مخبى في قشور"
د. نضال المجالي
جو 24 :
من الجمل او الكلام الدارج في وصف من كان "يدعي" حالة غير ما هوعليه. وقد تكون الحالة امّا اسوء مما نرى، او أجمل مما يخفى، ومثال ذلك بالسوء، ان تكون مصلحاً وبيتك خرب، ان تكون ناصحاً وعقلك صدء، ان تكون مرشداً وسلوكك سيء، ان تكون قبضت وحسابك مفلس، وان تكون سكنت بيتا ويدفع الاجرة مغترب، وان تكون نجحت صدفة ورصيدك المجتمعي معدوم، وتستمر الامثلة دون توقف واحيانا في ذات الشخصية. ومثال ذلك بالاجمل ان تكون معطاء ولا تعلن اسمك، ان تكون منجزاً ولاتنسب فضلا لك، وان تكون ناجحاً ولا تتسلق الغير، وان تكون ناصحاً وسيرتك عطرة باستمرار، وتستمر ايضا الامثلة دون توقف واحيانا في ذات الشخصية.
نعم؛ القضية ليست اكثر من ايامٍ او أشهر او سنوات، ويمكن بعد انتهاء الأجل بالموت للبعض، وتبقى الحالة كما هو المثل "مخبى في قشور"،ليأتي زمن لا يمنع الواقع كشف المستور سلباً او ايجاباً، لتكون وقتها بين يدي محكمة المجتمع الاوسع، اما ان تنقش سيرتك كذكرى لا ينساها الجميع في كل مجلس وحالة، او ان تنساك العقول "رفضا" من ذكرى عاشتها زمنك. وبين الحالتين الاصعب ان تكون ممن تعلم ما هو بين تلك "القشور" ان كان سوء فلا تشير عليه او تزيل غطاءه فينكشف، فعندها ستكون بتسترك قد خنت مجتمعا تعيش فيه، وزمناً انت جزء منه، واضفت قشورا جديدة فوق تلك القشور.
للاسف اجزم اننا جميعا قد شاركنا في هذه الحالة يوماً او زمناً ما، امّا ورعا او مصلحة، واحيانا جزء من الاثنين، ولكن فقط حتى حين لا اكثر، وهنا يستوجب نصح صاحب القشور بتسريع استقامته ان كانت قشوره غطاء سوء، فلا يكون هدفاً قد بدأنا فعلا بجمع كل هفواته لنعلنها، وان كانت قشور تعفف ان يتقدم دون خجل لنساهم جميعا في بناء حضوره القريب.
ولاكون صادقا كنت مرة "مخبى في قشوري" حين سكت وبدأت اجمع هفوات وزلات "متعدي"، فلم اشر اليه حتى تكتمل ويحين وقت عرضها وهو قريب،عندها سأطلب السمح ممن سيعتب عن ستر تلك القشور طويلا، ولكن اعلم ان ذلك الصفح لن يكون صعبا ما ان اضمن ازالة اهم القشور والتي يوجدها حالة مؤقتة منحت له، مع علمي ان كثير من مجتمعنا لن يدهش بما يسمع ويرى، فهو يعلم ويعي، ولكن تمنعنا الظروف والحالات فبات سكوتنا اصعب تلك القشور.
لن يطول ولن يستمر.. لن يصمد ولن يكون درعا لهم. نعم؛ هي اشهر قليلة قادمة ستكون الاسهل في بدء مشاهدة من تغطيهم تلك القشور، لنشهد تفاعلهم فتراهم يزورون المريض والمحتاج، يستقبلون الزائر والضيف، يبتسمون ويهتمون، يغردون ويعلوا صوت الحق بعد انتهاء مصلحتهم الخاصة، يبحثون عن فرصة عطاء وبذل جديد وغالبهم سيناله فهو حال لا ينقطع من طبيعة الحياة ومتطلباتها الغير منتهية، ولكن لنحذرهم او لنكون قادرين على ان نوجههم لعلنا ننجح في اصلاح حالهم، ولكن لنعلم اننا مطالبون ان نصلح حالنا اولا، نزيل قشورنا دون تردد، واهمها قشور السكوت على ضررهم طلبا لمصلحة خاصة، ونرى في المستقبل مصلحة واحدة وهي وعي وصدق للوطن.