المكتوب من عنوانه
طاهر العدوان
جو 24 : السرية هو طابع المرحلة الحالية من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وباستثناء عدد محدود من التصريحات الصادرة عن عريقات وليبرمان وليفني فان اللقاءات بين الطرفين تتم خلف أبواب موصدة بوجه وسائل الإعلام مع عدم تحديد مكان وزمان كل جولة تفاوضية كما كان يجري في السابق في طابا او كامب ديفيد وغيرهما .
الانطباع الأول من هذا التعتيم ان منظميها يريدون إعادة تجربة ( مفاوضات أوسلو ) التي جرت بشكل كامل من السرية في عهد ياسر عرفات ورابين والتي أدت الى توقيع الاتفاق الشهير بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، يعزز هذا الانطباع ان الرئيس محمود عباس هو من أدار تلك المفاوضات بشكل مباشر .
سرية التفاوض مسألة مارستها دول عديدة في زمن الحروب وفي أيام السلم و كانت تبرر بالبعد عن وسائل الإعلام حتى لا تتحول أجندة المفاوضات الى وسيلة لإثارة الرأي العام لدى الطرفين المتفاوضين بما يخلق ردود فعل مضادة قد تعطل اي اتفاقات بينهما حول المسائل الحساسة .
ما يحدث الآن في هذه المفاوضات ان الاحتلال يحرص على توجيه رسائل بشكل دائم الى الرأي العام الاسرائيلي الداعم للأغلبية التي تمثلها حكومة نتنياهو تطمئنه بان المفاوضات لن تغير شيئاً . هذه الرسائل تتمثل بعملية بناء المستوطنات التي لم تتوقف في الضفة الغربية و القدس بل زادت بوتيرة متصاعدة مع المفاوضات ، وأخطر من ذلك تركيز الهجوم شبه اليومي من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة على ساحة الأقصى بهدف إقامة كنيس عليها .
كل هذه الرسائل تدل على ان مكتوب المفاوضات بات مقروءاً من عناوين الاستيطان والتهويد مع إشارة اخرى الى ان حكومة نتنياهو ليست فقط غير عابئة بإشاعة أجواء الثقة حول المفاوضات بل انها تعمل كل ما بوسعها لإشاعة الإحباط بين صفوف الراي العام الفلسطيني وهو ما يؤدي الى تآكل الثقة بالرئيس عباس وقراره بالعودة الى المفاوضات .
بالمقابل نرى المفاوض الفلسطيني غير عابئ بالرأي العام ، لا الفلسطيني ولا العربي والدولي ، وكأنه يملك من الاوراق ما يغنيه عن كل ما هو خارج الغرف التفاوضية المغلقة . بينما كل ما تفعله الحكومة الإسرائيلية في الاستيطان والقدس هو اعلام لتصليب مواقفها وتوظيف قوى ضغط جديدة لصالحها انه تفاوض بالعلن ، الالتزام بالسرية قائم من قبل الفلسطينيين فقط .
تقرأ من تصريحات الفرقاء الفلسطينيين في حكومتي رام الله وغزة وكأنهما يعتقدان ان فرقتهما واستمرار خلافاتهما افضل من عملية إعادة الوحدة الفلسطينية . في الضفة يسود وهم إمكانية الاتفاق مع اسرائيل ببقاءحكومة غزة على حالها ، وفي القطاع تبدو عملية الحفاظ على البراءة التنظيمية من دنس المفاوضات اهم من الاشتباك فيها كوسيلة لإعادة تجميع الأعواد الفلسطينية المتناثرة . الطرفان غارقان في أوهام تقود الى الفشل ، والاخطر من ذلك استمرار حالة قائمة مسؤولة عن إخماد وترويض روح النضال الفلسطيني الذي هو رأسمال القضية .
(الرأي)
الانطباع الأول من هذا التعتيم ان منظميها يريدون إعادة تجربة ( مفاوضات أوسلو ) التي جرت بشكل كامل من السرية في عهد ياسر عرفات ورابين والتي أدت الى توقيع الاتفاق الشهير بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، يعزز هذا الانطباع ان الرئيس محمود عباس هو من أدار تلك المفاوضات بشكل مباشر .
سرية التفاوض مسألة مارستها دول عديدة في زمن الحروب وفي أيام السلم و كانت تبرر بالبعد عن وسائل الإعلام حتى لا تتحول أجندة المفاوضات الى وسيلة لإثارة الرأي العام لدى الطرفين المتفاوضين بما يخلق ردود فعل مضادة قد تعطل اي اتفاقات بينهما حول المسائل الحساسة .
ما يحدث الآن في هذه المفاوضات ان الاحتلال يحرص على توجيه رسائل بشكل دائم الى الرأي العام الاسرائيلي الداعم للأغلبية التي تمثلها حكومة نتنياهو تطمئنه بان المفاوضات لن تغير شيئاً . هذه الرسائل تتمثل بعملية بناء المستوطنات التي لم تتوقف في الضفة الغربية و القدس بل زادت بوتيرة متصاعدة مع المفاوضات ، وأخطر من ذلك تركيز الهجوم شبه اليومي من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة على ساحة الأقصى بهدف إقامة كنيس عليها .
كل هذه الرسائل تدل على ان مكتوب المفاوضات بات مقروءاً من عناوين الاستيطان والتهويد مع إشارة اخرى الى ان حكومة نتنياهو ليست فقط غير عابئة بإشاعة أجواء الثقة حول المفاوضات بل انها تعمل كل ما بوسعها لإشاعة الإحباط بين صفوف الراي العام الفلسطيني وهو ما يؤدي الى تآكل الثقة بالرئيس عباس وقراره بالعودة الى المفاوضات .
بالمقابل نرى المفاوض الفلسطيني غير عابئ بالرأي العام ، لا الفلسطيني ولا العربي والدولي ، وكأنه يملك من الاوراق ما يغنيه عن كل ما هو خارج الغرف التفاوضية المغلقة . بينما كل ما تفعله الحكومة الإسرائيلية في الاستيطان والقدس هو اعلام لتصليب مواقفها وتوظيف قوى ضغط جديدة لصالحها انه تفاوض بالعلن ، الالتزام بالسرية قائم من قبل الفلسطينيين فقط .
تقرأ من تصريحات الفرقاء الفلسطينيين في حكومتي رام الله وغزة وكأنهما يعتقدان ان فرقتهما واستمرار خلافاتهما افضل من عملية إعادة الوحدة الفلسطينية . في الضفة يسود وهم إمكانية الاتفاق مع اسرائيل ببقاءحكومة غزة على حالها ، وفي القطاع تبدو عملية الحفاظ على البراءة التنظيمية من دنس المفاوضات اهم من الاشتباك فيها كوسيلة لإعادة تجميع الأعواد الفلسطينية المتناثرة . الطرفان غارقان في أوهام تقود الى الفشل ، والاخطر من ذلك استمرار حالة قائمة مسؤولة عن إخماد وترويض روح النضال الفلسطيني الذي هو رأسمال القضية .
(الرأي)