الكتابة مهنة المتاعب.. لا تطعم خبزاً!!
خولة كامل الكردي
جو 24 :
مما لا شك فيه أن مهنة الكتابة أصبحت مهنة لا يعيرها أصحاب هذا العصر الاهتمام الكافي مثلما كانت في السابق، مهنة لم يعد لها ذاك الألق والتوهج ، فالكاتب يعاني الأمرين في سبيل تأمين لقمة العيش له ، إن اعتمد عليها بشكل كلي لن يتمكن من تلبية حاجات أسرته المعيشية!! متعبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، فليس الأمر مقتصراً على الإمساك بالقلم وكتابة ما يجول في خاطر الكاتب ، فيسكب الكلمات وأحرفها على سطور الورقة ، فهو يدرك تماماً أن ما يكتبه مسؤولاً عنه وقد يجر عليه متاعب لا قبل له بها فرضى الناس غاية لا تدرك ، بل إن يكون معول بناء لوطنه.
الكاتب الأردني في وضعه الحالي يحتاج إلى من يساعده ويأخذ بيده حتى يرتقي بكتاباته ويبدع فيها ، فمهنة الكتابة تمر پأصعب ظروفها ليس فقط في الأردن إنما لسان حال العديد منهم في كثير من الدول العربية ، هي مهنة قديمة متجددة ، أسماء لامعة برزت في سماء الكتابة والتأليف ، وأخرى شقت طريقها في هذا العصر بأفكار مبتكرة ومميزة. فالكاتب لا يمكن أن يكون كاتباً مبدعاً إذا ما ترجم الواقع الذي يعيشه إلى عبارات تصوره بكل تفاصيله ، مع ضرورة الاتساق مع عادات وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه باعتباره فرداً منه يتأثر بما يتأثر به أفراد مجتمعه.
احترام القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاق يجب أن تكون من صلب كتابات الكاتب وألا يتجاوزها بأي حال من الأحوال فالتلاعب بها أمر خطير لا يمكن الاستهانة به ، فالكاتب بأفكاره التي يصوغها في مقالاته وخواطره ، إنما يعبر عن حال مجتمعه أحسن تعبير ، فهو سفير الكلمة الصادقة التي تجمع أفراد المجتمع ولا تشتت ، تصلح ولا تفرق تشد عضده ولا تضعفه.
دور الكاتب أهميته تكمن في إحداث حالة من التغيير الإيجابي من خلال التعبير عن رأي الناس بكل موضوعية وأمانة ، لذا فإن دعم الكاتب هو دعم للمجتمع وهو مدماك لدعم وحدة المجتمع وتثبيت أركانه نحو بناء الوطن وازدهاره. وهذه دعوة لوزارة الثقافة لتبني الكتاب بمختلف شرائحهم للإنضواء تحت مظلتها ورعايتهم وتقديم التأمين الصحي والاجتماعي لهم.