رواشدة يناقش رواية "وسمية تخرج من البحر" في الرواد الكبار"
قدم د.سامح الرواشدة محاضرة في منتدى الرواد الكبار بعنوان "المرأة، الحرية، الموت"، ناقش فيها رواية «وسمية تخرج من البحر» للكويتية ليلى العثمان، أدارها المدير التنفيذي للمنتدى عبدالله رضوان، مساء السبت. وهي من أهم مائة رواية ائمة أفضل مئة رواية عربية. وسمية تخرج من البحر هي رواية للأديبة ليلى العثمان تم تحويلها إلى فيلم تلفزيوني قام ببطولته الفنانة الكبيرة سعاد عبد الله والفنان خالد أمين.
قصة الحب هذه، مشبعة برائحة البحر أيام البحر، تدور في أزقة الكويت القديمة، وعاداتها، ثم تعود إلى البحر. منه تبدأ، وإليه تنتهي، حين تخرج وسمية، كعروس البحر فوق موجة لا حدود لها لما تستطيع أن تفعل. وحصد الفيلم التلفزيوني على العديد من الجوائز الفنية وأبرزها في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون بجائزة للفنانة سعاد عبد الله.
وتتحدث عن المجتمع السائد هو مجتمع (بطركي) يصادر حرية المرأة ويمنعها من الظهور.
شخصيات الرواية الرئيسة ثلاث، هي: عبدالله- الابن اليتيم الفقير والذي تعمل أمه "دلالة" وخادمة لبيةتات الكويت الغنية. فيما وسمية- أبنة اسرة غنية تعمل عندها أم عبدالله، ووسمية تقضي غرقا لعدم معرفتها بالسباحة، فالتقاليد تمنع سباحة الفتاة. وزوجة عبدالله، وهي إمرأة قاسية تكره البحر، تتقزز من رائحة البحر على جسد زوجها عبدالله الذي يتعلق بالبحر حد المرض.
وتحدث رواشدة عن ثلاثية العلاقة بالمكان بين (عبدالله- وسمية- المكان)، فالبيت مكان مغلق وموطن الرعاية وحماية المرأة بروح ذكورية، البيت منظومة اجتماعية صارمة ضد المرأة، فيما البحر مكان مفتوح حيث الحرية للرجل.
كما أن عبدالله حبيب غير مؤهل للظهور اجتماعيا كزوج بسبب فقره واصله الطبقي.
هناك نزعة لتمرد وسمية من المكان المغلق- البيت وموسسة الرجال، إلى البحر –المكان المفتوح، مع تحول البيت إلى سلطة قامعة ضد المرأة فهو سلطة الرجل.
وبين رواشدة أن في الراوية "ساردان عالمان، سارد عالم بكل شيء، وعبدالله الذي يروي"، وفي الرواية نزوع نسوي يتبنى قضايا المرأة، الروائية –ليلى العثمان- منحازة، لكن الرواي مذكر، بمعنى انسجام فعل التهميش الاجتماعي والفني معا، فالمرأة على الهامش في الواقع وفي السرد معا، فالمرأة في الرواية مادة للفعل السردي وليست ساردة.
سيطر السارد الغائب على 3 مشاهد في الرواية، وسرد عبدالله –بضمير الأنا- 6 مشاهد، وتبدلا الأدوار في مشهدين –الرواية تقدم 11 مشهدا سردي". الحدث قدم على لسان عبدالله، بمعنى مصادرة المرأة، فنيا وواقعيا، مع بروز الانحياز للرجل واقعيا وسرديا معا.
وتحدث رواشدة عن الأدوار الاجتماعية للشخصيات، وهي محدودة في ومهمة، ومنها، عبدالله، ووالدته، وسمية ووالدها، ووالدتها، وهناك شخصية فرعية، الحارس، فيما هناك شخصيات صانعة القيم وهنا جاء دور (الأم)، أم وسمية وأم عبدالله، الحريصتان على حماية المنظومة الأبدية حفاظا على دورها الاجتماعي كأم وصاحبة أسرة، فهناك تواطؤ بين المرأة والرجل فهي تحرس القيم الذكورية وتحافظ عليها وتتحول إلى شخصية قامعة حفاظا على القيم الذكورية السائدة حفاظا على موقفيهما ودورهما الاجتماعي.
ويذكر أن لروائية ليلى العثمان تعدّ من أبرز الكتّاب على الساحة العربية عامة والخليجية خاصة ، حيث أصدرت منذُ وقت مُبِكر العديد من الإصدارات القيّمة مُنعت بعضاً منها من التداول بدعوى أن الروائيّة وجهت بها إساءة إلى بعض قيّم المجتمع الكويتي المحافظ .
صدرت الطبعة الأولى لرواية عام 1986م عن دار شركة الربيَّعان لنشر والتوزيع أما الطبعة الثانية والثالثة فقد صدرت عن دار المدى للثقافة والنشر والتوزيع عام 1995م و عام 2000م .
تقع الرواية في 157 صفحة ولقد تُرجمت إلى الإيطالية وتعد من أفضل 150 رواية عربية ضمن تقييم عام 1996م حيثُ حصلت على المركز 55 ، كما حصلت على المركز الثالث على المستوى الخليجي وذلك ضمن قائمة أصدرها إتحاد الكتّاب العرب بدمشق لأفضل أعمال القرن العشرين .
تم تحويل الرواية إلى سهرة تلفزيونية للمخرج: عبد العزيز الحداد من بطولة الفنانة : سعاد عبدالله والفنان: خالد أمين عام 1996م وحصل هذا العمل على جائزة أفضل ممثل عن دور الفنانة : سعاد عبدالله من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون ، كما كان للمسرح كذلك نصيب من الرواية حيث قدم المسرح مسرحية تحمل ذات الاسم وسمية تخرج من البحر من إعداد وإخراج : نصّار النصّار عام 2007م ، كما أشار المخرج التونسي رضا الباهي على استئناف تعاونه مع الروائية ليلى العثمان لتحويل أحد أعمالها إلى فيلم روائي .