متحدثون: زوال آثار النكبة لا يتم إلا بزوال أسبابها
اقش متحدثون نتائج النكبة الفلسطينية وتداعياتها، وما رافقها وتلاها من صور للمقاومة المسلحة أو الشعبية، وأكدوا خلال ندوة اقيمت مساء السبت الماضي في المنتدى العربي لمناسبة الذكرى الرابعة والستين للنكبة والفلسطينية، ان النكبة هي اساس التجزئة والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وانعكاسات ذلك على الوضع العربي، ليؤكد د. رياض النوايسة أن الفلسطينيين كانوا طليعة أبناء الأمة في مقاومة مشروع الاحتلال والاستيطان، وأضاف خلال تقديمه للندوة والمتحدثين فيها أن زوال أثار النكبة لا يتم إلا بزوال أسبابها.
المهندس سامي بهجت أبو غربية الذي قدم ورقة تحثت حول مشاهدات من المقاومة في زمن النكبة وما قبلها، تناول فيها محطات من مقاومة الشعب الفلسطيني للمشروع الاستيطاني الصهيوني التي بدأت في العهد العثماني وصولا الى عام النكبة عام 1948، متوقفا عند محطات بارزة لخصها في أربع محطات للمقاومة عام 1920 و1929 و1933 و1936، وهي انتفاضات وثورات قدم فيها الشعب الفلسطيني تضحيات كبيرة دفاعا عن الأرض والهوية.
وفي ورقته التي تناولت مشاهد من المقاومة الشعبية بعد عام 1967، تحدث غازي عبد القادر الحسيني، متخذا من مدينة القدس، وما حصل فيها من مقاومة شعبية بعد الاحتلال، وصولا الى الانتفاضة الأولى والثانية، وكذلك بداية تشكيل المؤسسات الوطنية في القدس، ليختتم الحسيني في نهاية ورقته الى مهاجمة سياسة السلطة الفلسطينية في علاقتها مع هذه المؤسسات، متخذا من بيت الشرق الذي أسسه وترأسه شقيقه الراحل فيصل الحسيني.
وفي ورقتها قدمت الباحثة فيحاء عبد الهادي دراسة سياسية اقتصادية اجتماعية تناولت حياة المرأة الفلسطينية منذ النكبة وما بعدها في مخيمات ومواقع اللجوء، حيث أجرت دراسة على احدى عشرة امرأة يقمن في عدة مناطق وبلدان، تحدثن عن المقاومة والصمود واللجوء الحياة السياسية والاجتماعية، مقارنة بين المرأة الريفية والمدينة في العلاقة مع الواقع السياسي والاجتماعي، ودورها في الانتماء لاحقا للثورة ومؤسساتها.
فيما تناول المحامي أنيس فوزي قاسم نظرة القانون الدولي للمقاومة، وما جاءت به نصوص القانون من انحياز وتأييد لحركات التحرر الوطني وحقها في مقاومة الاحتلال والدفاع عن السيادة والاستقلال، متخذا من منظمة التحرير الفلسطينية نموذجا، التي وصفها بأنها المنظمة التي تميزت بحضور سياسي ودبلوماسي رفيع في مختلف المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، مؤكدا على أن القوانين الدولية تنظر الى المقاومين الفلسطينيين في حال اعتقالهم بأنهم أسرى حرب.
الندوة التي أقيمت بالتعاون بين المنتدى العربي ولجنة يوم القدس رحب رئيس المنتدى المهندس وهدان عويس في بدايتها بالحضور، متحدثا عن الخسارات التي لحقت بالامة في الأندلس والاحواز والاسكندرون وفلسطين والعراق، وما يتهدد الدول العربية حاليا، وكان الباحث بشير الخضرا قد رحب بالحضور والمتحدثين، بسبب أهمية المناسبة وتأثيرها على الحياة العربية بشكل عام.
الندوة حضرها جمهور من الناشطين والمهتمين، وتأتي في اطار احياء المناسبة التي وصفها حاضرون بأنها تمثل رسالة الى كل من يمهمه الأمر بأننا لن ننسى، وأن العودة الى فلسطين هي حق مقدس لا يمكن التنازل عنه. وكان المهندس سامي أبو غربية قرأ نص وثيقة وقعها شيوخ عشائر شرق الأردن عام 1920، موجهة للمندوب السامي البريطاني في القدس، تؤكد رفض العشائر وأبنائها لوعد بلفور والمؤامرة التي تتعرض لها فلسطين واستعدادهم للدفاع عن هويتها العربية."الدستور"