الثورة تتحول إلى حرب أهلية
طاهر العدوان
جو 24 : تضع مسألة انعقاد جنيف ٢ جميع الأطراف السورية وغيرالسورية المعنية بالصراع امام لحظة انكشاف الحقائق التي تجعل مهمة الوسيط الأممي الأخضر الابراهيمي شبه مستحيلة، اي مهمة جلب جميع الأطراف الى مائدة المؤتمر المقترح في موعد يحدد في تشرين الثاني المقبل .
الحقيقة الأولى - ان انتفاضة الربيع السوري قد تحولت من مظاهرات سلمية الى ثورة مسلحة لتنتهي الى حرب أهلية كاملة الأوصاف . والحقيقة الثانية - انها أصبحت جزءاً من ما يسمى ( الحرب الدولية على الإرهاب ) بعد ان توغلت القاعدة في عمق الساحة السورية . والحقيقة الثالثة - انها غدت خط دفاع حياة او موت بالنسبة لأطراف الصراع الطائفي الممتد من قم الإيرانية الى ضاحية بيروت الجنوبية مروراً بالسيدة زينب في دمشق وحرب التفجير والتهجير حول بغداد .
كل هذه الحقائق تعني غياب تكون او وجود (قيادة جمعية ) تجمع مكونات الشعب السوري او غالبيته العظمى بدون تصنيفات العرق والمذهب هذا الغياب ينطبق على النظام وعلى المعارضة .
فصمود الأسد قام على قدرته اولاً - في تفكيك وتدمير المجتمع السوري مستعينا بالديموغرافيا المذهبية والطائفية المؤيدة له في وجه الأغلبية المناهضة . وثانياً - في أقلمة الصراع مذهبياً للاستعانة علنا بميليشيات إيرانية وعراقية ولبنانية ولم تخف كل شعارات المقاومة والممانعة هذه الحقيقة بما في ذلك استنهاض بعض الاتجاهات القومية الفاشية بمواجهة المكون الإسلامي في الثورة السورية .
على جانب المعارضة تدلل الانقسامات واختلافات الرأي وسرعة استبدال القيادات في الائتلاف الوطني على غياب تكون قيادة سياسية ونضالية وعسكرية ماهرة قادرة على بناء استراتيجية واضحة للثورة، يومية وبعيدة المدى، من شأنها ان تجمع السوريين حولها بدون اعتبارات لعرق ومذهب وأيديولوجية .
هذا الأنقسام سمح للنظام بان يستولي على آلة القوة العسكرية للدولة في حربه على شعبه، ويجر الثورة الى ردود فعل غير مدروسة ادت الى شرذمة قوتها وقدراتها، وسمحت للقاعدة وغيرها التسلل الى صفوفها الى ان تحولت الى حرب أهلية تفرز أمراء حرب وميليشيات بدل بناء جيش ثوري موحد بقيادة وطنية موحدة .
هذه الحقائق تجعل مهمة الابراهيمي شاقة ومعقدة لا تسمح له بالإعلان عن موعد لجنيف ٢ وحتى ان اضطر الأمين العام للأمم المتحدة الى اعلان وتحديد موعد، تحت ضغط التفاهمات الامريكية الروسية، فان جنيف ٢ سينطبق عليه المثل القائل ( تغميس خارج الصحن ) لان الوصول الى تسويات في حالة التمرد او الثورة أسهل بكثير منه في حالة الحرب الأهلية التي عادة ما تأخذ وقتاً طويلا قبل ان تنتهي بفرض الاستسلام، من قبل طرف على الطرف الآخر، او الافتراق النهائي بالتقسيم وبناء الدويلات .
الظروف الميدانية والتاريخية لم تنضج بعد لنجاح جنيف او اي مؤتمر آخر، فالروس والأمريكيون والأوروبيون معنيون بمواصلة الحرب ضد الإرهاب وهذه المرة في سوريا كما في أفغانستان، وإيران وحلفاؤها المذهبيون مشتبكون عملياً في مواجهة غير مباشرة لكنها حامية الوطيس مع الخليج العربي وهذه المرة في سوريا أيضاً، اما على طرفي النظام والمعارضة فان حجم الدمار وشلالات الدماء والأحقاد والثارات بين الطرفين تجعل من عدم استعداد اي طرف للاستسلام او التعايش مع الطرف الآخر هو الحقيقة الأهم.
(الرأي)
الحقيقة الأولى - ان انتفاضة الربيع السوري قد تحولت من مظاهرات سلمية الى ثورة مسلحة لتنتهي الى حرب أهلية كاملة الأوصاف . والحقيقة الثانية - انها أصبحت جزءاً من ما يسمى ( الحرب الدولية على الإرهاب ) بعد ان توغلت القاعدة في عمق الساحة السورية . والحقيقة الثالثة - انها غدت خط دفاع حياة او موت بالنسبة لأطراف الصراع الطائفي الممتد من قم الإيرانية الى ضاحية بيروت الجنوبية مروراً بالسيدة زينب في دمشق وحرب التفجير والتهجير حول بغداد .
كل هذه الحقائق تعني غياب تكون او وجود (قيادة جمعية ) تجمع مكونات الشعب السوري او غالبيته العظمى بدون تصنيفات العرق والمذهب هذا الغياب ينطبق على النظام وعلى المعارضة .
فصمود الأسد قام على قدرته اولاً - في تفكيك وتدمير المجتمع السوري مستعينا بالديموغرافيا المذهبية والطائفية المؤيدة له في وجه الأغلبية المناهضة . وثانياً - في أقلمة الصراع مذهبياً للاستعانة علنا بميليشيات إيرانية وعراقية ولبنانية ولم تخف كل شعارات المقاومة والممانعة هذه الحقيقة بما في ذلك استنهاض بعض الاتجاهات القومية الفاشية بمواجهة المكون الإسلامي في الثورة السورية .
على جانب المعارضة تدلل الانقسامات واختلافات الرأي وسرعة استبدال القيادات في الائتلاف الوطني على غياب تكون قيادة سياسية ونضالية وعسكرية ماهرة قادرة على بناء استراتيجية واضحة للثورة، يومية وبعيدة المدى، من شأنها ان تجمع السوريين حولها بدون اعتبارات لعرق ومذهب وأيديولوجية .
هذا الأنقسام سمح للنظام بان يستولي على آلة القوة العسكرية للدولة في حربه على شعبه، ويجر الثورة الى ردود فعل غير مدروسة ادت الى شرذمة قوتها وقدراتها، وسمحت للقاعدة وغيرها التسلل الى صفوفها الى ان تحولت الى حرب أهلية تفرز أمراء حرب وميليشيات بدل بناء جيش ثوري موحد بقيادة وطنية موحدة .
هذه الحقائق تجعل مهمة الابراهيمي شاقة ومعقدة لا تسمح له بالإعلان عن موعد لجنيف ٢ وحتى ان اضطر الأمين العام للأمم المتحدة الى اعلان وتحديد موعد، تحت ضغط التفاهمات الامريكية الروسية، فان جنيف ٢ سينطبق عليه المثل القائل ( تغميس خارج الصحن ) لان الوصول الى تسويات في حالة التمرد او الثورة أسهل بكثير منه في حالة الحرب الأهلية التي عادة ما تأخذ وقتاً طويلا قبل ان تنتهي بفرض الاستسلام، من قبل طرف على الطرف الآخر، او الافتراق النهائي بالتقسيم وبناء الدويلات .
الظروف الميدانية والتاريخية لم تنضج بعد لنجاح جنيف او اي مؤتمر آخر، فالروس والأمريكيون والأوروبيون معنيون بمواصلة الحرب ضد الإرهاب وهذه المرة في سوريا كما في أفغانستان، وإيران وحلفاؤها المذهبيون مشتبكون عملياً في مواجهة غير مباشرة لكنها حامية الوطيس مع الخليج العربي وهذه المرة في سوريا أيضاً، اما على طرفي النظام والمعارضة فان حجم الدمار وشلالات الدماء والأحقاد والثارات بين الطرفين تجعل من عدم استعداد اي طرف للاستسلام او التعايش مع الطرف الآخر هو الحقيقة الأهم.
(الرأي)