2024-05-07 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أسباب خسارة السرور لرئاسة النواب

أسباب خسارة السرور لرئاسة النواب
جو 24 :

كتب- محرر الشؤون البرلمانية والسياسية -كانت الخسارة القاسية التي منيّ بها رئيس مجلس النواب السابق سعد السرور مفاجئة إلى حد كبير لكثير من الأوساط النيابية والسياسية والشعبية على السواء، فالسرور باتت الرئاسة قريبة إليه ونام معها المراقبون قبيل الانتخابات بيوم واحد على أنه أمام ولاية ثانية بعد إعلان إئتلاف (52) نائباً دعمه للرئاسة.

لكن مالذي حدث؟ وكيف انقلبت الموازين؟ ومن قلب الطاولة؟ الأحداث تفسر نفسها بنفسها، بدءا من سحب كتلة الوسط الإسلامي لمرشحها النائب مصطفى العماوي، على قاعدة حفظ التوازنات السياسية في المناصب العليا للدولة، بعد تعيين عبد الرؤوف الروابدة رئيساً لمجلس الأعيان، الأمر الذي يصعب معه أن يكون رئيسا النواب والأعيان من محافظة واحدة، فكان انسحاب العماوي يصب في مصلحة النائب عاطف الطراونة امتثالاً لانضوائهما في إئتلاف (الوسط ووطن والعمل الوطني)، فهذا الائتلاف وقوامه (59) نائباً ضمن الطراونة قرابة (45) صوتاً منه، في حين ذهبت البقية لصالح الدغمي، ونفر بسيط لجهة السرور.

بعثرة التجمع وغضب النهضة

ولا شك أن ماجرى في إئتلاف كتلتي النهضة والتجمع الديمقراطي بانسحاب النائب عدنان العجارمة لصالح النائب عساف الشوبكي بدا وكأنه انسحاب مكره وليس انسحابا مقتنعا، فتعمق الخلاف وإن كان تحت الطاولة بين نواب الإئتلاف، إلى أن حصل اجتماع الليلة الأخيرة الذي دخلت عليه كتلة التوافق النيابية والتي رشحت السرور، ليصار إلى التصويت الداخلي بين الشوبكي والسرور، ففاز الأخير بفارق خمسة أصوات، لتشب النار في الإئتلاف وتنقلب الموزاين، فرفض الشوبكي نتائج التصويت متهماً نواباً بالإلتفاف عليه، وتقديمهم مرشحاً مستقلاً "السرور" عليه كمرشح إئتلاف، ففرط العقد وتناثرت الأصوات برفقة الشوبكي وصل لحد (14) نائباً منحوا أصواتهم في الأغلب لصالح الطروانة.

سبق ذلك معركة طاحنة جرت في الخفاء بين الدغمي والسرور، وصلت عند الدغمي لحد الرغبة في الإطاحة بالسرور كهدف رئيس، وكانت تستند على خصومات نيابية كبيرة مع السرور استثمرها الدغمي لصالحه، بعد أن بدت سياسة السرور تستند إلى استمالة النواب الجدد ومحاولة تقديمهم ككفاءات وقيادات جديدة، الأمر الذي لم يعجب نواباً مخضرمين وأشعل غضبهم. معركة السرور والدغمي بدأت مبكراً، فالدغمي ذات يوم وأثناء تصويت النواب على قانون الموانة العامة خرج غاضباً من الجلسة برفقة نحو 25 نائباً، متهمة السرور بتزوير تصويت النواب، وهذا المسألة شكلت نواة المعركة بينهما، ليجيء رد السرور بذات الطريقة أيضاً في إحدى جلسات مناقشة قانون الضمان حين انتقد خروج نواب من بينهم عبد الكريم الدغمي أثناء المناقشة، وعدم سحبهم البطاقة الالكترونية التي تستخدم في التصويت، في إشارة لقيام آخرين بالتصويت عنهم.

الطروانة يستثمر والدغمي أكبر الفائزين كل ذلك كان سبباً في حرب طاحنة بين النائبين، استثمرها النائب عاطف الطراونة أيما استثمار، وطيلة اسابيع سبقت انتخابات الرئاسة كانت التنسيق على أشده بين الطروانة والدغمي، إلى أن اتفقا بشكل واضح على أن أصواتهما ستكون من نصيب أي منهما في حال اجتاز الجولة الأولى برفقة السرور، لكن المعركة يبدو أنها كانت أقوى فخرج السرور من الجولة الأولى، وتجلى المشهد بانسحاب الدغمي، وأفصح الطراونة علانية عن الاتفاق بقوله في أول جلوس له على كرسي الرئاسة مخاطباً الدغمي(سأكون مخلصاً لك في جولات انتخابية قادمة )، وهنا يبدو المشهد أكثر اكتمالاً، فالدغمي الذي أعلن تنازله بعد نصائح من نواب مقربين منه بأن جولة ثانية مع الطراونة لن يتكون من نصيبه، فالطروانة حصل على 60 صوتاً، كما أن أصوات السرور الـ37 لن تكون في أغليها من نصيبه، خاصة كتلة التوافق النيابية التي يقودها ميزا بولاد، أكبرحلفاء السرور، فكان الدغمي مع كل تلك المعطيات أكبر الفائزين بضمانه نظرياً تحالفاً مع الطراونة في الانتخابات القادمة، وتنازله عن الرئاسة وليس انسحابه من قاعدة القوة وليس الضعف، فقلب خسارة متوقعة في الجولة الثانية إلى نصر سيتغنى به أنصاره لزمن.

تابعو الأردن 24 على google news