المفاوضات : متى يتوقف الحفر في الحفرة ؟
طاهر العدوان
جو 24 : وصفت منظمة التحرير « الموقف الاسرائيلي من المفاوضات الدائرة الآن بانه الأسوأ منذ أكثر من ٢٠ عاماً « وكلمة ( اسوأ ) هنا تعني تراجع الإسرائيليين عن ما كانوا يقبلون به في المفاوضات السابقة ، ويخلص أمين سر المنظمة ياسر عبد ربه «الى ان اسرائيل تسعى لكسب الوقت لتوسيع الاستيطان وتدمير إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة « .
بالتزامن مع تصريحات عبد ربه ظهر محمد دحلان على قناة العربية يحمل محضرا قال انه عن محادثات عباس - كيري يبين ان الرئيس الفلسطيني قدم تنازلات قبل دخول المفاوضات تتعلق بالاستيطان والأسرى ، وسواء كان المحضر حقيقيا أم ملفقاً فانه لا يغير من الانطباع المتزايد بان القضية الفلسطينية فقدت ولا تزال تفقد المزيد من مقومات النضال والدفاع والصمود بوجه احتلال هو الأخطر في تاريخ المنطقة لانه يهدف الى اقتلاع شعب وتوطين اليهود مكانه .
استغرب من شيوع اصطلاحات على لسان قيادات فلسطينية لانها قد فصلت من قبل الدوائر الصهيونية والأمريكية ليناسب الخطط الأمنية والاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة وهو ما ترجمته مخططات مؤسسة راند الامريكية بدعم من حكومة نتنياهو في نهاية التسعينات والتي تقوم على منح الفلسطينيين دويلة من كانتونات منعزلة تمزقها المستوطنات ، وشبكة طرق وأنفاق تعزل الكانتونات عن المستوطنات ، مع بقاء الحدود على نهر الاردن تحت سيطرة اسرائيل .
يجب العودة الى شعار تحرير الوطن الفلسطيني حتى في ظل المفاوضات مع الإصرار على عودة اللاجئين وتطبيق كافة القرارات الأممية المتعلقة بالحقوق الوطنية . وإلا فان الانزلاق الى مهاوي الأفخاخ الإسرائيلية المستمر منذ سنوات سيقود الى كارثة ، يجب التوقف عن هذا وفق الحكمة القائلة « اذا وقعت في حفرة فتوقف عن الحفر» .
من قاموس الهزائم العربية انقلابات كثيرة جرت على اللغة والشعارات والاصطلاحات بحيث اصبح النظر الى شعارات الوحدة والقومية واليسارية وغيرها بانها مجرد شعارات مبالغ فيها ، واذا كان هناك ما يبرر مثل هذا القول في ظل الواقع العربي المتردي فانه لا تبرير أبداً للتراجع عن مطلب تحرير الارض المحتلة وإقامة الدولة وعاصمتها القدس لان هذه قضية شعب وحقوقه غير القابلة للتصرف ...التمسك بتحرير كل شبر من الضفة والقدس وعودة اللاجئين ليس تطرفا ولا ترفاً كلاميا يسقط بالتقادم بسبب تفوق العدو او تراخي الدفاع عن هذه الحقوق واستردادها .
قد يقول قائل بان المفاوضات على مساوئها هي الوسيلة الوحيدة المتبقية في ظل وضع عربي تحتوي أجندة عواصمه كل قضايا الدنيا بما في ذلك طبقة الأوزون باستثناء العمل من اجل فلسطين ، وفي هذا جانب من واقع مؤلم لكنه لا يبرر ذهاب القيادات في رام الله وغزة الى المفاوضات وهم منقسمون انقساما معيباً شجع اسرائيل على التمادي ويشجع العرب على تراجع تأييدهم واهتمامهم بقضيتهم .
وأخيرا يمكن الاستنتاج بسهولة بان القيادة الفلسطينية اختارت أسوأ الأوقات للعودة الى المفاوضات مكتفية بدبلوماسية كيري المكوكية وبخطوة تفهم بانها من باب المجاملة للأمريكيين والوهم بان إدارة اوباما ستفعل شيئا لحل القضية . غير انه قد مر من الأحداث ما يؤكد ان هذه الإدارة لا ترى الا مصالح اسرائيل ومصالح امريكا من منظور صهيوني لهذا هي الآن في مواجهة حتى مع حلفائها الخليجيين فلماذا ستكون كريمة مع الفلسطينيين !!.
(الرأي)
بالتزامن مع تصريحات عبد ربه ظهر محمد دحلان على قناة العربية يحمل محضرا قال انه عن محادثات عباس - كيري يبين ان الرئيس الفلسطيني قدم تنازلات قبل دخول المفاوضات تتعلق بالاستيطان والأسرى ، وسواء كان المحضر حقيقيا أم ملفقاً فانه لا يغير من الانطباع المتزايد بان القضية الفلسطينية فقدت ولا تزال تفقد المزيد من مقومات النضال والدفاع والصمود بوجه احتلال هو الأخطر في تاريخ المنطقة لانه يهدف الى اقتلاع شعب وتوطين اليهود مكانه .
استغرب من شيوع اصطلاحات على لسان قيادات فلسطينية لانها قد فصلت من قبل الدوائر الصهيونية والأمريكية ليناسب الخطط الأمنية والاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة وهو ما ترجمته مخططات مؤسسة راند الامريكية بدعم من حكومة نتنياهو في نهاية التسعينات والتي تقوم على منح الفلسطينيين دويلة من كانتونات منعزلة تمزقها المستوطنات ، وشبكة طرق وأنفاق تعزل الكانتونات عن المستوطنات ، مع بقاء الحدود على نهر الاردن تحت سيطرة اسرائيل .
يجب العودة الى شعار تحرير الوطن الفلسطيني حتى في ظل المفاوضات مع الإصرار على عودة اللاجئين وتطبيق كافة القرارات الأممية المتعلقة بالحقوق الوطنية . وإلا فان الانزلاق الى مهاوي الأفخاخ الإسرائيلية المستمر منذ سنوات سيقود الى كارثة ، يجب التوقف عن هذا وفق الحكمة القائلة « اذا وقعت في حفرة فتوقف عن الحفر» .
من قاموس الهزائم العربية انقلابات كثيرة جرت على اللغة والشعارات والاصطلاحات بحيث اصبح النظر الى شعارات الوحدة والقومية واليسارية وغيرها بانها مجرد شعارات مبالغ فيها ، واذا كان هناك ما يبرر مثل هذا القول في ظل الواقع العربي المتردي فانه لا تبرير أبداً للتراجع عن مطلب تحرير الارض المحتلة وإقامة الدولة وعاصمتها القدس لان هذه قضية شعب وحقوقه غير القابلة للتصرف ...التمسك بتحرير كل شبر من الضفة والقدس وعودة اللاجئين ليس تطرفا ولا ترفاً كلاميا يسقط بالتقادم بسبب تفوق العدو او تراخي الدفاع عن هذه الحقوق واستردادها .
قد يقول قائل بان المفاوضات على مساوئها هي الوسيلة الوحيدة المتبقية في ظل وضع عربي تحتوي أجندة عواصمه كل قضايا الدنيا بما في ذلك طبقة الأوزون باستثناء العمل من اجل فلسطين ، وفي هذا جانب من واقع مؤلم لكنه لا يبرر ذهاب القيادات في رام الله وغزة الى المفاوضات وهم منقسمون انقساما معيباً شجع اسرائيل على التمادي ويشجع العرب على تراجع تأييدهم واهتمامهم بقضيتهم .
وأخيرا يمكن الاستنتاج بسهولة بان القيادة الفلسطينية اختارت أسوأ الأوقات للعودة الى المفاوضات مكتفية بدبلوماسية كيري المكوكية وبخطوة تفهم بانها من باب المجاملة للأمريكيين والوهم بان إدارة اوباما ستفعل شيئا لحل القضية . غير انه قد مر من الأحداث ما يؤكد ان هذه الإدارة لا ترى الا مصالح اسرائيل ومصالح امريكا من منظور صهيوني لهذا هي الآن في مواجهة حتى مع حلفائها الخليجيين فلماذا ستكون كريمة مع الفلسطينيين !!.
(الرأي)