واقع المسجد الأقصى في ذكرى الإسراء والمعراج
خولة كامل الكردي
جو 24 :
ذكرى الإسراء والمعراج تطل علينا في كل عام ، لتذكرنا بعظم مكانة المسجد الأقصى وضرورة حمايته من أي مخططات تستهدف النيل من مكانته العظيمة والجليلة بين المسلمين. رحلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك ، رحلة إيمانية ربانية جاءت لتكون برهاناً ساطعاً ودليلاً لا لبس فيه ، أن المسجد الأقصى هو عنوان الحق والعدل الذي يوزن به أعمال الإنسان ، فحمايته ورعايته من أعظم ما يمكن أن يقدمه المسلم في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها المسجد الأقصى ومحاولات هدمه وبناء الهيكل المزعوم.
وبالرغم من كل المحاولات لتغيير معالم مدينة القدس والمسجد الأقصى، نجد أن الدولة الأردنية منذ قيامها آلت على نفسها الدفاع عنهما وعن حقوق الشعب الفلسطيني الشجاع وما يواجهه من خطط ودسائس الغرض منها طمس معالم القدس وتهويدها وطرد المقدسيين من بيوتهم، فوقفت سداً منيعاً ولا زالت بجانب الحق الفلسطيني، رافضة بكل إخلاص وعزيمة صادقة وإرادة لا تلين أن يُقتطع ولو شبر واحد من القدس الشريف ، هذا هو مبدأ الأردن وديدنه الذي تربى عليه الأجداد والآباء ونربي عليه الأجيال القادمة لحمل راية حب الأقصى المبارك والدفاع عنه. إن المسجد الأقصى هو أمانة في أعناق الجميع...جميع المسلمين في شتى أصقاع العالم ، تظل الأردن حافظة لهذه الأمانة تصدح بها في المحافل العربية و الدولية أن للشعب الفلسطيني حق بتقرير المصير ، وأن يكون له دولة عاصمتها القدس العربية رافضة أي مساومة على ذلك.
ذكرى الإسراء والمعراج هي ذكرى تجديد العهد بين الأردن العظيم وأهلنا الكرام في فلسطين ، عهد أن المسجد الأقصى سيبقى تحت الوصاية الهاشمية ترعاه وتصونه وتحافظ عليه ، ودعم المقدسيين على البقاء في أرضهم وتثبيتهم ، تلك هي الجهود المباركة الأردنية الوفية للدفاع عن المسجد الأقصى وإعلاء الحق ، لأن واقع المسجد الأقصى يشي بأن التحديات كثيرة وتتعاظم عاماً بعد عام ، والشعبين الأردني والفلسطيني وجميع الشعوب العربية والإسلامية تدعم بقاء المسجد الأقصى منارة لهم وبوصلة ترشدهم إلى طريق الحق والخير.