jo24_banner
jo24_banner

15 مجلة أطفال مرخصة في الأردن أكثرها متوقف عن الصدور

15 مجلة أطفال مرخصة في الأردن أكثرها متوقف عن الصدور
جو 24 :

ليس من السهل توجيه رسائل تخاطب عـقـول الأطفال، وتتمكن من زرع التأثير السليم فيها، ولفت الانتباه لها؛ إذ إن الأمر يحتاج إلى الكثير من البساطة غـير المخلة بالمضمون والمعلومة، بالاضافة إلى الكثير من الصور والرسومات والالوان والخيال، ويحتاج كاتب الطفل إلى الكثير من الطفولة، الى جانب الكثير من ابداع الكبار وابتكاراتهم؛ من أجل النجاح في رسم الرسالة المرجوة من أي مطبوعة يقوم على إعدادها في هذا المجال.
وقد لا يكون هذا التحدي الأكبر أمام العاملين بالمجال في الاردن، فهناك الكثير من المبدعين الذين اختصوا في المجال، وسطروا الكثير من اللوحات الجميلة والقصص الهادفة التي تُطبع في الغـالب على نفقات الكاتب الخاصة، وتحتاج منه إلى المزيد من الجهد للتوزيع والترويج، ويتحمل من أجل تقديمها قلة الأرباح والايراد، وكما يبدو فإن طموح الكتاب في قطاع الأطفال كان يتطلع لتطوير الرسالة، وخلق تواصل دائم من المُستهدفين بالرسالة من خلال انشاء مجلات ودوريات مطبوعة بشكل اسبوعي وشهري للنهوض الامثل بهذا القطاع.
يتحدث التقـرير السنوي لدائرة الاحصاء العامة عن وجود 15 دورية مرخصة للأطفال في الأردن، إلا أن الواقع يحمل توقف أبرز هذه المجلات أو عدم التمكن من إصدارها أساساً، فالتحديات تمكنت من هزيمة الفكرة للأسف.
رئيسة تحرير مجلة حاتم التي توقفت عن الصدور مطلع يوليو الماضي سميحة خريس، تُشير في حديث خاص لـ"السبيل" إلى أن اصدار المطبوعات المُتخصصة بالأطفال باتت مجازفة، بعد توقف عدد من مجلات الاطفال حتى التي تصدر عن قطاع الاعلام او وزارة الثقافة أو أمانة عمان، وكذلك مطبوعات جهات اخرى.
وتُضيف: "إصدار مجلات أطفال يحتاج إلى كلفة مادية كبيرة؛ إذ إنها تعتمد على كادر متخصص متمكن من القيام بالاجراءات الفنية المطلوبة، والمكلفة هي أيضا، في ظل عدم وجود عائد مالي يسد هذه الكُلف، لإصدار مجلة أطفال محترمة، وهذه فكرة ليست ربحية مطلقاً في ظل عدم الاقبال، وعدم وجود الدعم لتحقيق ذلك".
وتجزم خريس بأن أطفال اليوم لا يشبهون أطفال الأمس، "إنهم ابناء الطفرة الالكترونية، حيث توفر لهم شاشات التلفاز والكمبيوترات الاطلاع على عالم مغرٍ ومسلٍ، وإن لم ترافقه المعرفة والفائدة المرجوة، دون أن يجدوا من يوجههم للافادة المناسبة من التسهيلات التكنولوجية، كما أنهم في مجتمعنا أبناء أسر لا تقرأ، وتلاميذ مدارس تنفر من القراءة ولا تحببها إليهم، للاسف بات الذين يقرؤون فئة قليلة، وربما كان هذا أيضاً أحد أسباب تدهور النظرة إلى مجلة الأطفال".
وتُعقب خريس على توقف مجلة حاتم التي كانت ترأس تحريرها، بأن محاولات انعاش المجلة باءت بالفشل بالرغـم من محاولات النهوض بها، وفتح باب مشاركة الأطفال بها وتوريطها بالطفرة الالكترونية، إلا أن الطموح كان أكبر بكثير من الامكانيات وتحديات الواقع، حيث لم يجد القائمون عليها الاقبال من المؤسسة التي تريد مشروعاً ربحياً، ولا تجد أن من مهامها استقطاب الأطفال، إذ كانت كمطبوعة تقدم بسعر متواضع مقارنة بتكلفتها، وما كان بالإمكان إنقاذها في اللحظة التي تغلبت فيها القيمة المادية على كل شيء.
أحمد المعطي كاتب صحفي ورسام وقاص عمل في العديد من مجلات الأطفال العربية، يرى أنه والى جانب الكلفة الباهظة لمجلات الأطفال، وما تحتاجه من اجور لرسامين وكُتاب محترفين ومصممين فيها، لا توجد هناك تنشئة للأطفال للاقبال عليها؛ الأمر الذي لم يمكنه من اصدار أي عدد من مجلة أطفال قد حصل على ترخيصها منذ اكثر من 13 عاما.
ويُضيف المعطي: "للأسف لا يُلمس تحفيز الآباء وتوجيههم للاطفال باتجاه متابعة هذه المطبوعات؛ لذا يعيش الطفل مـغيباً وأسيراً للشاشات والالكترونيات، من النادر أن تجد من الآباء من يغرس في أطفالهم فضيلة القراءة وحب الكتاب من الصـغـر".
(السبيل)

تابعو الأردن 24 على google news