توقفوا عن مراقبتنا
طاهر العدوان
جو 24 : عنوان المقال شعار رفعه الاف الأمريكيين المحتجين امام الكونغرس ،الاحد الماضي ، مطالبين بوقف التجسس على الهواتف التي تنتهك حرياتهم الخاصة . هذا الحدث جزء من ردود الفعل في أمريكا وأوروبا على الوثائق المسربة من وكالة الامن القومي الامريكية ( وهي الجهة المكلفة بالتجسس على الاتصالات في العالم ) التي كشفت عن اتساع هذه العملية فلم تترك حرية شخصية لاحد ، حتى اقرب حلفاء أمريكا ، إلا وانتهكتها .
في آخر الوثائق المسربة ان الوكالة الامريكية تنصتت على ١٢٥ مليار اتصال هاتفي ورسائل نصية في شهر واحد هو حزيران الماضي ، غالبيتها على دول الشرق الاوسط . وذكرت انه جرى التجسس في الشهر المذكور على ٧,٨ مليار مكالمة في السعودية ومثلها في العراق ، وعلى ١,٩ مليار في مصر و ١,٦ مليار في الاردن و ٢١,٩٨ مليار في أفغانستان و ١٢,٧٦ مليار في باكستان و ١,٧٣ مليار في ايران .
الأرقام تكشف ان الدول العربية والإسلامية لها حصة الأسد في عمليات التنصت على الهواتف ومع ذلك لم تصدر عنها ردود فعل رسمية وشعبية تحتج على هذه الانتهاكات الواسعة ولم ترفع شعار ( توقفوا عن مراقبتنا ) كما رفعه الأمريكيون ضد وكالة أمنهم القومي .
هناك ثلاثة احتمالات لهذا الصمت ، الأول : ان هذه الدول تخشى أمريكا وتخاف من ان تتهم بمساندة الإرهاب ان هي احتجت الثاني : ان هذه الدول تعرف بالموضوع وقد تكون جزءا من نظام المراقبة . اما الاحتمال الثالث : انها ترى بان الأمر لا يعنيها لانه لا قيمة عندها للحريات العامة والخاصة ، وبالنسبة للناس في معظم بلدان الشرق الاوسط لا تضيف جديداً وفاقد الشيء لا يخشى من اللصوص بما ينطبق عليهم المثل القائل « الغريق لا يخشى من البلل «.
غير ان الموضوع برمته ينكأ جرحاً عميقاً يستنزف الجسد الشرق أوسطي فمنذ ان صدرت أفغانستان الإرهاب الى العالم تراجعت الحريات العامة والشخصية في العالم كله ، وتنافست الدول في إصدار التشريعات التي تقيد الحريات لشعوبها و الشعوب الأخرى . وكما قال احد رجال الدين في مقابلة إعلامية منشورة على آليو تيوب بان بعض الجماعات والمنظمات الجهادية ليست ضد الديموقراطية وعدوا للحريات العامة في البلاد العربية والاسلامية فحسب انما ساهمت في مصادرة حريات الشعوب في الدول الديموقراطية التي أجبرت على التخلي عن الكثير مما حصلت عليه من حريات عامة وشخصية بدواعي مكافحة الارهاب.
كان السفر والانتقال من بلد الى بلد سهلا وميسرا للزيارة و السياحة و العمل ، ملايين العرب والمسلمين هاجروا الى الغرب باجراءات سلسة للعمل والإقامة والدراسة ، لم يواجهوا بتمييز ولا بمعاملات واستجوابات طويلة كما هو الحال منذ هجمات سيتمبر وما بعدها ضد نيويورك و لندن وباريس ومدريد الخ ، اصبح دخول المطارات والخروج منها كدخول السجون ، والحصول على الفيزا مشقة والاقامة شبه مستحيلة وتراجع أعداد الطلاب العرب والمسلمين في الجامعات الغربية وبدأ ظهور الجماعات العنصرية التي تطالب بترحيل العرب والمسلمين .
(الرأي)
في آخر الوثائق المسربة ان الوكالة الامريكية تنصتت على ١٢٥ مليار اتصال هاتفي ورسائل نصية في شهر واحد هو حزيران الماضي ، غالبيتها على دول الشرق الاوسط . وذكرت انه جرى التجسس في الشهر المذكور على ٧,٨ مليار مكالمة في السعودية ومثلها في العراق ، وعلى ١,٩ مليار في مصر و ١,٦ مليار في الاردن و ٢١,٩٨ مليار في أفغانستان و ١٢,٧٦ مليار في باكستان و ١,٧٣ مليار في ايران .
الأرقام تكشف ان الدول العربية والإسلامية لها حصة الأسد في عمليات التنصت على الهواتف ومع ذلك لم تصدر عنها ردود فعل رسمية وشعبية تحتج على هذه الانتهاكات الواسعة ولم ترفع شعار ( توقفوا عن مراقبتنا ) كما رفعه الأمريكيون ضد وكالة أمنهم القومي .
هناك ثلاثة احتمالات لهذا الصمت ، الأول : ان هذه الدول تخشى أمريكا وتخاف من ان تتهم بمساندة الإرهاب ان هي احتجت الثاني : ان هذه الدول تعرف بالموضوع وقد تكون جزءا من نظام المراقبة . اما الاحتمال الثالث : انها ترى بان الأمر لا يعنيها لانه لا قيمة عندها للحريات العامة والخاصة ، وبالنسبة للناس في معظم بلدان الشرق الاوسط لا تضيف جديداً وفاقد الشيء لا يخشى من اللصوص بما ينطبق عليهم المثل القائل « الغريق لا يخشى من البلل «.
غير ان الموضوع برمته ينكأ جرحاً عميقاً يستنزف الجسد الشرق أوسطي فمنذ ان صدرت أفغانستان الإرهاب الى العالم تراجعت الحريات العامة والشخصية في العالم كله ، وتنافست الدول في إصدار التشريعات التي تقيد الحريات لشعوبها و الشعوب الأخرى . وكما قال احد رجال الدين في مقابلة إعلامية منشورة على آليو تيوب بان بعض الجماعات والمنظمات الجهادية ليست ضد الديموقراطية وعدوا للحريات العامة في البلاد العربية والاسلامية فحسب انما ساهمت في مصادرة حريات الشعوب في الدول الديموقراطية التي أجبرت على التخلي عن الكثير مما حصلت عليه من حريات عامة وشخصية بدواعي مكافحة الارهاب.
كان السفر والانتقال من بلد الى بلد سهلا وميسرا للزيارة و السياحة و العمل ، ملايين العرب والمسلمين هاجروا الى الغرب باجراءات سلسة للعمل والإقامة والدراسة ، لم يواجهوا بتمييز ولا بمعاملات واستجوابات طويلة كما هو الحال منذ هجمات سيتمبر وما بعدها ضد نيويورك و لندن وباريس ومدريد الخ ، اصبح دخول المطارات والخروج منها كدخول السجون ، والحصول على الفيزا مشقة والاقامة شبه مستحيلة وتراجع أعداد الطلاب العرب والمسلمين في الجامعات الغربية وبدأ ظهور الجماعات العنصرية التي تطالب بترحيل العرب والمسلمين .
(الرأي)