jo24_banner
jo24_banner

«بيت أبوك منهوب منهوب»

سالم الفلاحات
جو 24 : «خذْلَك منه عمود!»
ما دام كل من بيده له
والحلال ما استطاع أخذه
والحرام ما عجز عن استلابه
والعاجزون هم الذين لا يمارسون الاستبداد
وهذه ثقافة الأذكياء وأنشودة الشطار!!
وما داموا رأوا البيت نقبت حجارته وخلعت نوافذه وأبوابه وبيعت مكوناته، والكل يجرب خطة في نهبه فما الفائدة في القعود، فهو عجز ولا رجولة فيه ولا إنسانية، هذا هو الفقه الشيطاني السائد.
وقديماً قالوا في العامية بيت أبوك (مفعوط) (مفعوط)،/ يعني منهوب بسرعة وما دام الناس ينهبونه/ فأدرك منه عموداً لا يُظِّل من شمس ولا يقي من برد، ولا يزرع ولا يؤكل ولا..
ومع ذلك فأدرك نفسك وشارك في النهب حتى لو كان بيتك وبيت أبيك!!
تُرى هذه الفلسفة بعيدة عما نرى يجري لبيتنا الأردني اليوم؟
فاستحلال المال العام لغير المستحق، فمنهجية لا يخجل منها البعض ويستخدمون تعبير(مال دولة) أي أنه لا أهل له، أخذه مُباح، وفي غياب الرقابة، والرقابة يجب أن تكون من ضمير حي ومن صاحب مرجعية قيمية عالية وهؤلاء مبعدون عن مواقع الرقابة والتأثير. منذ عقود تتأصل هذه النظرة الهادمة.
وبعد إبعاد الثقافة الإسلامية عن التربية التي تمثل الرقيب المباشر على كل فرد، التي يقول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم لمن يقبل الهدية وهو في الوظيفة الرسمية العامة..
«هلا جلس في بيت أبيه أو في بيت أمه ينظر يهدى له أم لا».
وقد قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «إن كان لأبي بكر وعمر هدية فهي للعمال من بعدهم رشوة»، ورفض عمر بن عبد العزيز أن يأكل الهدية وهو الخليفة.
بعد فتح خيبر أخذ أحدهم قطعة قماش تسمى (شملة) دون القسمة العامة، فأصابه سهم فمات فقال الصحابة هنيئاً له الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً.
وفي صحيح البخاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئاً، إلاّ جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تَيْعَر.
لا تجد تفسيراً لإطالة الأيدي الرسمية وأوليائها ومحاسبيها على المال العام وبيع الممتلكات الاستراتيجية، والمبالغة في الأعطيات وحتى الرواتب التقاعدية، ولن يكون آخرها ما شرعه النواب لأنفسهم، في الوقت الذي وصل الشعب فيه حالة متقدمة من الشكوى في كفاية المعيشة بالحد الأدنى الكريم، لا تفسير إلا الشعور أن (البيت منهوب أو بالعامية «مفعوط» فليأخذ منه ما طالت يده؛ فمشروع إنقاذه وتطويره وتحسينه غير وارد في عرفهم...) إذن فالأولى نهبه.
يا أيها الوطن المنهوب (المفعوط) مَن لك؟
يا أيتها الأجيال القادمة ماذا بقي لكم من مدخرات أجدادكم منذ قرون.
يا أيها الكيان السياسي الحساس جغرافياً وزمنياً «الأردن العزيز»، كيف سيكون مستقبل الأيام في ظل هذه الأفهام المريضة الملوثة.
يا أيها المنتمون لشعبهم ووطنهم (بيت أبيكم منهوب) فاسترجعوا مسروقاته المادية وأعيدوا بناءه، وأعيدوا منهوبات المعنوية وابنوا مجتمعكم، واستنقذوه من أيدي السارقين والناهبين والفاعطين وإن كانت مهمتكم صعبة، ولكنها فريضة.
(السبيل)
تابعو الأردن 24 على google news