حفظ هيبة الدولة أم إذلال الأردنيين؟ وهل الملك يدري؟
سالم الفلاحات
جو 24 : لا تدري ما هي العقيدة الأمنية أو الفلسفة الأمنية أو عقيدة إدارة الدولة في بلادنا اليوم؟
والأصل أنْ تعتمد منطلقات ومحددات وفلسفة ومنهجية واضحة في التعامل مع طرف العقد الأول في الدولة ألا وهو الشعب في جميع تقاليد الحكم المتعارف عليها عالمياً.
عندما تكون الصحراء واسعة والنجوم السياسية غائرة، فالحاجة للبوصلة السياسية تكون حتمية ولازمة وإلاّ (فلا أرضاً تُقطع ولا ظهراً يبقى)، وهكذا هم المنبتُّون مهما غذوا السير!!
لا نفهم مغزى آلية اعتقال شرفاء الأردنيين وهم من غير الجنائيين قطعاً، وليسوا من قطاع الطرق، ولا من أصحاب السوابق، أو من الذين يسطون على الآمنين ولا ممن تعودوا الإجرام بل أن معظمهم لم يدخل السجن في حياته قط إلا في عهد الديمقراطية والحرية والربيع الأردني!!
ما معنى اقتلاع منذر الحراسيس من بين يدي بناته على قارعة الطريق، وتغطية رأسه من ركاب سيارة مدنية لتصاب ابنته بالذهول، ظانة أنّ عصابة خطفت والدها لتفقد الوعي ويُذهب بها إلى مستشفى وآخر علّه يعالجها.
أُردني يبعد عن الطفيلة ثلاثمئة كيلو متر اتصل بي مستنجداً لتغطية تكاليف إدخال ابنه منذر المستشفى المرعبة، لم تجمعه عشيرةٌ ولا تجارةٌ ولا حزب بمنذر إنّما جمعتهما المواطنة والشهامة وخلق الأردنيين الكريمة....
لماذا إرهاب عائلات المعتقلين وأطفالهم وجيرانهم والمارة في الشارع وإرهاب المعتقلين أنفسهم لولا أنهم رجال فوق الرعب، هل هذا هو الأمان الذي تميزنا به في الأردن وما آثاره في المستقبل؟
في الحديث الشريف:- من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله أن لا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة، وقال: لا يحل المسلم أن يروع مسلماً، قالها لرجل مرر حبلاً على جسد أخيه وهو نائم.
إن كان منذر وهشام ومعين وباسم ومؤيد وأمثالهم ارتكبوا جريمة الانتماء الحقيقي للوطن وعدم السكوت عنه ليغرق في بِحار المستبدين والفاسدين، أليس هناك طرق أخرى لتقديمهم للعدالة؟ طبعاً لا (لمطحنة) أمن الدولة فهي ليست محكمة وفق الدستور الأردني في القرن الحادي والعشرين في العالم.
وما ذنب أطفالهم ووالديهم وزوجاتهم ونحن البلد المتحضر الذي يسمي السجون مراكز إصلاح.. وهل في هذه الأساليب إصلاح؟ أم دمار استراتيجي ممنهج؟.
إلاّ إذا كان معنى الإصلاح هو ما تردده الحكومة التي بينها وبين الإصلاح صحارى النفوذ..
تذكرني هذه الأساليب الكوماندوزية الفداوية البهلوانيّة، العرفية بقصة في العهد الديمقراطي زمن الراحل عبد الناصر في خمسينيات القرن الماضي...
ولا غرابة فنحن نعيش في بدايات القرن الماضي ديمقراطياً!!!
جاء الجلاوزة زوار الفجر إلى بيت محمد حامد أبو النصر الوجيه في قبيلته، الثري الذي يحظى بالاحترام فدخل الجنود المغلوبون على أمرهم وعلى عقولهم فقالوا:- نريد الشيخ محمد حامد، قال أبو النصر: قل للضابط: انتظروا حتى أكمل تناول طعام الإفطار!! غضب الضابط فقال له أبو النصر:- تفضل وأفطر معي.. فبكى الضابط ثم ابتعد!!
وبعد ذلك قال أبو النصر: عندي شرط واحد لأخرج معكم دون مقاومة، قال الضابط وما شرطك؟ قال: أن تضعوا القيد بيدي قبل أن أخرج من البيت حتى يرى أهل الحي أنّ مثلي يخرج مقيداً معتقلاً وهو شيخ المنطقة، وهكذا خرج يلوح بيده المقيدتين ليراه الناس لكنه خرج من السجن بعد سنين ليكون المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
قد تظن بعض العقليات العرفية أن في هذه الطريقة كسراً لإرادة الأحرار وتخويفاً لهم ولغيرهم، وهم واهمون فهذا أبو النصر رآها من التحدي المحمود ولئلا يعتبر أحد من عامة الشعب أنّ في هذا انتصاراً لإرادة الظلم، فأصر أن يخرج بهذه الحالة الغريبة لقطع الطريق على من أرادها إذلالاً...
لا غرابة فقد وضع سلا الجزور على رأس خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم قبل خمسة عشر قرناً، ولكن هل توقفت ديمقراطيتنا عند ذلك اليوم؟
إنها عقلية (الفرسان) القديمة الذين كانوا يربطون المطلوب بذيول الخيل أو يقيدونهم أمام الناس مكان «النعاج» من أجل حلبها مبالغة في الإذلال للمطلوبين.
أعلم أن رسالتي قد لا تصل إلى من أريد أن يتأملها فستحجبها دونهم سدود وأغلال، لأنها بحاجة لإذن، وصدق الله العظيم، «قال آمنتم له قبل أن آذن لكم..»
ولكنها قد تصل لمن يوجه الأوامر ويتحمل العبء والمسؤولية أمام الله والناس عما قريب وهي نصيحة رغم الآلام.. وآمل أن تقرأ من غير موقف مسبق وبعيداً عن اتهام النوايا والتجييش.
استعرض الأُردنيون الإصلاحيون وأهلهم وجيرانهم بل وجميع الأردنيين الطريقة التي اعتقل بها شباب الحراك خلال الأربعة أشهر الماضية، وليس في واحدة منها ما يتناسب مع ثقافة الأردنيين وقيمهم وطرق التعامل بينهم وبين النظام، فتلك حالة وافدة جديدة، أو قديمة بالية أكل عليها الدهر وشرب كانت موازية لعهد الاستعمار في بداية القرن الماضي أو القرون الوسطى المظلمة في أوروبا..
استعادة هيبة الدولة تكون بتفعيل قيم الحكم الراسخة الإنسانية القانونية. استعادة هيبة الدولة بتشديد القبضة القانونية على المجرمين والجنائيين والنَّهابين الذين دمروا حاضرنا ومستقبلنا وجعلوا الأردنيين متسولين في الداخل والخارج يمدون أيديهم لمن مد يده للآخر في الخارج لتلقي المنهج بشروط مذلة..
لا تُهينوا الأردنيين ولا تضربوهم ولا تذلوهم، ولا تعاقبوا ذويهم.
واسمعوا أمر الفاروق عمر رضي الله عنه لولاته:-(لا تضربوا أبْشار الناس فتذلوهم).
فهؤلاء هم الأقرب لوطنهم وهمومه، والأحرص عليه، ولو أراد منصف أن يختار عشرة من خيار الشباب الأردني لكان هؤلاء في المقدمة خلقاً ووعياً وانتماءً وقيماً ووطنية فمن قبل ثابت ومعين ورامي وإخوانهم..
ولتفتح سجلاتهم الوطنية للناس.. ولتفتح سجلات غيرهم من الطلقاء الفاسدين..
عندما يتساوى المجرم مع الوطني الصادق في التعامل يكون المجتمع قد دخل مرحلة الخطر، وأمّا إن وصل الأمر إلى أنّ المجرم مهيب الجناح حرام الحمى معزز مصون حر طليق رافع الرأس، بينما الأردني الوطني الإصلاحي ملاحق مهدد سجين متهم مشوّه الصّورة مصادر الإرادة فتلك الطاقة الكبرى، لا يقبل أردني ليّ ذراع الدولة ولا كسر خيبتها، فهي دولتهم ولكن ما الدولة دون مواطنين تحفظ هيبتهم وكرامتهم؟
الدولة المهابة أو (المهيبة) هي التي يحترم فيها دستورها وقانونها الذي تتوافق عليه وتكون فيها الكلمة للقانون لا للأهواء والاجتهادات.
الدولة القوية هي التي تبتسم إشارة على الموافقة وتزم شفتيها إشارة للمعارضة، وتقدم من هو في مظنة المخالفات للمحكمة، أما ان استخدمت القوة المفرطة شكلاً أو مضموناً فلم تبق لها لاستخدام الكيماوي إلا الدبابات وصورايخ أرض أرض لتفرض الهيبة ولن تستطيع....
عندها ستكون دولة العبيد والأرقاء لا دولة الأردنيين الشرفاء.
(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
(السبيل)
والأصل أنْ تعتمد منطلقات ومحددات وفلسفة ومنهجية واضحة في التعامل مع طرف العقد الأول في الدولة ألا وهو الشعب في جميع تقاليد الحكم المتعارف عليها عالمياً.
عندما تكون الصحراء واسعة والنجوم السياسية غائرة، فالحاجة للبوصلة السياسية تكون حتمية ولازمة وإلاّ (فلا أرضاً تُقطع ولا ظهراً يبقى)، وهكذا هم المنبتُّون مهما غذوا السير!!
لا نفهم مغزى آلية اعتقال شرفاء الأردنيين وهم من غير الجنائيين قطعاً، وليسوا من قطاع الطرق، ولا من أصحاب السوابق، أو من الذين يسطون على الآمنين ولا ممن تعودوا الإجرام بل أن معظمهم لم يدخل السجن في حياته قط إلا في عهد الديمقراطية والحرية والربيع الأردني!!
ما معنى اقتلاع منذر الحراسيس من بين يدي بناته على قارعة الطريق، وتغطية رأسه من ركاب سيارة مدنية لتصاب ابنته بالذهول، ظانة أنّ عصابة خطفت والدها لتفقد الوعي ويُذهب بها إلى مستشفى وآخر علّه يعالجها.
أُردني يبعد عن الطفيلة ثلاثمئة كيلو متر اتصل بي مستنجداً لتغطية تكاليف إدخال ابنه منذر المستشفى المرعبة، لم تجمعه عشيرةٌ ولا تجارةٌ ولا حزب بمنذر إنّما جمعتهما المواطنة والشهامة وخلق الأردنيين الكريمة....
لماذا إرهاب عائلات المعتقلين وأطفالهم وجيرانهم والمارة في الشارع وإرهاب المعتقلين أنفسهم لولا أنهم رجال فوق الرعب، هل هذا هو الأمان الذي تميزنا به في الأردن وما آثاره في المستقبل؟
في الحديث الشريف:- من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله أن لا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة، وقال: لا يحل المسلم أن يروع مسلماً، قالها لرجل مرر حبلاً على جسد أخيه وهو نائم.
إن كان منذر وهشام ومعين وباسم ومؤيد وأمثالهم ارتكبوا جريمة الانتماء الحقيقي للوطن وعدم السكوت عنه ليغرق في بِحار المستبدين والفاسدين، أليس هناك طرق أخرى لتقديمهم للعدالة؟ طبعاً لا (لمطحنة) أمن الدولة فهي ليست محكمة وفق الدستور الأردني في القرن الحادي والعشرين في العالم.
وما ذنب أطفالهم ووالديهم وزوجاتهم ونحن البلد المتحضر الذي يسمي السجون مراكز إصلاح.. وهل في هذه الأساليب إصلاح؟ أم دمار استراتيجي ممنهج؟.
إلاّ إذا كان معنى الإصلاح هو ما تردده الحكومة التي بينها وبين الإصلاح صحارى النفوذ..
تذكرني هذه الأساليب الكوماندوزية الفداوية البهلوانيّة، العرفية بقصة في العهد الديمقراطي زمن الراحل عبد الناصر في خمسينيات القرن الماضي...
ولا غرابة فنحن نعيش في بدايات القرن الماضي ديمقراطياً!!!
جاء الجلاوزة زوار الفجر إلى بيت محمد حامد أبو النصر الوجيه في قبيلته، الثري الذي يحظى بالاحترام فدخل الجنود المغلوبون على أمرهم وعلى عقولهم فقالوا:- نريد الشيخ محمد حامد، قال أبو النصر: قل للضابط: انتظروا حتى أكمل تناول طعام الإفطار!! غضب الضابط فقال له أبو النصر:- تفضل وأفطر معي.. فبكى الضابط ثم ابتعد!!
وبعد ذلك قال أبو النصر: عندي شرط واحد لأخرج معكم دون مقاومة، قال الضابط وما شرطك؟ قال: أن تضعوا القيد بيدي قبل أن أخرج من البيت حتى يرى أهل الحي أنّ مثلي يخرج مقيداً معتقلاً وهو شيخ المنطقة، وهكذا خرج يلوح بيده المقيدتين ليراه الناس لكنه خرج من السجن بعد سنين ليكون المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
قد تظن بعض العقليات العرفية أن في هذه الطريقة كسراً لإرادة الأحرار وتخويفاً لهم ولغيرهم، وهم واهمون فهذا أبو النصر رآها من التحدي المحمود ولئلا يعتبر أحد من عامة الشعب أنّ في هذا انتصاراً لإرادة الظلم، فأصر أن يخرج بهذه الحالة الغريبة لقطع الطريق على من أرادها إذلالاً...
لا غرابة فقد وضع سلا الجزور على رأس خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم قبل خمسة عشر قرناً، ولكن هل توقفت ديمقراطيتنا عند ذلك اليوم؟
إنها عقلية (الفرسان) القديمة الذين كانوا يربطون المطلوب بذيول الخيل أو يقيدونهم أمام الناس مكان «النعاج» من أجل حلبها مبالغة في الإذلال للمطلوبين.
أعلم أن رسالتي قد لا تصل إلى من أريد أن يتأملها فستحجبها دونهم سدود وأغلال، لأنها بحاجة لإذن، وصدق الله العظيم، «قال آمنتم له قبل أن آذن لكم..»
ولكنها قد تصل لمن يوجه الأوامر ويتحمل العبء والمسؤولية أمام الله والناس عما قريب وهي نصيحة رغم الآلام.. وآمل أن تقرأ من غير موقف مسبق وبعيداً عن اتهام النوايا والتجييش.
استعرض الأُردنيون الإصلاحيون وأهلهم وجيرانهم بل وجميع الأردنيين الطريقة التي اعتقل بها شباب الحراك خلال الأربعة أشهر الماضية، وليس في واحدة منها ما يتناسب مع ثقافة الأردنيين وقيمهم وطرق التعامل بينهم وبين النظام، فتلك حالة وافدة جديدة، أو قديمة بالية أكل عليها الدهر وشرب كانت موازية لعهد الاستعمار في بداية القرن الماضي أو القرون الوسطى المظلمة في أوروبا..
استعادة هيبة الدولة تكون بتفعيل قيم الحكم الراسخة الإنسانية القانونية. استعادة هيبة الدولة بتشديد القبضة القانونية على المجرمين والجنائيين والنَّهابين الذين دمروا حاضرنا ومستقبلنا وجعلوا الأردنيين متسولين في الداخل والخارج يمدون أيديهم لمن مد يده للآخر في الخارج لتلقي المنهج بشروط مذلة..
لا تُهينوا الأردنيين ولا تضربوهم ولا تذلوهم، ولا تعاقبوا ذويهم.
واسمعوا أمر الفاروق عمر رضي الله عنه لولاته:-(لا تضربوا أبْشار الناس فتذلوهم).
فهؤلاء هم الأقرب لوطنهم وهمومه، والأحرص عليه، ولو أراد منصف أن يختار عشرة من خيار الشباب الأردني لكان هؤلاء في المقدمة خلقاً ووعياً وانتماءً وقيماً ووطنية فمن قبل ثابت ومعين ورامي وإخوانهم..
ولتفتح سجلاتهم الوطنية للناس.. ولتفتح سجلات غيرهم من الطلقاء الفاسدين..
عندما يتساوى المجرم مع الوطني الصادق في التعامل يكون المجتمع قد دخل مرحلة الخطر، وأمّا إن وصل الأمر إلى أنّ المجرم مهيب الجناح حرام الحمى معزز مصون حر طليق رافع الرأس، بينما الأردني الوطني الإصلاحي ملاحق مهدد سجين متهم مشوّه الصّورة مصادر الإرادة فتلك الطاقة الكبرى، لا يقبل أردني ليّ ذراع الدولة ولا كسر خيبتها، فهي دولتهم ولكن ما الدولة دون مواطنين تحفظ هيبتهم وكرامتهم؟
الدولة المهابة أو (المهيبة) هي التي يحترم فيها دستورها وقانونها الذي تتوافق عليه وتكون فيها الكلمة للقانون لا للأهواء والاجتهادات.
الدولة القوية هي التي تبتسم إشارة على الموافقة وتزم شفتيها إشارة للمعارضة، وتقدم من هو في مظنة المخالفات للمحكمة، أما ان استخدمت القوة المفرطة شكلاً أو مضموناً فلم تبق لها لاستخدام الكيماوي إلا الدبابات وصورايخ أرض أرض لتفرض الهيبة ولن تستطيع....
عندها ستكون دولة العبيد والأرقاء لا دولة الأردنيين الشرفاء.
(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
(السبيل)