عقود من الاغتيالات .. عبثية النهج وفداحة الكلفة
منذ بداية تأسيس المشروع الصهيوني فوق التراب الفلسطيني، كانت جرائم الاغتيال - ولا تزال - نهجا إسرائيليا يهدف لملاحقة المعارضين سواء لبدايات الهجرة اليهودية لفلسطين،أو استهدف المناضلين في وجه الاحتلال الإسرائيلي، في مراحل مختلفة، حيث تم توثيق أكثر من 2700 اغتيال.
ويدعم هذا المرتكز في الفكر الصهيوني، "الحصانة” التي تتمتع بها اسرائيل أمريكيا وغربيا، ولم تتوقف عمليات الاغتيال، في أي مكان تصل إليه. وشملت العمليات التي نفذها الموساد، عدد كبير من الدول، منها: النرويج، أوغندا، ماليزيا، ايران، لبنان، تونس، السودان، الإمارات العربية المتحدة ، سورية، العراق، ايطاليا، فرنسا، بريطانيا، اليونان، قبرص، مالطا، النمسا، بلجيكا، وغزة ...
وتهدف اسرائيل من وراء هذه العمليات إلى تعزيز الردع، واظهار بأنها قادرة على الوصول إلى أي شخص يعمل ضدها، إضافة إلى رفع الروح المعنوية للإسرائيليين، وإضعافحركات المقاومة، من خلال وضع قياداتها تحت ضغط الاستهداف في أي وقت، وهو ما ينعكس على اجراءاتهم الأمنية، ما يقلل من مساحة الحركة والاتصال ويحد من فاعليتهم. وحرمان المقاومة من الشخصيات التي تملك قدرات ومهارات عالية، والمراهنة على إضعاف الجماعات التي اغتيل قادتها، ورفع كلفة الاشتراك في المقاومة بهدف ترهيب المجتمع .
وتاليا التاريخ الأسود الأبرز لعمليات الاغتيال التي نفذها الكيان الصهيوني على مدى أكثر من سبعة عقود.
شخصيات دولية
ويأتي على رأس القائمة اغتيال اللورد موين، رجل الأعمال البريطاني 1944، لأنه لم يكنيشجع هجرة يهود بريطانيا إلى فلسطين. وفي عام 1948 تم اغتيال الوسيط الدولي الكونت برنادوت، بسبب موقفه المتوازن من الصراع بين العرب والحركة الصهيونية.
عربيا وإسلاميا
أول عمليات الاغتيال حدثت عام 1956، واستهدفت مصطفى حافظ، ضابط الاستخبارات المصرية في قطاع غزة، وصلاح مصطفى الملحق العسكري المصري في الأردن.
كما ركزت الاغتيالات على أصحاب العقول والكفاءات العلمية، ومن أبرزها استهداف علماء الذرة المصريين والعراقيين، مثل نبوية موسى التي اغتيلت في أميركا عام 1952، ويحيىالمشد الذي اغتيل في باريس 1980، والذي كان يقود البرنامج النووي العراقي، وسعيدالسيد المغتال في الإسكندرية عام 1989.
وبين عامي 2010 - 2012، تم اغتيال أربعة علماء نوويين ايرانيين، باستخدام القنابل، واطلاق الرصاص في طهران. وفي شهري كانون الثاني وشباط 2009، تعرضت السودان لغارتين جويتين، ضد ما زعم أنها أسلحة تهرب إلى غزة، عبر مصر. كما تعرض مجمع الصناعات الحربية في ضواحي الخرطوم، إلى غارة إسرائيلية، في 23 تشرين أول 2012. وفي عام 2021، تم اغتيال محسن زاده، العالم النووي الإيراني في طهران.
حركات المقاومة
وعلى صعيد المقاومة الفلسطينية واللبنانية، فإن القائمة تطول، وتاليا أبرز الاغتيالات ومحاولات الاغتيال الإسرائيلية :
17 ـ اغتيال مأمون شكري في أثينا، وهو أحد مساعدي خليل الوزير(أبو جهاد)، في 30 آب 1983.
18 ـ اغتيال إسماعيل عيسى درويش، أحد كوادر فتح في روما، بتاريخ 14 كانون الأول1984.
21- اغتيال منذر جودة أبو غزالة، قائد البحرية الفلسطينية، وعضو المجلس الثوري لحركةفتح في أثينا، 21 تشرين الأول 1986.
22- اغتيال حمدي سلطان، ومروان الكيالي، ومحمد حسن، وهم من مؤسسي الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قبرص، 14 شباط 1988.
23- اغتيال خليل الوزير «أبو جهاد»، الرجل الثاني في حركة فتح، بعملية عسكرية نفذتهاإسرائيل في مقر إقامته بتونس، 16 نيسان 1988.
24- اغتيال صلاح خلف «أبو أياد»، قائد الأجهزة الأمنية التابعة لمنظمة التحريرالفلسطينية ، في تونس مع اثنين من مساعديه، هما فخري العمري، وهايل عبد الحميد،في 14 كانون الثاني 1991.
25- اغتيال عاطف بسيسو، من قادة جهاز الأمن الفلسطيني في باريس، بتاريخ 8 حزيران 1992.
26- اغتيال عباس الموسوي، الأمين العام لحزب الله، في 16 شباط 1992 عندما استهدفتطائرات إسرائيلية موكبه في جنوب لبنان، مما أدى إلى مقتله وزوجته وابنه الصغير.
28- اغتيال ناصر صلوحة، أحد قيادات حركة حماس في غزة، 23 حزيران 1994.
29- اغتيال هاني عابد، أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي، بتفجير عبوة ناسفة وضعت فيسيارته بمدينة خان يونس وسط قطاع غزة، في 2 تشرين الثاني 1994.
30- اغتيال إبراهيم ياغي، أحد المسؤولين العسكريين في كتائب عز الدين القسام، فيمدينة أريحا، 22 كانون الأول 1994.
31- اغتيال كمال كحيل، من أبرز قياديي كتائب القسام، بتفخيخ الشقة التي كان يوجدفيها بغزة، في 2 نيسان 1995.
32- اغتيال فتحي الشقاقي، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي وأمينها العام، في مالطا،على أيدي مجموعة كوماندوس إسرائيلية، في 26 تشرين الأول 1995.
33- اغتيال يحيى عياش، قائد مجموعات الاستشهاديين في كتائب القسام في غزة،بتفجير عبوة ناسفة زرعت في هاتفه المحمول، في 5 كانون الثاني 1996.
34- في 25 أيلول 1997، حاول عميلان للموساد الإسرائيلي اغتيال خالد مشعل، رئيسالمكتب السياسي لحماس، في عمان عبر حقنه بالسم، ولكن العملية فشلت وأدت إلى توترفي العلاقات بين الأردن وإسرائيل، كان من نتائجها إطلاق سراح مؤسس حماس الشيخأحمد ياسين، الذي كان مسجونا آنذاك في إسرائيل.
35- اغتيال محيي الدين الشريف، أحد قيادات كتائب القسام، بتفجير سيارة مفخخة، في 9 آذار 1998.
36- اغتيال عادل عوض الله، قائد كتائب القسام في الضفة، هو وشقيقه عماد عوض الله، في 10 أيلول 1998.
37- اغتيال إبراهيم بني عودة، أحد قيادات كتائب عز الدين القسام بالضفة، بتفجيرسيارته، في 23 تشرين الثاني 2000.
38- اغتيال ثابت ثابت ، أمين سر حركة فتح في طولكرم، في 31 كانون الأول 2000.
40- اغتيال صلاح دروزة ، أحد قياديي حماس في الضفة، في 25 تموز 2001.
43- اغتيال أيمن حلاوة ، القيادي في كتائب عز الدين القسام بنابلس، بواسطة الطائراتالإسرائيلية، في 22 تشرين الأول 2001.
44- اغتيال محمود أبو هنود، من قادة كتائب عز الدين القسام بالضفة الغربية، في 23 تشرين الثاني 2001.
46- اغتيال رائد الكرمي، قائد كتائب شهداء الأقصى بطولكرم، في رام الله، في 14 كانون الثاني 2002.
47- اغتيال يوسف السوركجي، قائد كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، في 22 كانون الثاني 2002.
48- اغتيال مروان زلوم، قائد كتائب شهداء الأقصى في الخليل، بصواريخ أطلقتهاالطائرات الإسرائيلية، في 23 نيسان 2002.
49- اغتيال جهاد العمارين، مؤسس كتائب شهداء الأقصى في غزة، بانفجار عبوة زرعتتحت مقعد السائق، داخل سيارته، وسط مدينة غزة، في 4 تموز 2002.
50- اغتيال صلاح شحادة، القائد العام لكتائب عز الدين القسام في قطاع غزة، في 23 تموز 2002.
58- اغتيال عز الدين خليل، القيادي في حماس، بتفجير سيارة مفخخة أمام منزله فيدمشق، في 26 أيلول 2004.
59- اغتيال عدنان الغول، كبير المهندسين القساميين، بصواريخ أطلقت على سيارته وسطمدينة غزة، في 21 تشرين الأول 2004.
60- اغتيال حسان شواهنة القائد العسكري في حماس، في الضفة الغربية عام 2004.
61- اغتيال مبارك الحسنات، نائب أمين عام لجان المقاومة الشعبية في فلسطين،ومستشار وزير الداخلية، في غزة عام 2007.
62- اغتيال محمود المبحوح، القيادي في حركة حماس، على يد عملاء للموسادالإسرائيلي، في أحد فنادق دبي بالإمارات العربية المتحدة، في 19 كانون الثاني، 2010.
64- اغتيال عمر النايف، القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في السفارةالفلسطينية ببلغاريا، في 26 شباط 2016.
65- اغتيال عماد مغنية، القيادي البارز في حزب الله، في 12 شباط 2008 في دمشق،بواسطة انفجار سيارة مفخخة.
66- اغتيال محمد الزواري، مهندس مشروع الطائرات المسيرة لدى حركة حماس، أمام منزله في مدينة صفاقس التونسية.
الاغتيالات بعد طوفان الأقصى
وعند تقييم هذه النهج الدموي، نجد أنه كان دائما يعطي الأولوية للاعتبارات الآنية التكتيكية، في حين تكون له آثار سلبية بعيدة المدى على الاحتلال؛ فعلى سبيل المثال لم يؤدي اغتيال عباس الموسوي أمين عام حزب الله عام 1992، إلى ردع الحزب، أو اضعافه، وإنما ساهم في صعود قائد شاب، هو حسن نصر الله، والذي تمكن من تحويل الحزب إلى قوة لبنانية واقليمية مؤثرة، كما أدى الاغتيال إلى رد فعل قوي من الحزب، من خلال تفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين، ما أدى إلى مقتل 29 شخصا، وأعقبه تفجير لمبنى الجالية اليهودية هناك، أسفر عن مقتل 85 شخصا.
فلسطينيا لم يؤد اغتيال يحيى عياش، إلى اضعاف القدرات العسكرية لحماس، بل تمكنت بعد شهرين من تنفيذ أربع هجمات، أسفرت عن مقتل 60 اسرائيليا، وإصابة المئات. كما دفع اغتيال أبو علي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي زئيفي، في الفندق الذي يقيم فيه.
وستظل عدالة القضية، ووجود الحواضن الفكرية والشعبية، عوامل أساسية في تحويل الشخصيات المغتالة إلى رموز للنضال والمقاومة، حتى هزيمة هذا المشروع الاستعماري، وإعادة الحقوق إلى أهلها الشرعيين.