"أي بني".. رسالة من المعتقل معين الحراسيس الى ابنه ايبك
جو 24 : أرسل الناشط في حراك أحرار حي الطفايلة، معين الحراسيس، رسالة إلى ابنه "أيبك" عبّر فيها عن تطلعاته التي دفعته لتفضيل النزول إلى الشارع على البقاء إلى جانبه وأبنائه الصغار.
وحملت الرسالة في طياتها كثيرا من المشاعر المعبرة عن حبّ الوطن و"تفضيله على صحبة أيبك ولين وباقي أفراد العائلة العاشقة للأردن، بعكس المرتزقة الذين لا يرون في الأردن إلا مصرفا ينهبون ما به ليغادروه".
وتاليا نصّ الرسالة كما وردت:
"أي بني".. من المعقل معين الحراسيس الى ابنه ايبك
اي بني
ابث اليك ما اكتبه لتقرأه بعيون قلبك وتدركه بجنبات روحك, وان كان يقيني بأن عقلك قادر على فهم كنهه وشرح عمق مفرداته, فمن استقى الوطن قلبا له وعض عليه بالنواجذ وهو بمثل عمرك لا بد ان يكون كلامي له نزهة يرنو بها بعيدا عن كل ما قد يراه من لايروم رؤية الحق ويركل البصيرة قبل البصر كي لا يكتشف واقع هو فيه ركن الاساس.
بني
علمت بأنني ما خرجت من منزل آمن يملؤه دفء الاسرة التي تعلم, وتنيره شمس هي والدتك وبه وردتان تغدقان على فؤادي كل عطر للعبير, انت ولين, ما خرجت لفاقة آلمًت بي ولا لافتقادي لوثير المجلس وطيب المقام بين اهلي في قصري مملكتي, علمت يا بني ان حبكم مزروع في فؤادي يسري كالدم بأوردتي ويملأ قلبي بالسكون والطمأنينة.
آيبك
اني خرجت من جنة هذا المنزل لان قلبي الذي تسكنوه جميعكم هو الوطن, هو الاردن الذي صيًروه مزرعة يتقاسمه مرتزقة لا يعرفونه سوى مصرف ينهبون ما به ليغادروه, خرجت لكي اقول لهم بأن هنالك من يسكن هذا القلب و يخاف عليه ويبذل في سبيله روحه, خرجت لاني اعلم ان حياتك ليست بمنصب يتقلده ابيك مقابل صك لبيع المبادئ والوطن لاني هكذا نشأت وهكذا تربيت, لا اسكت عن حق لي يؤخذ دوني وانا انظر متعللا بالصمت تارة وبالامان تارة اخرى.
اي بني
استميحك العذر انني آليت ان اضع نفسي فداء لوطني وفضلته على صحبتك وتعليمك فن الحياة استميحك العذر انني انقطعت عنك وعن منزلنا لكي اكون حارسا لهذا الوطن الذي تملًك من قلبي شغافه, وعلى حسن الظن بك ان تكون خير من يدرك معنى الوطن وخير من يعرف معنى الاردن.
نور عيني
ليس من يبقيني بعيدا عنك هو الوطن وعشقه, ولكن اعداء كل من هو عاشق محب للأردن هم من يبقوني خلف القضبان تحجز جسدي ولكن هيهات ان تحبس افكاري وروحي عن التواصل معك وتلقينك معنى حرية الفكر والعقل.
بني
اعلم بأن الدرب اطول مما قد تظن سنواتك العشر وان كنت قد شققت بداية الدرب لك في مقارعة لكل من ظن وطننا مزرعة ورثها من اجداده, فأملي ان تعيش حياة التغيير التي قيدت حريتي وانا اطالب بها, وكل ما قد اعانيه هنا في سجني لا يوازي حلمي بأن اراك تحيا ساعة في حرية التغيير التي اتمنى.
ايبك
لن اكون يوما سوى مصدر فخر لك كما انت لي, واعاهدك كما نفسي بأن لا اكون سوى ذلك الاب الذي توسمته وتعلمه وتعرفه, لن يحيد ولن تميد به الارض ولن يكون سوى ذلك الطود الشامخ الثابت على مبدأه المتمسك بوطنه ولو كلفني ذلك ان يكون تخرجك من جامعتك على ابواب هذه الزنازين وحتى لو كان حفل زفافك يبدأ من سجني هنا, لن اغير شيئ من كلماتي وقناعاتي فالوطن ابي وامي كما انت ابني.
اي بني
لقد تركت لك ما اظنه ارث كاف من عشق لهذا الوطن الذي يكفيك بأن تعلم ان اباك فضله على صحبتك , وتركت لديك نور من عيني وفلذة كبدي لين فاحفظها بشغاف قلبك واحطها بعيونك كما تحفظ هذا الوطن بقلبك فهي كما هذا الوطن امانة احملك اياها.
اي بني
نحن جيل يدفع ثمن حريته لكي نراك وجيلك تتنعمون بها, ولست اشك بذلك, وما ثباتي هنا سوى يقيني بما ستحيا من حرية وكرامة, فنحن اصبحنا بين معتقل ويائس ومنا من ملً وفاضت روح الثورة فيه الى بارئها ومنا من اصبح يبحث عن التقلب في المناصب, ولكني على يقين من ثبات من باع نفسه فداء للاردن وبهؤلاء وذكراهم سيكون لك حاضرك والمستقبل.
فلذة كبدي ومستقبل هذا الوطن و برعم الاردن
تذكر بأن اباك يقبع في معتقلات الحرية لان شعار حياته الشعب هو الخط الاحمر وباذنه تعالى ستحيا هذا الحلم لتبني مع اقرانك اردن يحكمه ابناءه ويذود جنوده لحماية شعبه وليس لحماية فرد يستعبد اهله ويبيع بارضه, ولا تنسى بأن من يبيع القدس لن يشتري عمان.
بني آيبك
ما نحن الا بشر نخطئ و نصيب, فاعذر لوالدك ما اخطأ بحقك ان حدث, ولا تسامحه ان قصر بحق وطنك ومسقبلك و حريتك
صديقك من منفى الحرية
معين علي الحراسيس
وحملت الرسالة في طياتها كثيرا من المشاعر المعبرة عن حبّ الوطن و"تفضيله على صحبة أيبك ولين وباقي أفراد العائلة العاشقة للأردن، بعكس المرتزقة الذين لا يرون في الأردن إلا مصرفا ينهبون ما به ليغادروه".
وتاليا نصّ الرسالة كما وردت:
"أي بني".. من المعقل معين الحراسيس الى ابنه ايبك
اي بني
ابث اليك ما اكتبه لتقرأه بعيون قلبك وتدركه بجنبات روحك, وان كان يقيني بأن عقلك قادر على فهم كنهه وشرح عمق مفرداته, فمن استقى الوطن قلبا له وعض عليه بالنواجذ وهو بمثل عمرك لا بد ان يكون كلامي له نزهة يرنو بها بعيدا عن كل ما قد يراه من لايروم رؤية الحق ويركل البصيرة قبل البصر كي لا يكتشف واقع هو فيه ركن الاساس.
بني
علمت بأنني ما خرجت من منزل آمن يملؤه دفء الاسرة التي تعلم, وتنيره شمس هي والدتك وبه وردتان تغدقان على فؤادي كل عطر للعبير, انت ولين, ما خرجت لفاقة آلمًت بي ولا لافتقادي لوثير المجلس وطيب المقام بين اهلي في قصري مملكتي, علمت يا بني ان حبكم مزروع في فؤادي يسري كالدم بأوردتي ويملأ قلبي بالسكون والطمأنينة.
آيبك
اني خرجت من جنة هذا المنزل لان قلبي الذي تسكنوه جميعكم هو الوطن, هو الاردن الذي صيًروه مزرعة يتقاسمه مرتزقة لا يعرفونه سوى مصرف ينهبون ما به ليغادروه, خرجت لكي اقول لهم بأن هنالك من يسكن هذا القلب و يخاف عليه ويبذل في سبيله روحه, خرجت لاني اعلم ان حياتك ليست بمنصب يتقلده ابيك مقابل صك لبيع المبادئ والوطن لاني هكذا نشأت وهكذا تربيت, لا اسكت عن حق لي يؤخذ دوني وانا انظر متعللا بالصمت تارة وبالامان تارة اخرى.
اي بني
استميحك العذر انني آليت ان اضع نفسي فداء لوطني وفضلته على صحبتك وتعليمك فن الحياة استميحك العذر انني انقطعت عنك وعن منزلنا لكي اكون حارسا لهذا الوطن الذي تملًك من قلبي شغافه, وعلى حسن الظن بك ان تكون خير من يدرك معنى الوطن وخير من يعرف معنى الاردن.
نور عيني
ليس من يبقيني بعيدا عنك هو الوطن وعشقه, ولكن اعداء كل من هو عاشق محب للأردن هم من يبقوني خلف القضبان تحجز جسدي ولكن هيهات ان تحبس افكاري وروحي عن التواصل معك وتلقينك معنى حرية الفكر والعقل.
بني
اعلم بأن الدرب اطول مما قد تظن سنواتك العشر وان كنت قد شققت بداية الدرب لك في مقارعة لكل من ظن وطننا مزرعة ورثها من اجداده, فأملي ان تعيش حياة التغيير التي قيدت حريتي وانا اطالب بها, وكل ما قد اعانيه هنا في سجني لا يوازي حلمي بأن اراك تحيا ساعة في حرية التغيير التي اتمنى.
ايبك
لن اكون يوما سوى مصدر فخر لك كما انت لي, واعاهدك كما نفسي بأن لا اكون سوى ذلك الاب الذي توسمته وتعلمه وتعرفه, لن يحيد ولن تميد به الارض ولن يكون سوى ذلك الطود الشامخ الثابت على مبدأه المتمسك بوطنه ولو كلفني ذلك ان يكون تخرجك من جامعتك على ابواب هذه الزنازين وحتى لو كان حفل زفافك يبدأ من سجني هنا, لن اغير شيئ من كلماتي وقناعاتي فالوطن ابي وامي كما انت ابني.
اي بني
لقد تركت لك ما اظنه ارث كاف من عشق لهذا الوطن الذي يكفيك بأن تعلم ان اباك فضله على صحبتك , وتركت لديك نور من عيني وفلذة كبدي لين فاحفظها بشغاف قلبك واحطها بعيونك كما تحفظ هذا الوطن بقلبك فهي كما هذا الوطن امانة احملك اياها.
اي بني
نحن جيل يدفع ثمن حريته لكي نراك وجيلك تتنعمون بها, ولست اشك بذلك, وما ثباتي هنا سوى يقيني بما ستحيا من حرية وكرامة, فنحن اصبحنا بين معتقل ويائس ومنا من ملً وفاضت روح الثورة فيه الى بارئها ومنا من اصبح يبحث عن التقلب في المناصب, ولكني على يقين من ثبات من باع نفسه فداء للاردن وبهؤلاء وذكراهم سيكون لك حاضرك والمستقبل.
فلذة كبدي ومستقبل هذا الوطن و برعم الاردن
تذكر بأن اباك يقبع في معتقلات الحرية لان شعار حياته الشعب هو الخط الاحمر وباذنه تعالى ستحيا هذا الحلم لتبني مع اقرانك اردن يحكمه ابناءه ويذود جنوده لحماية شعبه وليس لحماية فرد يستعبد اهله ويبيع بارضه, ولا تنسى بأن من يبيع القدس لن يشتري عمان.
بني آيبك
ما نحن الا بشر نخطئ و نصيب, فاعذر لوالدك ما اخطأ بحقك ان حدث, ولا تسامحه ان قصر بحق وطنك ومسقبلك و حريتك
صديقك من منفى الحرية
معين علي الحراسيس