2024-05-21 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

نتائج استطلاع مركز الدراسات دلالية كاشفة وحاسمة وشاملة ..فهل نحن امام منعطف اجباري ؟!

نتائج استطلاع مركز الدراسات دلالية كاشفة وحاسمة وشاملة ..فهل نحن امام منعطف اجباري ؟!
جو 24 :
 

كتب المحرر السياسي  - برغم قلقنا البالغ و ملاحظاتنا الكثيرة والمتكررة على نتائج استطلاعات الرأي الصادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية ، الا ان نتائج استطلاعه الاخير عن موقف الاردنيين من حكومة الدكتور بشر الخصاونة كان الاقرب لنبض الشارع ، و للانطباعات التي قمنا طوال العامين الماضيين بنشرها  لمواقف مختلف الاطياف السياسية والنقابية والقطاعية و الشعبية  في بلادنا من هذه الحكومة . مركز الدراسات الاستراتيجية - و لاسباب لا نعرفها هذه المرة - توخى الدقة والموضوعية في نقل اتجاهات الرأي العام ، وكانت النتائج اقرب ما تكون للحقيقة والواقع . 

لن نتوقف طويلا عند المعطيات الغامضة التي دفعت مركز الدراسات لينقل هذه النتائج الواقعية ، وسينصب تركيزنا في هذه العجالة على معاني ودلالات هذه النتائج التي تضع الجميع امام استحقاقات صعبة للغاية . 

 نتائج استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية حول حكومة الدكتور بشر الخصاونة بعد عامين من تشكيلها كفيلة بدفعها لتقديم استقالتها أو اقالتها فورا و دون ابطاء ، فقد جاءت النتائج  كاشفة و حاسمة و شاملة ، ويكفي أن نذكر إن (80%) من العينة المستطلعة آراؤها يرون الأمور تسير باتجاه سلبي، وما نسبته (71%) غير متفائلين بالحكومة، و(68%) لا يثقون برئيس الوزراء!

لقد شهد الأردن في عهد هذه الحكومة  تراجعا على كافة المستويات وفي مختلف القطاعات؛ سياسيا واقتصاديا وخدميا وعلى مستوى الحريات العامة وحرية الرأي وحرية الصحافة.كما استمر نهج الجباية ، واخذ وقعا متسارعا خلف اثارا اقتصادية واجتماعية لمسها  الصغير والكبير و " المقمط ”  في السرير .. 

الاستطلاع أظهر تدهورا في مستوى ثقة الشعب بحكومة الخصاونة، والواقع أن استمرار هذه الحكومة يعني بالنتيجة تدهور الثقة بالسلطة التنفيذية بغضّ النظر عن رئيسها وأعضائها، تماما كما هو حال السلطة التشريعية التي لم تعد تحظى بالثقة الشعبية!

كما أظهر الاستطلاع فشل محاولات الرئيس الخصاونة تخدير الشعب بعبارات انشائية لا تُسمن ولا تغني من جوع، من قبيل (أيام الأردن الجميلة هي التي لم تأتِ بعد، وهناك رجولة وشهامة وكرامة وانتماء، وغالبية الاردنيين قلوبهم بيضاء وناصعة البياض، بالاضافة إلى محاولة وصم أي ناقد للحكومة بأنه "سوداوي أو سوداوي مؤدلج")، فالنتائج أشارت إلى أن "فئة الشباب والفئة الأعلى تعليما ومحافظات (الكرك، والطفيلة، ومعان، والعقبة، والمفرق، وعجلون" كانت الفئة الأقل ثقة بحكومة الخصاونة والأقل ثقة بالرئيس والأقل اعتقادا بقدرة الحكومة على تحمّل مسؤولياتها منذ التشكيل، والأقل تفاؤلا بالحكومة!

وأظهر الاستطلاع الفشل الحكومي في أهمّ القطاعات الخدمية (التعليم العالي، التربية والتعليم، والصحة)، فقد رأت غالبية الفئة المستطلعة آراؤها أن وزارات "التعليم العالي، والتربية والتعليم، والصحة، والعمل" تستوجب التعديل..

كما أشار الاستطلاع إلى أن الحكومة وبعد عامين على تشكيلها، لم تنجح بتنفيذ (19) بندا من أصل (22) بندا وردت في كتاب التكليف السامي، الأمر الذي يطرح تساؤلا فيما إذا كانت التوجيهات الواردة في "كتب التكليف السامي" جادّة أم أنها مجرّد بروتوكول وذرّ للرماد في العيون؟! ثمّ إذا كانت الحكومة لم تنفّذ غير (3) بنود فقط، فما الذي تفعله منذ عامين؟!

الأهمّ من كلّ ذلك، أن نتائج الاستطلاع تشكّل محاكمة لنهج تشكيل الحكومات في بلادنا، وإن كانت النتائج صادمة في هذه المرّة وغير مسبوقة، فإنّ أيّا من الحكومات السابقة أيضا لم تكن تنال الكثير من الثقة الشعبية.. الأمر الذي يفرض علينا البحث في الأصل وهو نهج تشكيل الحكومات، وبالتوازي مع ذلك مراجعة الممارسات التي تشهدها الانتخابات النيابية التي تُفرز برلمانات لا تملك القدرة على محاسبة ومساءلة السلطة التنفيذية .

الصمت الجارح  في وسائل الاعلام كان علامة فارقة ، حتى ان غالبيتها لم تنشر الاستطلاع الذي طالما تصدر عناوين الصفحات الرئيسية لمختلف وسائل الاعلام ، و اليوم ، و على نحو يثير الكثير من علامات الاستفهام ، تخرج بعض التغطيات على استحياء تنتقد الاداء الحكومي، وهذا يشي بان وراء الاكمة ما وراءها ..  

نتائج الاستطلاع تقول الكثير ، ولكن هل من اذن صاغية .. 

تابعو الأردن 24 على google news