فوبيا "الغد" مرة اخرى!
نفهم ان هناك موقفا حديا من بعض الصحفيين التقليديين في صحفنا اليومية من الاعلام الجديد ويتعاملون معه كخطر وجودي محدق ،و يحاولون بكل ما اوتوا من لؤم ودهاء وخبرة ضرب الصناعة الجديدة من خلال التشكيك بمهنيتها وحرفيتها وقدرتها على شغل كل الحيز وملء الفراغ كله . ولكن ان تستخدم هذه الصحف بعض الهواة "خبراء تكنولوجيا" ظنا بقدرة الضخ المستمر للرسائل السلبية -مهما كانت الجهة والعناوين- في تكوين صورة وانطباع مؤذ عن الاعلام الالكتروني ، فهذا امر مكشوف ، والمواطن اذكى من ذلك بكثير .
الجهة التي ما انفكت تتسلى بالناس وتعبث بقناعاتهم عن قصد ، وتحولت بكل ما فيها من اخبار وآراء وتحليلات لبوق يمتهن "الفرش ، التمهيد " للتوجهات الحكومية والرسمية ،هي انتم، صحفكم التي من غير المقبول الان ان نسمعكم - بالعلن او بينكم وبين انفسكم - تتحدثون عن حياديتها ومهنيتها ومصداقيتها واستقلالها ابدا .
تسليتكم بالناس وتجاهلكم لهمومهم واحتياجاتهم وظروفهم الصعبة واهتمامكم بسفاسف الامور هو القاسي والشرير والنهج الذي يفتقر للذوق بكل اشكاله وانواعه .
فوبيا "الغد" ، او فوبيا التكنولوجيا وولوج حقبة الموجة الثالثة كما وصفها المفكر الفن توفلر لن تمنع التحول والانتقالة ، فكفوا عن الغمز واللمز حتى لا تكون داحس والغبراء .