العرب بعد ٤٠ عاماً من حرب تشرين
طاهر العدوان
جو 24 : في ٦ تشرين الأول/ أكتوبر من عام ١٩٧٣ وقعت هذه الحرب العربية ضد اسرائيل تحت شعار « ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة « والمقصود به استرداد الأراضي العربية التي احتلت عام ١٩٦٧ وهي كل سيناء حتى الضفة الشرقية من قناة السويس والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان.
غير ان ما أخذ بالقوة لم يسترد الا بالسياسة، وليس كل ما أخذ تم استرداده فالجولان لا يزال محتلا وكذلك الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع (المحاصر) وما تم استرداده كان عبر مفاوضات كيسنجر (الخطوة خطوة) التي انتهت بزيارة السادات الى اسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد.
تختلف التقييمات لهذه الحرب التي كانت آخر الحروب العربية الإسرائيلية الشاملة، المصريون يعتبرون (نصر أكتوبر) العسكري سببا في فرض الانسحاب الإسرائيلي الكامل من سيناء، اما بين صفوف العرب والفلسطينيين فتتباين المواقف، منهم من اعتبرها نقطة تحول استراتيجية كارثية في الصراع العربي الإسرائيلي حول فلسطين، وأسبابهم عديدة منها :
- في المحصلة، أدت الى انهيار الموقف العربي من الاحتلال الإسرائيلي الذي تم إقراره في قمة الخرطوم العربية بعد هزيمة حزيران بان « لا مفاوضات ولا صلح ولا اعتراف « بإسرائيل. لقد اتخذت الحرب كتفويض شرعي استخدمه السادات لمبادرته بزيارة تل أبيب في ١٩٧٧.
- لقد شهدت الحرب أعظم حالة من التضامن العربي والإرادة القومية الواحدة في التاريخ الحديث عندما سارع كل من العراق
والأردن وليبيا والمغرب والجزائر الى إرسال وحدات عسكرية برية وجوية للوقوف الى جانب الجيشين المصري والسوري، كما شهدت استخدام سلاح النفط العربي، في المعركة وبعدها، عندما أقدمت الدول النفطية بوقف ضخ النفط الى الولايات المتحدة وأوروبا بمبادرة من الملك المغفور له فيصل بن عبد العزيز وذلك ردا على التدخل السياسي والعسكري الأمريكي المباشر لصالح اسرائيل.
- لقد وضع السادات هذه المواقف العربية جانبا ليخرج بشعار (الحل بيد أمريكا) ووضع كل الاوراق في السلة الامريكية لحل قضية الاحتلال وفلسطين ليدشن بذلك هذه السياسة العقيمة المستمرة حتى اليوم،، والنتيجة كانت وبالا على التضامن العربي وعلى القضية الفلسطينية. لقد خرجت مصر مبكرا من الصراع بحل منفرد انهي اتفاقيات الجبهات المشتركة ضد اسرائيل وفتح الباب للحلول المنفردة، وبالفعل كانت تشرين آخر الحروب الشاملة ضد اسرائيل لكنها كانت بداية فصل من حروب اسرائيل على الفلسطينيين واللبنانيين امتدت على مدى ثلاثة عقود ولا تزال.
كان العرب خلال حرب تشرين في قمة تضامنهم ووحدة ارادتهم بفعل بطولات وتضحيات الجندي العربي على الجبهتين السورية والمصرية، لكن ذلك سرعان ما انهار، ولم تر الأمة خيرا منذ ذلك التاريخ. فالحرب القومية ضد العدو تحولت الى حروب أهلية وفتن طائفية ومذهبية يصاحب ذلك انهيار في الوعي الجمعي للامة لصالح ثقافات إقليمية صغيرة ومتخلفة لتنتهي الامور في الذكرى الأربعين لهذه الحرب بانشغال الجيش المصري بحرب على ما يسميه الجماعات الإرهابية في سيناء بينما ينشغل الجيش السوري في معارك ضد حلب وحمص ومعظمية الشام.
(الرأي)
غير ان ما أخذ بالقوة لم يسترد الا بالسياسة، وليس كل ما أخذ تم استرداده فالجولان لا يزال محتلا وكذلك الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع (المحاصر) وما تم استرداده كان عبر مفاوضات كيسنجر (الخطوة خطوة) التي انتهت بزيارة السادات الى اسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد.
تختلف التقييمات لهذه الحرب التي كانت آخر الحروب العربية الإسرائيلية الشاملة، المصريون يعتبرون (نصر أكتوبر) العسكري سببا في فرض الانسحاب الإسرائيلي الكامل من سيناء، اما بين صفوف العرب والفلسطينيين فتتباين المواقف، منهم من اعتبرها نقطة تحول استراتيجية كارثية في الصراع العربي الإسرائيلي حول فلسطين، وأسبابهم عديدة منها :
- في المحصلة، أدت الى انهيار الموقف العربي من الاحتلال الإسرائيلي الذي تم إقراره في قمة الخرطوم العربية بعد هزيمة حزيران بان « لا مفاوضات ولا صلح ولا اعتراف « بإسرائيل. لقد اتخذت الحرب كتفويض شرعي استخدمه السادات لمبادرته بزيارة تل أبيب في ١٩٧٧.
- لقد شهدت الحرب أعظم حالة من التضامن العربي والإرادة القومية الواحدة في التاريخ الحديث عندما سارع كل من العراق
والأردن وليبيا والمغرب والجزائر الى إرسال وحدات عسكرية برية وجوية للوقوف الى جانب الجيشين المصري والسوري، كما شهدت استخدام سلاح النفط العربي، في المعركة وبعدها، عندما أقدمت الدول النفطية بوقف ضخ النفط الى الولايات المتحدة وأوروبا بمبادرة من الملك المغفور له فيصل بن عبد العزيز وذلك ردا على التدخل السياسي والعسكري الأمريكي المباشر لصالح اسرائيل.
- لقد وضع السادات هذه المواقف العربية جانبا ليخرج بشعار (الحل بيد أمريكا) ووضع كل الاوراق في السلة الامريكية لحل قضية الاحتلال وفلسطين ليدشن بذلك هذه السياسة العقيمة المستمرة حتى اليوم،، والنتيجة كانت وبالا على التضامن العربي وعلى القضية الفلسطينية. لقد خرجت مصر مبكرا من الصراع بحل منفرد انهي اتفاقيات الجبهات المشتركة ضد اسرائيل وفتح الباب للحلول المنفردة، وبالفعل كانت تشرين آخر الحروب الشاملة ضد اسرائيل لكنها كانت بداية فصل من حروب اسرائيل على الفلسطينيين واللبنانيين امتدت على مدى ثلاثة عقود ولا تزال.
كان العرب خلال حرب تشرين في قمة تضامنهم ووحدة ارادتهم بفعل بطولات وتضحيات الجندي العربي على الجبهتين السورية والمصرية، لكن ذلك سرعان ما انهار، ولم تر الأمة خيرا منذ ذلك التاريخ. فالحرب القومية ضد العدو تحولت الى حروب أهلية وفتن طائفية ومذهبية يصاحب ذلك انهيار في الوعي الجمعي للامة لصالح ثقافات إقليمية صغيرة ومتخلفة لتنتهي الامور في الذكرى الأربعين لهذه الحرب بانشغال الجيش المصري بحرب على ما يسميه الجماعات الإرهابية في سيناء بينما ينشغل الجيش السوري في معارك ضد حلب وحمص ومعظمية الشام.
(الرأي)