jo24_banner
jo24_banner

الربيع العربي لم يتوقف وليس واحداً

طاهر العدوان
جو 24 : هناك من يستنتج خطأ ان الربيع العربي قد توقف وقد يرجع ذلك الى حالات التعثر والعنف والفوضى التي تمر بها الدول التي ظهر فيها. هذا الاستنتاج مبني على فرضية ان الربيع لا يكون ربيعا الا اذا احتفظ بطابعه السلمي (المظاهرات والاعتصامات)، فإذا كان الذي يجري في سوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن ليس ربيعا فماذا يكن تسميته؟
هل من الصواب تسميته ثورة وثورة مضاده؟ لقد استخدم هذا الوصف في الحالتين السورية والليبية لانهما تحولتا من مظاهرات سلمية الى ثورة مسلحة ضد النظام، وكان المبرر في الحالتين لجوء نظامي القذافي والأسد الى القوة لقمع المطالب الشعبية. اما في مصر وتونس واليمن فلا يزال الوضع محصورا في الخلاف على آليات التحول الى الديموقراطية في ظل مخاوف من انتشار الفوضى والعنف.
في كل الاحوال ما هو حقيقي ان هذا الذي يحدث في العالم العربي منذ عام ٢٠١١ لم يتوقف، سواء سمي بربيع او بثورات وثورات مضادة، ومن يتابع الأخبار اليومية سيجد ان المنطقة كلها تجلس على صفيح ساخن، كلما هدأت ازمة اندلعت أخرى واكثر من هذا فان حالة المواجهة والاستقطاب الإقليمية والدولية الراهنة لم يسبق ان مر بها الشرق الأوسط في ذروة الحرب الباردة في النصف الثاني من القرن الماضي.
الأسباب عديدة :١- ان الربيع العربي لم يتوقف بل يزداد ضراوة وهو قد دخل مراحل الثورات المضادة وحروب الرعب والتصفيات، لكنها وبالرجوع الى حالات تاريخية عالمية مماثلة هي مراحل تلد اخرى في تحولات لا تتوقف من اجل الديموقراطية ٢- هذا الربيع لم يوقظ الطبقات الشعبية المسحوقة والفقيرة فحسب انما أيقظ فئات وقوى سياسية واجتماعية وأيديولوجية رجعية ومتطرفة معادية للديموقراطية ولمبادئ الحرية والعدالة، فئات وقوى أخذت تجمع صفوفها للتصدي لمحاولات التغيير التي تضر بمصالحها السياسية والتجارية والاقتصادية. ٣- لقد وجدت تيارات الفكر الشمولي كما الجماعات الإرهابية في شعارات الديموقراطية الليبرالية التي رفعتها الجماهير في انتفاضات الربيع العربي خطرا على وجودها بسبب طبيعة الفكر الذي تحمله الذي لا يؤمن بمرجعية الإرادة الشعبية انما بصيغ (الديكتاتور الملهم القائد الى الابد اوأمير الجهاد الذي يحكم بالفتاوى).
الربيع العربي لم يتوقف بعد ان أطلق قوى المجتمعات العربية من عقالها، الغث منها والسمين، وهو أيضاً ليس ربيعا واحدا، هناك (ربيع الرعب) السوري، وفي ليبيا صراع القانون والنظام ضد دويلات الجماعات والاغتيالات، اما تونس فالمواجهة تتصاعد سخونتها بين الترويكا الحاكمة وبين الأحزاب المعارضة، في اليمن تتوسع الحرب بين الدولة والقاعدة وبينها وبين دعاة الانفصال. اما حال مصر فبين من يرى الشرعية بصناديق الاقتراع وبين من يراها بالخارطة الانتقالية.
للعراق قصة اخرى وهي خارح اطار الربيع العربي، لقد بدأت مأساته بشرعية قامت على الاحتلال لتنتهي بسلطة ترزح تحت النفوذ الايراني، والبداية والنهاية لم تجلبا السلام والديموقراطية انما القمع والطائفية والإرهاب المتوحش. ويبقى السودان فصلا مختلفا جاء متأخراً في فصول ربيع عربي لم يتوقف.
(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير