العدو المزدوج للشعب السوري: الديكتاتورية والإرهاب
طاهر العدوان
جو 24 : في المسألة السورية هناك من الأحزاب والسياسيين من يطرح خيارين : اما ان تكون مع الديكتاتورية التي يمثلها الأسد او مع منظمات التطرف والإرهاب التي تمثلها القاعدة ، هذا الطرح يتنكر تماماً لواقع ان الثورة السورية مشروعة لانها تطالب بالحرية والكرامة ولأنها استبيحت بالاعتقالات والقتل والاغتصاب والتعذيب والتشريد لمدة ٧ اشهر من قبل قوات النظام عندما كانت سلمية خالصة في بداياتها وبأنها لم تحمل السلاح الا دفاعا عن النفس .
الثورة السورية هي التي تمثل روح الشعب ومطالبه لكنها تتعرض لعدوان مزدوج ، الأول من النظام الذي لم يشهد السوريون حتى خلال حروبهم مع اسرائيل هذا الذي يعيشونه اليوم من عدوان النظام الشامل عليهم بالطائرات والصواريخ والدبابات والبراميل المتفجرة التي قتلت منهم ١١٠ الاف وجرحت عشرات الآلاف الآخرين ودمرت ٤٠ بالمئة من منازلهم وشردت ٧ ملايين داخل سوريا وخارجها مع ٢٥٠ الف معتقل و ٨٠ الف مفقود اذا كانت كل هذه التكلفة الإنسانية والعمرانية الباهظة هي في حرب ضد إرهابيين حسب دعاية النظام فان هذا يعني ان الشعب السوري في غالبيته العظمى إرهابي او مؤيد للإرهاب !!. مثل هذه الدعاية تدليس على العقول وإهانة للإنسانية والبشر .
كما يتعرض الشعب السوري لعدوان آخر من المنظمات التكفيرية والإرهابية التي يعود جذور وجودها في سوريا الى سياسات النظام الأمنية عندما كانت تستقطبها وترسلها الى العراق وهي منظمات ما كان لها ان تقوى وتتمدد الا في مناخ الحل الأمني الذي اختاره النظام ، وفي مناخات دولية متواطئة كانت قد فرضت حصارا خانقاً على توريد السلاح للجيش الحر فيما كانت الأسلحة تتدفق من روسيا وإيران على النظام وعلى القاعدة أيضاً .
النظام الاستبدادي ليس خلاص سوريا انه سبب تدميرها وخرابها وزرع الانقسامات فيها ، والتنظيمات الموالية للقاعدة ليست أيضاً خلاص سوريا لانها تسللت الى ثورة هذا الشعب مستغلة وقوفه وحيدا بالعراء امام وحشية هجوم النظام لتقدم نفسها كمخلص ومدافع عنه لكنها ما أرادت الا استغلال تضحياته من اجل ان تنشر استبدادها وتمعن في تفكيك المجتمع وتدميره .
لقد استخدم النظام السوري الشعارات الثورية والتقدمية خدمة للاستبداد وتوريث الحكم في نظام جمهوري وهذه كلها أهداف رجعية متخلفة لا تقل تخلفا عن أهداف التنظيمات التكفيرية ، لهذا يلتقي الطرفان ( الديكتاتورية والارهاب ) على هدف واحد هو استخدام اقصى درجات العنف ضد السوريين وخاصة المدنيين لارهابهم وعزلهم عن ثورتهم . النظام يعتبر عدوانه الشامل عنفا ثوريا ، والتكفيريون يعتبرونه عنفاً مقدساً اما الضحايا فهي ثورة السوريين المتعطشين للخلاص من الاستبداد بكل أنواعه .
لقد نجح النظام لبعض الوقت في تصوير ماهية الصراع بانه ثنائي : بين نظام الشعارات الثورية ( المقاومة والممانعة ) ، وبين ( الإرهابيون والتكفيريون ) هذا النجاح كان مؤقتاً وتلاشى في مجزرة الغوطة الكيماوية التي اكدت ان الديكتاتورية تمثل اعتى أشكال الإرهاب . ثورة الشعب السوري تواجه عدوا مزدوجا : النظام والإرهاب . اما عناوين هذه الثورة هي القيادات الديموقراطية والمعتدلة في الجيش الحر والائتلاف الوطني .
(الرأي)
الثورة السورية هي التي تمثل روح الشعب ومطالبه لكنها تتعرض لعدوان مزدوج ، الأول من النظام الذي لم يشهد السوريون حتى خلال حروبهم مع اسرائيل هذا الذي يعيشونه اليوم من عدوان النظام الشامل عليهم بالطائرات والصواريخ والدبابات والبراميل المتفجرة التي قتلت منهم ١١٠ الاف وجرحت عشرات الآلاف الآخرين ودمرت ٤٠ بالمئة من منازلهم وشردت ٧ ملايين داخل سوريا وخارجها مع ٢٥٠ الف معتقل و ٨٠ الف مفقود اذا كانت كل هذه التكلفة الإنسانية والعمرانية الباهظة هي في حرب ضد إرهابيين حسب دعاية النظام فان هذا يعني ان الشعب السوري في غالبيته العظمى إرهابي او مؤيد للإرهاب !!. مثل هذه الدعاية تدليس على العقول وإهانة للإنسانية والبشر .
كما يتعرض الشعب السوري لعدوان آخر من المنظمات التكفيرية والإرهابية التي يعود جذور وجودها في سوريا الى سياسات النظام الأمنية عندما كانت تستقطبها وترسلها الى العراق وهي منظمات ما كان لها ان تقوى وتتمدد الا في مناخ الحل الأمني الذي اختاره النظام ، وفي مناخات دولية متواطئة كانت قد فرضت حصارا خانقاً على توريد السلاح للجيش الحر فيما كانت الأسلحة تتدفق من روسيا وإيران على النظام وعلى القاعدة أيضاً .
النظام الاستبدادي ليس خلاص سوريا انه سبب تدميرها وخرابها وزرع الانقسامات فيها ، والتنظيمات الموالية للقاعدة ليست أيضاً خلاص سوريا لانها تسللت الى ثورة هذا الشعب مستغلة وقوفه وحيدا بالعراء امام وحشية هجوم النظام لتقدم نفسها كمخلص ومدافع عنه لكنها ما أرادت الا استغلال تضحياته من اجل ان تنشر استبدادها وتمعن في تفكيك المجتمع وتدميره .
لقد استخدم النظام السوري الشعارات الثورية والتقدمية خدمة للاستبداد وتوريث الحكم في نظام جمهوري وهذه كلها أهداف رجعية متخلفة لا تقل تخلفا عن أهداف التنظيمات التكفيرية ، لهذا يلتقي الطرفان ( الديكتاتورية والارهاب ) على هدف واحد هو استخدام اقصى درجات العنف ضد السوريين وخاصة المدنيين لارهابهم وعزلهم عن ثورتهم . النظام يعتبر عدوانه الشامل عنفا ثوريا ، والتكفيريون يعتبرونه عنفاً مقدساً اما الضحايا فهي ثورة السوريين المتعطشين للخلاص من الاستبداد بكل أنواعه .
لقد نجح النظام لبعض الوقت في تصوير ماهية الصراع بانه ثنائي : بين نظام الشعارات الثورية ( المقاومة والممانعة ) ، وبين ( الإرهابيون والتكفيريون ) هذا النجاح كان مؤقتاً وتلاشى في مجزرة الغوطة الكيماوية التي اكدت ان الديكتاتورية تمثل اعتى أشكال الإرهاب . ثورة الشعب السوري تواجه عدوا مزدوجا : النظام والإرهاب . اما عناوين هذه الثورة هي القيادات الديموقراطية والمعتدلة في الجيش الحر والائتلاف الوطني .
(الرأي)