jo24_banner
jo24_banner

غزة شرارة حرب كبرى

خولة كامل الكردي
جو 24 :
 

استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واستحلال كل شيء فيها بالقتل والتدمير والتخريب، ترتفع الأصوات المنادية بضرورة لجم دولة الاحتلال والقبول بوقف شامل وكامل لإطلاق النار والانسحاب من كافة أراضي القطاع، تصر الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي لا يبرح يجدد تصريحاته بمواصلة الحرب حتى تحقيق الانتصار وهزيمة حماس والقضاء عليها، هدف يعتقد العديد من المحللين والمسؤولين السياسيين بأنه هدف لا يمكن تحقيقه، لأن حماس هي نبتة من أرض غزة تحمل وفصائل المقاومة هم شعب بأكمله يريد تحرير أرضه واسترداد حقوقه المشروعة ومقدساته.

الاندفاع الانتقامي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي في شن غارات وحشية عنيفة على أهالي القطاع بلا هوادة، يؤدي إلى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى وازدياد معاناة المدنيين في توفير الطعام والمياه، وتفاقم أزمة شح اللوازم الطبية مما أدى إلى توقف العديد من المشافي عن تقديم الخدمة للمواطنين، والقلق الذي تبديه وزارة الصحة الفلسطينية من توقف تام للعمل الصحي في كافة المرافق الصحية في القطاع، ناهيك عن التدمير الهائل لكل مرافق الحياة في قطاع غزة.

ومع اشتداد الحرب الإسرائيلية على القطاع وتقدم المقاومة الفلسطينية في محاور القتال واستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي في عملية وصفها مسؤولين إسرائيليين بالكارثة والزلزال، يشتد التعنت الإسرائيلي تجاه أي مقترحات تفضي إلى هدنة دائمة يتم فيها تبادل للأسرى وإعمار القطاع ورفع الحصار عنه، مقابل ذلك يصر على مواصلة حربه على المواطنين الأبرياء في غزة لتحقيق سراب الانتصار الذي يدعيه، يتصدر هذا التعنت رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ووزير دفاعه غالانت ووزير الأمن القومي غانتس، أولئك من مصلحتهم استمرار الحرب كي لا يتعرضوا للمسائلة القضائية في قضايا فساد يتهم بها رئيس الوزراء نتنياهو ومسؤولية أحداث السابع من أكتوبر يواجهها غالانت وغانتس.

الإصرار على الحرب في القطاع ربما يشي إلى توسيع قاعدة الحرب لتشمل مناطق عدة في المنطقة، يذكيها المتطرفين الذين يشكلون دائرة حول رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كسموتريش وبن غفير وإن اشتعلت المنطقة بل العالم بأسره المهم الوصول إلى حلم الدولة الإسرائيلية الكبرى المزعومة. و إذا لم يتم تدارك ما يجري في غزة وعدم إيقاف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن شن الغارات على أهالي غزة وقتلهم وتدمير البنى التحتية للقطاع، ومع صم آذان الولايات المتحدة عن حقيقة أن الحرب التي تشنها دولة الكيان الإسرائيلي هي حرب خاسرة، ولا تعدو كونها إرهاصات لانهيار النظام العالمي العاجز عن الأخذ على يدي الاحتلال الصهيوني، سيتمدد نطاق الحرب وسيصعب إخمادها.


 

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news