ماذا سيفعل مقاتلو القاعدة في الاردن؟!
ماهر أبو طير
جو 24 : الازمة السورية تتجه الى الحسم،سياسياً،والاغلب ان تداعيات الازمة السورية المؤجلة على الجوار،لن تبقى مؤجلة الى وقت طويل.
عبر مفاوضات جنيف المحتملة،او عبر تسوية سرية بين عواصم كبرى والمعسكر السوري-الايراني،فان لدينا سؤالين اثنين،أولهما مصير مقاتلي الجيش الحر السوريين والفصائل السورية المنفلتة التي تقاتل في سورية،وليس لها حاضنة سياسية،ثم السؤال الآخر حول مصير مقاتلي القاعدة العرب في سورية؟!.
في الاغلب فان اي صفقة ستجري عبر جنيف،او عبر تسوية سرية،ستؤدي الى وقف تمويل المقاتلين السوريين والعرب في سورية،ووقف تزويدهم بالاسلحة،في سياق ترتيبات الوضع النهائي،وهذا يعني ان دمشق الرسمية،ستحتاج الى عدة شهور من اجل تصفية هذه الفصائل،خصوصاً،ان شح السلاح والمال،عبر اغلاق منافذ التزويد سيؤدي الى ضعف هؤلاء والتقهقر التدريجي،حتى النهاية.
هذا على صعيد السوريين الذين يقاتلون في سورية،سواءً كانوا من الجيش الحر او الجماعات الاسلامية او غيرهما من اتجاهات.
مقابل هؤلاء يأتي كل من يقاتل تحت لواء القاعدة او النصرة،وهناك اردنيون وعرب من الخليج ومصر وليبيا واليمن،وهؤلاء سيواصلون القتال حتى مرحلة معينة،واغلبهم سيحاول العودة الى بلاده،لاعتبارات كثيرة،وهذا سيجعلنا نرى مشهداً خطيراً،فالدول التي وظفت القاعدة للقتال ضد نظام دمشق،وقامت بتسمين فصائل القاعدة،عليها ان تواجه اليوم،ذات التنظيم الذي تحالفت معه في سورية.
مفارقة هي حقا.يحاربون القاعدة في بلادهم،لكنهم يتحالفون معها في سورية،ويسمحون بجمع التبرعات وتزويد هؤلاء بالمال والسلاح،لان العدو المشترك،جّمد مؤقتا العداء بين الطرفين،اي العواصم والقاعدة.
ثم ان الرؤية الامنية العربية السطحية التي قبلت تسلل مقاتلي القاعدة من العواصم العربية،للقتال ضد دمشق الرسمية،بذريعة ارهاق النظام من جهة،ولوجود رغبة دفينة بمقتل المقاتلين والتخلص منهم في الساحة السورية،رؤية لم تتحقق،وعلينا انتظار ارتداد هذه الرؤية ميدانياً.
في الاردن هناك الاف المقاتلين من القاعدة،لم يذهبوا الى سورية،وهناك الف مقاتل اردني من القاعدة،وبعضهم يتم الاعلان عن وفاته في ظروف عسكرية،وبعضهم يعود الى الاردن سراً،غير ان الاردن على موعد مع عودة هؤلاء جميعاً الى الاردن،وقد تزوّدوا بالخبرات العسكرية،وبالشحن العاطفي والديني،وسيجد هؤلاء حاضنتهم الطبيعية اجتماعياً وتنظيمياً،بانتظارهم حال العودة.
ما الذي سيقوم به الاردن امام عودة مقاتلي القاعدة الاردنيين الى الاردن،اذ سيكون صعباً من جهة اعتقال كل عائد،لان هذا سيفتح معركة مع كل القاعدة هنا،وسيكون صعباً ايضاً ضمان هدوء هؤلاء ودخولهم في سكون تنظيمي بعد عودتهم؟!.
هذا يعني ان ابرز فواتير الازمة السورية على دول الجوار،لن تتوقف عند حدود ملف اللاجئين واخطار دمشق الرسمية على الصعيد الامني على دول الجوار،فكل هذه الفواتير واضحة ويمكن التحكم بكلفتها.
ما هو أهم هنا،ان تنظيم القاعدة وعبر الالاف من انصاره حظي بفرصة تاريخية للتدرب واكتساب المهارات وانعاشها،فيما احتياج مقاتلي القاعدة التقليدي لأي معركة،في اي مكان،او اي توقيت،وتحت اي عنوان،حاجة جامحة لا يمكن مقاومتها.
اغلب الظن ان كل الدول العربية ستدفع فاتورة القاعدة التي كبرت في سورية،عبر عودة مقاتليها الى هذه الدول،ولعل المراهنة على «التقاعد المبكر» لاي مقاتل من مقاتلي القاعدة،مراهنة بائسة،وغير منطقية،وكأننا امام السحر الذي انقلب على الساحر.
اذا انتهت الازمة السورية،فان الازمات الصغيرة التي تولدت عبرها في دول الجوار،ستبدأ بالفوران فعلياً،لحظة انتهاء ازمة دمشق.
(الدستور)
عبر مفاوضات جنيف المحتملة،او عبر تسوية سرية بين عواصم كبرى والمعسكر السوري-الايراني،فان لدينا سؤالين اثنين،أولهما مصير مقاتلي الجيش الحر السوريين والفصائل السورية المنفلتة التي تقاتل في سورية،وليس لها حاضنة سياسية،ثم السؤال الآخر حول مصير مقاتلي القاعدة العرب في سورية؟!.
في الاغلب فان اي صفقة ستجري عبر جنيف،او عبر تسوية سرية،ستؤدي الى وقف تمويل المقاتلين السوريين والعرب في سورية،ووقف تزويدهم بالاسلحة،في سياق ترتيبات الوضع النهائي،وهذا يعني ان دمشق الرسمية،ستحتاج الى عدة شهور من اجل تصفية هذه الفصائل،خصوصاً،ان شح السلاح والمال،عبر اغلاق منافذ التزويد سيؤدي الى ضعف هؤلاء والتقهقر التدريجي،حتى النهاية.
هذا على صعيد السوريين الذين يقاتلون في سورية،سواءً كانوا من الجيش الحر او الجماعات الاسلامية او غيرهما من اتجاهات.
مقابل هؤلاء يأتي كل من يقاتل تحت لواء القاعدة او النصرة،وهناك اردنيون وعرب من الخليج ومصر وليبيا واليمن،وهؤلاء سيواصلون القتال حتى مرحلة معينة،واغلبهم سيحاول العودة الى بلاده،لاعتبارات كثيرة،وهذا سيجعلنا نرى مشهداً خطيراً،فالدول التي وظفت القاعدة للقتال ضد نظام دمشق،وقامت بتسمين فصائل القاعدة،عليها ان تواجه اليوم،ذات التنظيم الذي تحالفت معه في سورية.
مفارقة هي حقا.يحاربون القاعدة في بلادهم،لكنهم يتحالفون معها في سورية،ويسمحون بجمع التبرعات وتزويد هؤلاء بالمال والسلاح،لان العدو المشترك،جّمد مؤقتا العداء بين الطرفين،اي العواصم والقاعدة.
ثم ان الرؤية الامنية العربية السطحية التي قبلت تسلل مقاتلي القاعدة من العواصم العربية،للقتال ضد دمشق الرسمية،بذريعة ارهاق النظام من جهة،ولوجود رغبة دفينة بمقتل المقاتلين والتخلص منهم في الساحة السورية،رؤية لم تتحقق،وعلينا انتظار ارتداد هذه الرؤية ميدانياً.
في الاردن هناك الاف المقاتلين من القاعدة،لم يذهبوا الى سورية،وهناك الف مقاتل اردني من القاعدة،وبعضهم يتم الاعلان عن وفاته في ظروف عسكرية،وبعضهم يعود الى الاردن سراً،غير ان الاردن على موعد مع عودة هؤلاء جميعاً الى الاردن،وقد تزوّدوا بالخبرات العسكرية،وبالشحن العاطفي والديني،وسيجد هؤلاء حاضنتهم الطبيعية اجتماعياً وتنظيمياً،بانتظارهم حال العودة.
ما الذي سيقوم به الاردن امام عودة مقاتلي القاعدة الاردنيين الى الاردن،اذ سيكون صعباً من جهة اعتقال كل عائد،لان هذا سيفتح معركة مع كل القاعدة هنا،وسيكون صعباً ايضاً ضمان هدوء هؤلاء ودخولهم في سكون تنظيمي بعد عودتهم؟!.
هذا يعني ان ابرز فواتير الازمة السورية على دول الجوار،لن تتوقف عند حدود ملف اللاجئين واخطار دمشق الرسمية على الصعيد الامني على دول الجوار،فكل هذه الفواتير واضحة ويمكن التحكم بكلفتها.
ما هو أهم هنا،ان تنظيم القاعدة وعبر الالاف من انصاره حظي بفرصة تاريخية للتدرب واكتساب المهارات وانعاشها،فيما احتياج مقاتلي القاعدة التقليدي لأي معركة،في اي مكان،او اي توقيت،وتحت اي عنوان،حاجة جامحة لا يمكن مقاومتها.
اغلب الظن ان كل الدول العربية ستدفع فاتورة القاعدة التي كبرت في سورية،عبر عودة مقاتليها الى هذه الدول،ولعل المراهنة على «التقاعد المبكر» لاي مقاتل من مقاتلي القاعدة،مراهنة بائسة،وغير منطقية،وكأننا امام السحر الذي انقلب على الساحر.
اذا انتهت الازمة السورية،فان الازمات الصغيرة التي تولدت عبرها في دول الجوار،ستبدأ بالفوران فعلياً،لحظة انتهاء ازمة دمشق.
(الدستور)