المسجد الأقصى على طريق الحرم الإبراهيمي
طاهر العدوان
جو 24 : تصاعدت بشكل محموم اعتداءات جماعات الأحزاب الدينية المشاركة بحكومة نتنياهو على المسجد الأقصى. أولا بإقامة مظلات للصلاة في باحة المسجد وثانيا محاولات إقامة شعائر واحتفالات دينية يهودية داخله. كل هذا يمهد الى ارتكاب جرائم وأعمال عنف ضد المصلين الفلسطينيين قد تنتهي باقتحام جيش الاحتلال وفرض واقع داخل الأقصى كما حدث للحرم الإبراهيمي في الخليل المحتلة.
في عام ١٩٩٤ قام المستوطن اليهودي باروخ غولدشتاين بهجوم إرهابي على المصلين في الحرم الإبراهيمي على مرأى من جيش الاحتلال حيث قتل ٢٩ فلسطينيا وجرح العشرات، وبدل ان تعتذر الحكومة الإسرائيلية عن هذا الإرهاب الوحشي قامت بتقسيم الحرم وتركت مكانا واسعا لإقامة شعائر يهودية دائمة فيه. لقد أثبتت تلك الحادثة ان الإرهاب جزء أساسي من السياسة التي قام عليها الكيان الصهيوني.
نقل عن مناحيم بيغن بانه لولا عمليات منظمات الأرغون وشتيرن لما قامت دولة اسرائيل، بالطبع هو يقصد مجزرة دير ياسين التي بثت الرعب في قلوب الفلسطينيين وأجبرتهم على النزوح عن مدنهم وقراهم في عام ١٩٤٨، كما ان عمليات العصابات اليهودية الإرهابية هي التي احبطت محاولات الامم المتحدة إنشاء دولة فلسطينية ووقف الهجرة اليهودية مثل عملية اغتيال الوسيط الدولي الكونت برنادوت.
لقد سعى الاحتلال منذ احتلال القدس الى إضفاء الطابع اليهودي عليها والزعم بانها عاصمة الشعب اليهودي من الأزل والى الابد. في البداية عملت حكومات اسرائيل على حفر الإنفاق تحت المسجد بهدف العثور على آثار الهيكل المزعوم، وعندما لم تجد من آثار الا تلك التي تؤكد هوية القدس العربية انتقلت الى الانقضاض على المقابر الإسلامية التاريخية والزحف بالمعاول والجرافات على بوابات القدس وأسوارها وأحيائها، وها هي حكومة نتنياهو، حكومة الاستيطان والمستوطنين تخطط اليوم للاستيلاء على أسطح الأسواق التاريخية وصولا الى اقتحام ساحات الأقصى للبدء ببناء الهيكل.
كل الحفريات الأثرية في المدينة كشفت بان لا علاقة جغرافية وتاريخية للمستوطنين بالقدس، وبان عواصمهم الحقيقة هي وارسو ونيويورك وكييف وبطرسبيرغ واي مدينة اخرى جاءوا منها، لكنها لم تكن ابداً القدس، ولو ان عندهم انتماء ثقافيا وتاريخيا للقدس (غير تلك الرمزية الدينية التي تحاول يائسة ان تجد لها موقعا في هوية المدينة الحقيقي المستندة الى التاريخ والجغرافيا والثقافة العربية الماثلة بالرموز الاسلامية والمسيحية)، لو كان عندهم مثل هذا الانتماء لما كان شغلهم الشاغل منذ الاحتلال تدمير آثار المدينة ومعالمها التاريخية المقدسة، بحجة البحث عن هيكل يختلف المؤرخون على موقعه وحجمه مثلما لم يختلفوا على ان يهود ذلك العصر هم ساميون وليسوا هولاء المنحدرين من الأصول التركية الخزرية وفي مقدمتهم الاشكناز حكام تل ابيب وقادة الحركة الصهيونية الاستعمارية.
التاريخ يعيد نفسه لكن بدون استخلاص الدروس المفيدة للقضية الفلسطينية، لقد ارتكب باروخ غولدشتاين مذبحة الحرم الإبراهيمي في ظل المفاوضات لتطبيق أوسلوفي عام ٩٤، واليوم تحتشد ميليشيات حكومة نتنياهو العنصرية المتعصبة لشن اعتداءاتها.
(الرأي)
في عام ١٩٩٤ قام المستوطن اليهودي باروخ غولدشتاين بهجوم إرهابي على المصلين في الحرم الإبراهيمي على مرأى من جيش الاحتلال حيث قتل ٢٩ فلسطينيا وجرح العشرات، وبدل ان تعتذر الحكومة الإسرائيلية عن هذا الإرهاب الوحشي قامت بتقسيم الحرم وتركت مكانا واسعا لإقامة شعائر يهودية دائمة فيه. لقد أثبتت تلك الحادثة ان الإرهاب جزء أساسي من السياسة التي قام عليها الكيان الصهيوني.
نقل عن مناحيم بيغن بانه لولا عمليات منظمات الأرغون وشتيرن لما قامت دولة اسرائيل، بالطبع هو يقصد مجزرة دير ياسين التي بثت الرعب في قلوب الفلسطينيين وأجبرتهم على النزوح عن مدنهم وقراهم في عام ١٩٤٨، كما ان عمليات العصابات اليهودية الإرهابية هي التي احبطت محاولات الامم المتحدة إنشاء دولة فلسطينية ووقف الهجرة اليهودية مثل عملية اغتيال الوسيط الدولي الكونت برنادوت.
لقد سعى الاحتلال منذ احتلال القدس الى إضفاء الطابع اليهودي عليها والزعم بانها عاصمة الشعب اليهودي من الأزل والى الابد. في البداية عملت حكومات اسرائيل على حفر الإنفاق تحت المسجد بهدف العثور على آثار الهيكل المزعوم، وعندما لم تجد من آثار الا تلك التي تؤكد هوية القدس العربية انتقلت الى الانقضاض على المقابر الإسلامية التاريخية والزحف بالمعاول والجرافات على بوابات القدس وأسوارها وأحيائها، وها هي حكومة نتنياهو، حكومة الاستيطان والمستوطنين تخطط اليوم للاستيلاء على أسطح الأسواق التاريخية وصولا الى اقتحام ساحات الأقصى للبدء ببناء الهيكل.
كل الحفريات الأثرية في المدينة كشفت بان لا علاقة جغرافية وتاريخية للمستوطنين بالقدس، وبان عواصمهم الحقيقة هي وارسو ونيويورك وكييف وبطرسبيرغ واي مدينة اخرى جاءوا منها، لكنها لم تكن ابداً القدس، ولو ان عندهم انتماء ثقافيا وتاريخيا للقدس (غير تلك الرمزية الدينية التي تحاول يائسة ان تجد لها موقعا في هوية المدينة الحقيقي المستندة الى التاريخ والجغرافيا والثقافة العربية الماثلة بالرموز الاسلامية والمسيحية)، لو كان عندهم مثل هذا الانتماء لما كان شغلهم الشاغل منذ الاحتلال تدمير آثار المدينة ومعالمها التاريخية المقدسة، بحجة البحث عن هيكل يختلف المؤرخون على موقعه وحجمه مثلما لم يختلفوا على ان يهود ذلك العصر هم ساميون وليسوا هولاء المنحدرين من الأصول التركية الخزرية وفي مقدمتهم الاشكناز حكام تل ابيب وقادة الحركة الصهيونية الاستعمارية.
التاريخ يعيد نفسه لكن بدون استخلاص الدروس المفيدة للقضية الفلسطينية، لقد ارتكب باروخ غولدشتاين مذبحة الحرم الإبراهيمي في ظل المفاوضات لتطبيق أوسلوفي عام ٩٤، واليوم تحتشد ميليشيات حكومة نتنياهو العنصرية المتعصبة لشن اعتداءاتها.
(الرأي)