لمن نشكي غُلبنا ؟
محرر الشؤون المحلية - واضح ، ان لا تعليمات صريحة وقاطعة من قبل القيادات الامنية لكوادرها العاملة في الميدان تمنع اي ضابط او فرد في اي جهاز امني من الاعتداء على الصحفيين ومنع تعرضهم للاذى اثناء قيامهم بواجبهم . ولذلك بات رجال الامن يستسهلون الاعتداء على المراسلين والمصورين الصحفيين ، فلا كلفة يدفعها رجل الامن ، وكل الجلبة التي تحدث بالنسبة لهم لا تعدو كونها زوبعة في فنجان .هكذا يبدو انهم يتعاملون مع الموقف . الصحفي بات اليوم مهددا مرعوبا يتطير من اللحظة التي يكلف بها بتغطية اي فعالية او حدث
تعرض الزميل احمد الحراسيس للضرب المبرح من قبل قوات الدرك ليلة عيد الاضحى لا يمكن تصنيفه الا في اطار البلطجة والاستقواء على الناس والقانون واستغلال السلطة والقدرة على ايذاء المواطنين وترويعهم واذلالهم .
الحادثة جرت في سياق اعتداءات كثيرة وقعت على الصحفيين وليس اخرها الاعتداء الذي وقع قبل يومين من قبل قوات الامن على احد الزملاء في اربد الى جانب حادثة اعتقال الزميلين امجد معلا ونضال فراعنة وزجهم في سجن الهاشمية بقرار محكمة عسكرية رغم تعارض ذلك نصا وروحا مع قانون المطبوعات والنشر . الاعتداء على الزميل الحراسيس ليس الاول ويبدو اننا للاسف غير قادرين على منع تكراره في المستقبل .
لا نعرف ، كيف سيعلق وزير الدولة لشؤون الاعلام على الحادثة؟ و كيف سيبرر مدير الدرك ما حدث ؟ اما مدير الامن العام فكيف سيفسر موقف كوادره في مركز امن فيلادلفيا الذين رفضوا تقبل الشكوى كونها ستسجل ضد جهاز امني(الدرك) ؟ وكأن هناك حلفا استراتيجيا بين الاجهزة الامنية في مواجهة الناس !اذن والحالة هذه الى من نشتكي غلبنا؟
ما الذي يحصل ؟ هل يستطيع اي مسؤول ان يقنع الاردنيين ان هذه التصرفات تحدث في دولة مدنية تحترم سيادة القانون وتراعي حريات الناس وحقوقهم وحرية الاعلام؟
ثم ، بماذا يستقوون علينا ؟ بعددهم الكبير، بعدتهم ، بعتادهم. بالسلطة الممنحوحة لهم ، بماذا ؟ هل تغير واجب الامن، فلم يعد معنيا بحماية ارواح المواطنين واموالهم وممتلكاتهم وضمان تطبيق القوانين والانظمة ؟ الم نعد - واقصد هنا الشعب الاردني - مصدر سلطتهم ومشروعيتها ؟ ماذا عن ديمقراطيتنا وتعدديتنا واحترامنا لحقوق الانسان والحريات العامة والحريات الصحفية ؟ هل نسوا كل هذا !
اذا كان هذا ما حدث ، على الاقل قولوا لنا ، ضعونا بالصورة حتى لا نقع في خطأ تقديرنا للموقف وتقيمنا للحالة .
هذا تسلط وتجبر وليس سلطة ،هذه مظاهر بوليسية لا مبرر لها البتة . الصحافة في الاردن باتت مهنة خطرة وصعبة ويبدو ان احدا لا يدرك النتائج الكارثية الناجمة عن استهداف الصحفيين النشطين ووسائل الاعلام المستقلة ؟
الدرك مطالب بفتح تحقيق نزيه حول حادثة الاعتداء على الزميل الحراسيس تشارك به نقابة الصحفيين ومركز حماية وحرية الصحفيين ، ولا بد ان تصدر تصريحات واضحة وحاسمة من قبل القيادات الامنية ، تتعهد فيه بعدم تكرار وقوع حالات اعتداء جديد .
هل سيتم ذلك ام ان مصير هذه القضية سيكون مطابقا لمصير كل القضايا المشابهة التي رفعت ضد قوات الدرك !