسا ضدنا!!
تقول وثيقة «إستراتيجية الأمن القومي» التي صدرت من البيت الأبيض في شهر مايو 2010 فى الجزء الخاص بالشرق الأوسط تحت عنوان «تدعيم السلام والأمن والتعاون فى الشرق الأوسط الكبير» ان من ابرز الاهداف الاميركية في الشرق الاوسط ما يلي :
التعاون الواسع في العديد من القضايا مع الحليف القريب، إسرائيل، وتأكيد الالتزام غير المحدود تجاه أمنها.
● استمرار تدفق النفط.
● العمل على حل صراع الشرق الأوسط بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة بجوار إسرائيل.
● التعاون فى مجال مواجهة الإرهاب.
● دفع إيران بعيدا عن السعي لاقتناء أسلحة نووية ودعم الإرهاب الدولي.
في هذه الاهداف المعلنة نجد ان الاردن يحتل اهمية قصوى وذلك من خلال ما يلي :
اولا : لاننا نحن الان الدولة الملتزمة بالسلام مع اسرائيل رغم برودته بسبب سياسات اسرائيل الكارثية على السلام في المنطقة.
ثانيا : نحن الدولة التي اثبتت عمليا قدرة فائقة في محاربة الارهاب ليس في المنطقة بل في التعاون الدولي في مجال محاربته.
ثالثا : نحن الدولة التي اختطت خارطة الطريق للسلام، ونحن الدولة التى ابتدعت فكرة مبادرة السلام العربية وطورتها.
رابعا : استطيع ان اضيف اننا الدولة العربية الاولى التي بدأت الاصلاح السياسي في المنطقة وقبل ما يسمى بالربيع العربي بعقد كامل، كما اننا الدولة العربية الوحيدة التي سمحت تاريخيا للاخوان المسلمين بان يمارسوا نشاطهم السياسي والاجتماعي والدعوي علنا وبدعم من النظام منذ نهاية اربعينات القرن الماضي، وهذا التنظيم هو الان في نظر واشنطن البوصلة الجديدة التى ترى فيها اتجاهاتها في المنطقة.
ففي كل ما سبق نحن نتفوق بالاعتبار الامني لاميركا على خادمها العسكري والامني الاسرائيلي، وعلى حليفها النفطي الخليجي وعلى مصر الراهنة التي يحكمها الاخوان، والسؤال مجددا
لماذا لا ننال مزيدا من المساعدات الاقتصادية المباشرة التى تنقذ اقتصادنا وميزانيتنا؟؟
انها اسرائيل، التي تريد الاردن دائما في حالة عوز دائما ومن يتابع ما تنشره وتسوقه جماعة « اللجنة الطارئة من اجل اسرائيل «، وجماعة « حزب الشاي « وبالطبع تجمع « الايباك « ضد الاردن وتحديدا بعد استقبال جلالة الملك لجماعة « جي ستريت « سوف يكتشف ان اسرائيل هي من تحرك السياسة الاميركية ضدنا !
الخلاصة.... علينا ان ننتبه فهذا زمن اميركي بطعم اسرائيلي خالص اكثر من عصر ترومان!!
الرأي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير