jo24_banner
jo24_banner

الجدار الإسرائيلي قائم في الأغوار الفلسطينية

طاهر العدوان
جو 24 : تعقيباً على تصريح نتنياهو بان اسرائيل ستقيم جدراً على طول نهر الاردن قال الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان عارف ضراغمه ان «ان هذا التصريح فبركة إعلامية وان الجدار أقيم منذ ٤ أشهر ويبلغ طوله ٢٠ كيلو متراً وان شوارع فتحت على طول المنطقة الممتدة من الأغوار الشمالية حتى الأغوار الجنوبية الفلسطينية».
كان نتنياهو قد صرح في أوقات سابقة ان الجدار والمستوطنات في الأغوار ترسم حدود اسرائيل الآمنة والواقع انه بالقياس على انتشار الجدران العازلة على خط الهدنة مع غزة ومع مصر وحول القدس المحتلة وفي عرض وطول الضفة المحتلة فان اسرائيل تريد ان تفرض بالأمر الواقع حدودها على التسوية التي تريدها مع الفلسطينيين والعرب جميعاً.
مرة اخرى، انها سياسة الفصل الأحادي الجانب التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتحويل شعبها الى مجموعة عرقية أخري غير اليهود تعيش على ارض فلسطين في كانتونات منعزلة بمناطق الكثافة السكانية، ولا تصلح لان تكون دولة قابلة للحياة ولا يصلح ان يقوم فيها نظام قابل للحياة.
في نص المعاهدة الاردنية الإسرائيلية لا رسم للحدود مع اسرائيل على طول الحدود بين الضفة الغربية وبين الاردن لان الاردن لا يعترف بوجود حدود لإسرائيل في الأغوار الفلسطينية وترك أمر ترسيمها الى الحكومة الاردنية والدولة الفلسطينية عند قيامها. ما تفعله اسرائيل من رسم للحدود في الأغوار من خلال الجدار والمستوطنات هو خرق لمعاهدة السلام، وسواء اسماها نتنياهو بالحدود الآمنة أم بالجدار العازل فهي حدود ترسمها اسرائل وليست فلسطين على طول الاردن.
ومن السخرية المريرة ان تستمر السلطة في مفاوضات مع اسرائيل يقوم نتنياهو برسم خطوطها النهائية من جانب واحد على الارض، في القدس حيث تعمل حكومة نتنياهو على تدمير آخر معالم هوية المدينة الفلسطينية العربية بخطة تقسيم المسجد الأقصى وبناء كنيس يهودي، القدس التي وصفها الناصر صلاح الدين «بدرة خاتم الاسلام». وفي أراضى الضفة الأخرى تدور عجلة الاستيطان بسرعتها القصوى لتشكل مع الجدار العازل حدود اسرائيل الأمنية والسياسية مع ترك جزر متقطعة لدويلة فلسطينية. وبالمناسبة فان اصطلاح (قابلة للحياة لا يطلق على الدول انما على النظام لكن في قاموس السياسة الاحتلالية الإسرائيلية يتم قلب الأمور لتناسب مصالح كيان لا شرعية تاريخية ولا قانونية لكل أعماله الإجرامية.
حان الوقت لتتراجع السياسة الفلسطينية عن نظريتها القائمة على (التمسكن) كوسيلة لجلب التأييد والتعاطف معها خاصة لكسب عطف ما يسمى بالرأي العام الاسرائيلي الذي يزداد تطرفا كلما ازدادت السلطة اعتدالاً (هذا ما تبينه صناديق الاقتراع). سكين الجزار الاسرائيلي لا ترى الدموع. فقط صمود وصبر ومقاومة الشعوب (حتى بالمقاومة السلمية) كانت على مر التاريخ اشد مضاء في مواجهة سكاكين الاحتلال والغزاة، وحان الوقت للعرب ايضا ان يكونوا مع فلسطين والقدس الشريف بالافعال وبالافعال فذلك أكثر آمنا وسلامة للجميع، وهي احد اهم وصفات التوقف عن الانحدار والانخراط في مسلسل حروب داحس والغبراء، لان قضية فلسطين مشرفة وترفع رأس من يقف معها بدل التغني بالقضايا الصغيرة وبالهويات الضيقة التي لا يذكر التاريخ سوى انها هويات للفتنة والتخلف والجهل وتمهيدا لتسليم رقاب الأمة لكل مارق طريق.
(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news