jo24_banner
jo24_banner

أوباما يعمل من أجل إسرائيل فقط

طاهر العدوان
جو 24 : لم تتوقف التحليلات والندوات في وسائل الإعلام العربية والعالمية حول التطورات التالية: الاتفاق الروسي الأميركي حول السلاح الكيماوي السوري، قرار مجلس الامن بالإجماع لنزع وتدمير هذا السلاح، وأخيرا مكالمة اوباما-روحاني الهاتفية وموضوع التفاهمات حول برنامج ايران النووي.
هذه التطورات أحدثت انقلابا في أجواء العلاقات الإقليمية والدولية التي كانت سائدة قبل وقوعها، مثلا تحولت التحالفات التي نشأت بعد هجوم الغوطة الكيماوي بين واشنطن وباريس ولندن ودول عربية في مقدمتها مجلس التعاون الخليجي تحولت الى شظايا بعد ان أدارت أميركا ظهرها لهؤلاء الحلفاء وفتحت صفحة من التعاون مع الخصوم في موسكو وطهران.
صدى هذا التحول تلمسه في مقالات صحف خليجية وندوات فضائيات تتحدث عن خطورة التقارب الاميركي الايراني على امن الخليج كما تقرأه في تصريحات سياسيين عرب يرون ان معالجة السلاح الكيماوي لم تكن هي الهدف انما العمل على تحريك المجتمع الدولي للوقوف الى جانب الشعب السوري ووقف عملية التجاهل لمأساته المستمرة منذ عامين ونصف.
احد خبراء السياسة الاميركية قال في مقابلة مع فضائية العربية ان اوباما بات يفضل التركيز على مناطق آسيوية اخرى غير الشرق الأوسط وهذا قد يفسر تمسكه بسياسة عدم التدخل في سوريا ومصر وغيرهما، هذه السياسة التي تقوده عمليا الى ممر إجباري من التفاهمات مع روسيا في الملف السوري ومع ايران حول برنامجها النووي.
في الواقع يشعر حلفاء أميركا بخيبة أمل كبيرة تجاه سياسات اوباما التي تعزز مكانة ونفوذ ايران وكذلك روسيا في المنطقة، لكن من المؤكد ان اسرائيل ليست من بين هؤلاء الحلفاء المتضررين من التطورات الأخيرة. الشيء الواضح جداً في سياسات اوباما الجديدة انها لم تهمل مصالح اسرائيل وأمنها وهو ما يجعل اوباما رئيساً أميركياً لا يختلف في خدماته الاستراتيجية لإسرائيل عن ما قدمه لها بوش عندما احتل العراق ان لم تكن أكثر أهمية.
الرابح الأكبر من التطورات الأخيرة هي اسرائيل ورغم ما ينشر أحيانا عن خلاف بين اوباما ونتنياهو فان الرئيس الأميركي وان كان قد أدار ظهره لحلفائه العرب عندما مد يده الى خصمهم الايراني فانه لم يتحرك خطوة الا وامام عينيه تحقيق مصالح اسرائيل. نزع وتدمير السلاح الكيماوي السوري أزال كابوسا من الرعب في تل أبيب من ان تنتهي هذه الأسلحة الى ايدي جماعات من المعارضة قد تستخدمها في المستقبل ضد اسرائيل.
اما تركيز اوباما على الملف النووي الايراني عبر العمل السياسي ونظرية الاحتواء فنتنياهو لا يعترض الا من باب التخوف من ان تكون ليونة روحاني مجرد مناورة، وواقع الأمر ان قادة اسرائيل وأشد المتطرفين من بينهم يعلمون ان لا حل عسكرياً للبرنامج النووي الايراني، وان التلويح بين فترة وأخرى بقصف المفاعلات الإيرانية مجرد مناورات اسرائيلية للحصول على المزيد من السلاح الأميركي الاستراتيجي وأيضاً المزيد من الالتزامات الاميركية ضد البرنامج النووي.
بالمحصلة اوباما قد يترك الشرق الأوسط وقضاياه للعرب والمسلمين كي يقلعوا شوكهم بأيديهم، لكنه أبدا لن يترك اسرائيل والدفاع عن أمنها واحتلالاتها وجرائمها، فهذا ديدن الرؤساء الأميركيين الذين يقدمون مصالح اسرائيل حتى على مصالحهم اما العرب فمن يبالي بهم وهم انفسهم لا يدافعون عن مصالحهم.
(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير