بين رأي مهاتير محمد في صندوق النقد الدولي ورأي حكوماتنا حوله
فريق ركن متقاعد موسى العدوان
جو 24 :
عندما سئُل مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق، عن رأيه في صندوق النقد الدولي، بعد أن تجاوزت ماليزيا والنمور السبعة أزماتها الاقتصادية في أواخر التسعينات الماضية قال :
* وجدنا أن صندوق النقد الدولي لا يساعدنا جيداً، فإذا تبعنا نصيحتهم التي قدموها إلينا في مجال كيفية إدارة الأزمة، كان الوضع سيتفاقم. وبالفعل دول أخرى أصبح وضعها أسوأ، بسبب اتباعها النصيحة الخاطئة، التي قدمها صندوق النقد الدولي، لهذا رفضنا ما قدموه.
* نحن لا نقترض المال منهم، وحين رفضنا كان علينا وضع خطة بديلة، فبدأنا التفكير بشأن ما يمكن أن تكونه هذه الخطة البديلة، التي تسمح لنا بتخطي الأزمة وبالفعل نجحنا في ذلك.
* أنا أنصح دائما بعدم الاقتراض، وأن يتم اللجوء إلى البدائل الداخلية. أنا لا أحب سياسة الاقتراض، خاصة أن المقترض يخضع للمقرض، فصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ليسا مؤسستين عالميتين بمعنى الكلمة، ولكنهما يخضعان لسيطرة وهيمنة عدة دول فقط، ومن ثم فإن توجههما يصب لخدمة مصالح تلك البلدان.
* * *
ومقابل هذا العداء المستحكم لدى مهاتير محمد، ضد صندوق النقد الدولي، ونجاح خطته الاقتصادية الوطنية، في إنقاذ ماليزيا من الانهيار الاقتصادي في أواخر التسعينات الماضية، نجد أن حكوماتنا المتعاقبة قد وقعت في حبّ ذلك الصندوق، الذي وصفه رئيس جمهورية مصر السابق حسني مبارك بِ : ( صندوق النكد الدولي ).
لقد انتقد خبراء الاقتصاد الأردنيون، مخرجات البرامج السابقة للصندوق، وحذّروا من أن البرنامج الجديد مع صندوق النقد الدولي، سيلقي بظلاله على كاهل المواطن الأردني عبئا إضافيا، يشمل مزيدا من الضرائب، ورفعا للدعم عن الكثير من السلع، وما يتعلق بالأحوال المعيشية الأخرى.
ورغم أن الخبراء دعوا للنهوض بالاقتصاد، من خلال برامج إصلاحية وطنية، إلا أن حكومتنا الموقرة تتوجه اليوم مجددا وللمرة السادسة، إلى صندوق النقد الدولي، للتفاوض معه على برنامج إصلاح اقتصادي جديد، يتيح للحكومة مزيدا من الاقتراض، بعد أن ارتقينا بالمديونية العامة إلى ما نسبته 91 % من الناتج المحلي. ولا نعلم متى سيجري انفكاكنا عن برامج هذا الصندوق، واستبدالها ببرامج وطنية محلية ؟