أمة تنخرها الصراعات والحروب الداخلية
طاهر العدوان
جو 24 : اقصد (الأمة الاسلامية) واصف هذه الامة بهذه الاوصاف بمناسبة موسم الحج ويوم الوقوف على عرفة حيث يجتمع ملايين العرب والمسلمين في مكان واحد لأداء شعائر موحدة توحي للناظر عن بعد ان هؤلاء الحجاج المعتصمين بايمانهم ينتمون لشعوب سعيدة يلفها الأمان والسلام والمحبة ويتدفق بين جنبات أوطانها العدل والرخاء.
لكنه إيحاء خاطئ مضلل فما هو على ارض الواقع ان (الأمة الاسلامية) تحولت ومنذ عقود الى موطن رئيسي للأزمات والنكبات واللاجئين في هذا العالم، بعد ان تحولت أوطانها الى ساحات اقتتال وكراهية وفتن، تفرق الاخ عن اخيه بما يسمح باستعارة وصف الحجاج الثقفي للعراق في ذلك الزمان بانه «ارض الشقاق والنفاق» لاطلاقه على أحوال الشرق الاوسط في وقته الراهن.
في خطبة الوداع التي ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم من على جبل عرفة قال «أيها الناس ان دماءكم واعراضكم حرام عليكم الى ان تلقوا ربكم» و«لا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» «أيها الناس ان ربكم واحد كلكم من آدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله اتقاكم الا هل بلغت اللهم فاشهد». وفي حديث آخر للرسول «لأن تهدم الكعبة حجراً حجرا أهون عند الله من ان يراق دم مسلم».
اين واقع الأمة في هذه الأيام من وصايا الرسول التي لخصها في خطبته كعناوين للإسلام وللمسلمين ؟ انه واقع مؤلم ومخز لا يفرح أحدا وكأن هناك من وجد بين صفوف الشعوب الاسلامية من لم يأخذ من خطبة الوداع الا تجاهل التحذير الذي اطلقه الرسول من ان «الشيطان قد يئس من ان يعبد في أرضكم ولكنه قد رضي ان يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم». صدق رسول الله فما من فهم لما يجري بين صفوف الأمة من جرائم ضد الاسلام وضد الإنسانية الا ان الشيطان بات مطاعاً حيثما وجد قتل واستباحة للأموال والأعراض، وتحويل الأوطان الى أراض طاردة لأهلها مكروهة الإقامة عليها.
انها ظاهرة فشل وانهيار روح الاعتدال والمصالحة بين صفوف أمة وصفت بانها «أمة وسطا»، ظاهرة لا تستقيم مع صحيح الدين ومفاهيم الحضارة الانسانية في القرن الحادي والعشرين، واقع لا يستقيم مع الوازع الديني الأخلاقي ولا مع سلطان العقل ومفاهيم التنوير التي ساهم في بنائها البشر منذ بداية الحضارات.
لا بد من إنقاذ الدين من السياسة سواء كانت سياسات انظمة او شعارات معارضات. فالطرفان، انظمة ومعارضات، حولا الدين من إيمان يجمع الناس حول معاني يوم عرفة الى وسيلة لكسب الشرعية لاستعباد الناس، او لاشفاء حقد ارهابي يظن نفسه وكيلاً للسماء على الارض فيقوم بنشر المقاصل الجماعية في المساجد والكنائس والأسواق بدعوى تكفير العباد.
لا بد من انقاذ هذا الدين الحنيف الذي تحث تعاليمه على المحبة والإخاء واحترام النفس الانسانية في مالها وكرامتها وعرضها فهذه حقوق منحها الله للبشر وهي غير قابلة للتفويض والتنازل والاستباحة.
(الرأي)
لكنه إيحاء خاطئ مضلل فما هو على ارض الواقع ان (الأمة الاسلامية) تحولت ومنذ عقود الى موطن رئيسي للأزمات والنكبات واللاجئين في هذا العالم، بعد ان تحولت أوطانها الى ساحات اقتتال وكراهية وفتن، تفرق الاخ عن اخيه بما يسمح باستعارة وصف الحجاج الثقفي للعراق في ذلك الزمان بانه «ارض الشقاق والنفاق» لاطلاقه على أحوال الشرق الاوسط في وقته الراهن.
في خطبة الوداع التي ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم من على جبل عرفة قال «أيها الناس ان دماءكم واعراضكم حرام عليكم الى ان تلقوا ربكم» و«لا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» «أيها الناس ان ربكم واحد كلكم من آدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله اتقاكم الا هل بلغت اللهم فاشهد». وفي حديث آخر للرسول «لأن تهدم الكعبة حجراً حجرا أهون عند الله من ان يراق دم مسلم».
اين واقع الأمة في هذه الأيام من وصايا الرسول التي لخصها في خطبته كعناوين للإسلام وللمسلمين ؟ انه واقع مؤلم ومخز لا يفرح أحدا وكأن هناك من وجد بين صفوف الشعوب الاسلامية من لم يأخذ من خطبة الوداع الا تجاهل التحذير الذي اطلقه الرسول من ان «الشيطان قد يئس من ان يعبد في أرضكم ولكنه قد رضي ان يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم». صدق رسول الله فما من فهم لما يجري بين صفوف الأمة من جرائم ضد الاسلام وضد الإنسانية الا ان الشيطان بات مطاعاً حيثما وجد قتل واستباحة للأموال والأعراض، وتحويل الأوطان الى أراض طاردة لأهلها مكروهة الإقامة عليها.
انها ظاهرة فشل وانهيار روح الاعتدال والمصالحة بين صفوف أمة وصفت بانها «أمة وسطا»، ظاهرة لا تستقيم مع صحيح الدين ومفاهيم الحضارة الانسانية في القرن الحادي والعشرين، واقع لا يستقيم مع الوازع الديني الأخلاقي ولا مع سلطان العقل ومفاهيم التنوير التي ساهم في بنائها البشر منذ بداية الحضارات.
لا بد من إنقاذ الدين من السياسة سواء كانت سياسات انظمة او شعارات معارضات. فالطرفان، انظمة ومعارضات، حولا الدين من إيمان يجمع الناس حول معاني يوم عرفة الى وسيلة لكسب الشرعية لاستعباد الناس، او لاشفاء حقد ارهابي يظن نفسه وكيلاً للسماء على الارض فيقوم بنشر المقاصل الجماعية في المساجد والكنائس والأسواق بدعوى تكفير العباد.
لا بد من انقاذ هذا الدين الحنيف الذي تحث تعاليمه على المحبة والإخاء واحترام النفس الانسانية في مالها وكرامتها وعرضها فهذه حقوق منحها الله للبشر وهي غير قابلة للتفويض والتنازل والاستباحة.
(الرأي)