jo24_banner
jo24_banner

تعيينات الوظائف القيادية في الدول العربية..!

فريق ركن متقاعد موسى العدوان
جو 24 :




في حديث لوزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق عيزر وايزمن، عندما كان في رحلة من القاهرة إلى أسوان بطائرة عمودية تقله مع الفريق الجمسي وزير الحربية المصري، لمقابلة الرئيس السادات، بعد توقيع اتفاقية السلام، قال وايزمن:

" بدأ حديثي مع الجمسي يدور حول الماضي، لأننا ساهمنا بقدر غير يسير في خلقه. وخلال الحديث تطرقنا إلى حرب الأيام الستة، فرأيت سحابة قاتمة تحوم فوق وجه الجمسي، إذ لم يكن يرغب في استعادة ذكرى مطلع شهر حزيران 1967. ولم أجد سببا يجعلني أضغط عليه في هذه النقطة.

ومع ذلك فقد كنت مهتما بشخص واحد وهو عبد الحكيم عامر، وزير الحربية المصري إبان حرب الأيام الستة، الذي انتحر في أعقابها. لقد كان الرجل بالنسبة لنا لغزا، فلم نعرف هل كان غبيا أم ذكيا؟ لقد كان عامر في رحلة جوية عندما بدأت الحرب في الخامس من حزيران 1967.

وعندما انطلقت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لتدمير الطائرات المصرية وهي جاثمة على الأرض، وجدتْ طائرته صعوبة في العثور على مكان للهبوط فيه. وسألت الجمسي : من أي طراز كان عبد الحكيم عامر؟ فأجاب: ماذا يمكن أن تتوقع من رتبة رائد يُرفّع مباشرة إلى رتبة مشير؟ ولمست من إجابة الجمسي لهجة الاستخفاف.. فابتسمت في نفسي وسكتّ".

* * *

التعليق: لم يتوقف التوظيف الخاطئ في المجالين العسكري والمدني في الدول العربية، رغم دخولنا في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين. إذ ما زالت الصداقات والمحسوبيات والقرارات الفردية، يمارسها معظم مسؤولي اليوم، خاصة في تعيينات المواقع العليا بالدولة، معتمدين على مقولة " الولاء قبل الكفاءة".

عندما ننظر إلى الدول المتقدمة في العالم، سنجد أن تسمية مسؤول كبير، لشاغر وظيفي معين من قبل رأس الدولة، لا يعتبر نافذا إلاّ بعد أن يجري له ممثلو الشعب جلسة استماع فحصا لكفاءته. وبعدها تتم الموافقة على توظيفه أو رفضه، فالكفاءة هي العامل الحاسم في هذا التوظيف. وهكذا تتقدم الأمم وتطور حياة شعبها، بعكس ما يجري في العالم العربي، من تنافس على التأخر..!


 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير