jo24_banner
jo24_banner

افتحوا عيونكم إنها مفاوضات لشراء الوقت

طاهر العدوان
جو 24 : ظهر الى العلن حصاد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعد اشهر من اللقاءات خلف أبواب مغلقة وهو حصاد بائس بالنسبة للفلسطينيين مما دفع رئيس وفدهم المفاوض صائب عريقات الى تقديم استقالته . هذه الاستقالة أفسدت الاحتفالات التي شهدتها رام الله بمناسبة عملية الإفراج عن ١٢٦ أسيرا التي قدمت كثمرة إيجابية للمفاوضات مع ان الإسرائيليين حرصوا ان ينغصوا هذه الاحتفالات عندما قررت حكومة نتنياهو بناء الاف الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة المحتلتين مقابل الإفراج عن العدد المشار اليه من الأسرى .
استقالة عريقات مناسبة لكي تعيد القيادة الفلسطينية قراءة واقع قضيتهم وخاصة ما يجري في الضفة الغربية والقدس ومعالم هذا الواقع هي : ١- ان الإسرائيليين سائرون على خارطة طريق استراتيجية كان قد اعلن عنها شارون في عام ٢٠٠٣ بعد ان فرغ من تدمير السلطة وازاح اتفاق اوسلو من طريقه ، وبدأ بتنفيذها في عام ٢٠٠٤ عندما قام بالفصل والانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة ليباشر بعد ذلك عملية الفصل في الضفة والقدس ، بدأً بالجدار العازل الذي تابع نتنياهو بناؤه بحماس.
٢- الاستراتيجية المذكورة التي نشرت وتم تداولها في وسائل الإعلام وندوة هرتسليا في عام ٢٠٠٥ تقوم على فكرة قناعة الأغلبية الإسرائيلية بان السلام لا يجلب الامن وان الفصل الأحادي هو الحل من خلال توجيه النمو الديموغرافي للإسرائيليين بمن فيهم المستوطنين الى القدس والضفة بتكثيف الاستيطان في الكتل الكبيرة .
٣- الاستيطان + الجدار العازل يقسم الضفة الى ثلاثة كانتونات غير القدس تقطعها المستوطنات وشبكة طرق وأنفاق ويضاف اليها منطقتين امنيتين في سلسلة جبال الضفة وعلى نهر الاردن مما يترك للدويلة الفلسطينية ٥٨٪ فقط من أراضي الضفة من اجل ان تحكم المدن والمناطق الفلسطينية الكثيفة السكان مع قليل من الارض .
٤- اما الهدف النهائي للاستراتيجية الإسرائيلية فهي « تذويب دولة الكانتونات الفلسطينية في الدولة الاردنية من خلال فدرالية او كونفدرالية .
منذ عام ٢٠٠٣ اسرائيل لا تتفاوض وإنما تنفذ استراتيجية الفصل الأحادي الجانب بالاعتماد على عدة ركائز اولها الاستيطان وصولا الى رسم الحدود النهائية لإسرائيل مع عزل الكثافة السكانية الفلسطينية وفصلها عن اسرائيل المقبلة كما فعلت مع قطاع غزة وهو عزل يؤيده الراي العام الاسرائيلي المتخوف مستقبلا من القنبلة الديموغرافية الفلسطينية .
اسرائيل تستخدم المفاوضات لشراء الوقت لتنفيذ استراتيجيتها المذكورة التي حققت نجاحات كبيرة في ظل المستجدات الفلسطينية والعربية الكارثية التي جعلتها في وضع من يقطع الكعكة بدون مقاومة فلسطينية وعربية تذكر . والبرهان على كل ما أقول هو ما يجري على ارض الواقع في القدس والضفة . وإسرائيل ما كانت لتقبل الدخول باي مفاوضات مع الفلسطينيين بشرط وقف الاستيطان حتى لو اعترفت غزة ورام الله بها كدولة يهودية .
افتحوا عيونكم انها مفاوضات لشراء الوقت وبمواجهة المخطط الاسرائيلي يجب إعادة القضية الى الطريق الصحيح كقضية نضال وطني . انها ليست معركة من اجل كسب الاعتراف ( بالدولة ) لان فلسطين ليست دولة بوجود الاحتلال ومن الخطأ ان يفاوض الفلسطينيون بوصفهم دولة وانما كحركة تحرير وطني بحيث تقوم الدولة كنتيجة للتسوية وليس قبلها لان المفاوضات بين الدول تقوم على تعديلات الحدود والقضية الفلسطينية ليست قضية حدود انما انهاء احتلال وتقرير مصير وحق العودة .
(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news