جنرال متقاعد: رفض نتنياهو لصفقة التبادل بمثابة إسقاط قنبلة نووية على إسرائيل
جو 24 :
حذر جنرال إسرائيلي متقاعد من تداعيات رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لصفقة التبادل المقترحة مع فصائل المقاومة الفلسطينية والتي استؤنفت المفاوضات بشأنها منذ أيام في العاصمة القطرية الدوحة.
ونقلت صحيفة هآرتس عن الجنرال المتقاعد إسحق بريك القول إنه "إذا رفض نتنياهو الصفقة هذه المرة أيضا، فسنفقد المختطفين إلى الأبد وسنكون على شفا حرب إقليمية، ستكبدنا خسائر فادحة"، مشبها ما سيحدث "بتسرب إشعاعي أو إلقاء قنبلة نووية علينا دون قصد".
ويلقب بريك -الذي قاد سلاح المدرعات بين عامي 2009 و2018، ثم تولى قيادة "مفوضية شكاوى الجنود"- بـ"نبي الغضب" في إسرائيل، لأنه تنبأ بهجوم يشنه آلاف المقاتلين الفلسطينيين على مستوطنات غلاف قطاع غزة على غرار ما حدث بمعركة طوفان الأقصى، كما أنه تنبأ بهجوم فلسطيني عارم في المستقبل القريب على المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
لا يمكن وقف حماس
وبدأ بريك بوصف وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحرب، قائلا "إننا نواصل القتال في قطاع غزة ونشن غارات متكررة على الأراضي التي احتلت؛ غارات لا هدف لها، ولكن ثمن الدماء التي تدفع لأجلها باهظ".
وقال إن "الجيش ينجح في تدمير المباني، لكن ليس هناك ما يمكنه فعله لوقف حماس، التي تجلس بأمان في الأنفاق، والتي عادت بالفعل إلى حجمها قبل الحرب وملأت فراغ قتلاها بمقاتلين من الشباب".
وأضاف "لا تستطيع دولة إسرائيل أن تحقق أيا من أهداف الحرب، لأنها بعد أن قلّصت قواتها في السنوات العشرين الماضية، ليس لديها قوات للاستقرار بشكل دائم في الأراضي التي احتلتها، وفي هذه الحالة لن تكون إسرائيل قادرة على هزيمة حماس".
ووصل بريك إلى حد القول "يجب الاعتراف بأننا قد خسرنا الحرب، فاستمرار القتال لن يسهم إطلاقا في تحقيق النصر، بل على العكس: هزيمة إسرائيل ستكون أكثر إيلاما".
ثم ذهب لانتقاد حكومة نتنياهو في تعاملها مع الإدارة الأميركية التي تسعى لتسهيل التوصل لصفقة تبادل، قائلا "مع ذلك فإن المستوى السياسي الوهمي يضايق الرئيس الأميركي جو بايدن بعد هزيمته في المواجهة مع دونالد ترامب، في وقت تحتاج فيه إسرائيل إلى مساعدة الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى".
وانتقد الجنرال المتقاعد تهديدات إسرائيل بشن هجوم واسع على لبنان، ليقول "لا يفهم قادتنا ما الكارثة التي سيجلبها الهجوم على لبنان، ففي نهاية المطاف، إذا لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي القدرة على هزيمة حماس، فمن المؤكد أنه لن يتمكن من هزيمة حزب الله، الذي يملك ترسانة قوامها 150 ألف صاروخ وقذائف ومسيرات".
وفي هذا السياق، كشف عن تصريحات لجنود تتحدث عن خيانة وفشل في تسيير المعارك وإحباط لدى القوات، وأيضا عن كذب وتلاعب في حجم الخسائر التي يتكبدها جيش الاحتلال.
فرضيات استمرار القتال
وأكد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أن استمرار القتال في قطاع غزة، سيؤدي أيضا إلى استمرار القتال في الشمال، معتبرا أن ذلك لا يأتي بأي حل "بل يؤدي إلى تآكل الجيش والاقتصاد وعلاقات إسرائيل الدولية وقدرتها على الصمود الوطني، وسيؤدي إلى حرب إقليمية ستدمر البلاد".
وألقى بريك باللوم في الاستمرار بهذه السياسة، دون التوصل لصفقة تبادل أسرى ووقف الحرب مع حماس على من أسماهم "الفرسان الثلاثة الباحثين عن المغامرة" وهم نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي وأمثالهم من السياسيين وأصحاب الرتب العالية في الجيش.
وقال بريك إن "استمرار الحرب هي ضمانتهم الوحيدة للاستمرار في مناصبهم، وإنهم يتركون المختطفين حتى الموت ويرسلون مقاتلينا ليقتلوا عبثا، وهذه جريمة لا تقل عن جريمتهم السياسية".
وخلص إلى المطالبة بوقف "القتال في القطاع فورا. وهذا أيضا سيجر حزب الله لوقف محاصرتنا بالنار، والسماح بعودة المختطفين عبر الاتفاق، لاستعادة الجيش والاستعداد لحرب إقليمية، عندما يكون الجيش جاهزا فإنه سيكون قادرا على مواجهة أي تحدٍ" على حد قوله.
المصدر : هآرتس