كمال ميرزا يكتب : أهل غزة .. ايّها الصدّيقون !
جو 24 :
كتب كمال ميرزا -
في صبيحة العيد، أبى اسم "يوسف" إلّا أن يكون حاضرا!
قصفٌ لكيان الشيطان الصهيو - أميركي على منزلٍ لعائلة "أبو يوسف" في "مخيم النصيرات" وسط غزّة، وجلّ الشهداء أطفال!
علامةٌ من السماء تذكّرنا ألّا ننغرَّ بالسبع السِمان، وألّا نعصر لأربابنا خمراً، وألّا ننافق أنفسنا وننخرط في كذبة العيد بينما غزّة تُباد!
علامةٌ من السماء تذكّرنا أنّ أنظمة العَرَب هم إخوة يوسف الذين كادوا له كيداً، الفرق، أنّهم لم يأتوا على قميصه بدم كذب، بل أغرقوه بدمّ حقيقيّ سيّال لا يكفّ ولا يجفّ ولا يلتئم.
وحين ألقوه في غيابة الجبّ لم يكتفوا بذلك، بل تأكّدوا من إحكام حصارهم حوله حتى لا يكون للغوث من أمل أو سبيل.
وأمثلهم طريقة، باعوا أهل غزّة بثمن بخس دراهم معدودة، دون حتى أن يدلوا بدلوهم، وكانوا فيهم من الزاهدين!
علامةٌ من السماء تذكّرنا أنّ كلّ شعوب العُرْب هم كما "الملأ" في القصة، "أضغاث أحلام"، نسير مع "العير" وما لنا في "النفير"!
وبعضنا يحاول أن يتذّرع بالتُقى والورع، ويقول إنّ الفرحة بالعيد واجب وعبادة، ولكن العبادات كثيرة، فالجهاد عبادة، والنُصرة عبادة، وكلمة الحقّ عبادة، والمقاطعة عبادة، وحتى الحزن في مقام مثل هذا المقام عبادة.. فلماذا من بين جميع العبادات لا ننتقي إلا أنعمها وأسهلها؟!
يا أهل غزّة أنتم أجمل أهل الأرض..
ويا أهل غزّة أنتم برهان ربّكم..
ويا أهل غزّة أنتم الصدّيقون..
ويا أهلّ غزّة أنتم الحفيظون العليمون..
ويا أهل غزّة أنتم الأحاديث وتأويل الأحاديث..
ويا أهل غزّة أنتم آيات الله التي "يمرّون عليها وهم عنها معرضون"..
ويا أهل غزّة أنتم بأس الله الذي لا يُردّ عن القوم المجرمين..
وكما أنّكم كتمتم رؤياكم عن إخوتكم فكان "طوفان الأقصى"، فما هو إلّا صبر ساعة حتى يتحقق تأويل رؤياكم وتخرّ لكم الرتب والأوسمة والألقاب ساجدين!
أمّا نحن، فأنّى لنا يعقوب يستغفر لنا ربّه وقد برئ من صنيعنا يعقوب وربُّ يعقوب وإسحق وإبراهيم والأنبياء أجمعين؟!
سلامٌ على "يوسف"، وعلى عائلة "أبو يوسف"، وعلى "النصيرات" و"مخيم النصيرات"، وعلى غزّة في العالمين!